هل أضحت الكلمة الطيّبة من علامات النّفاق
جلّكم يعقل حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الذي ذكر فيه أنّه يأتي علينا سنوات خدّاعات يصدّق فيها الكاذب و يكذّب فيها الصّادق ، و يؤتمن فيها الخائن و يخوّن فيها الأمين .
و كما ترون و تسمعون ، نشهد في عصرنا هذا كلمات ، مصطلحات و مفاهيم عديدة صارت تفهم بأضّدادها بسبب ما كسبت أيدي النّاس سواء عن علم أو جهل .
و لعلّ من ضمن ذلك الكلمة الطيّبة التي وصفت في القرآن الكريم بأنّها شجرة طيّبة أصلها ثابت و فرعها في السّماء ، أجل لقد عكّر هذا المفهوم الرّاقي بسبب ما جناه النّاس في حقّها ، فوظّفها الكذّابون ليصدّقوا و المنافقون ليظهرون ما لايبطنون ، حتّى أنّها وظّفت في الأغاني و حصر و عصر معناها الواسع الشّاسع - الذي وصفت به في القرآن الكريم - في مجرّد ما يراه المغنّون حبّا .
لقد أصبح كل من ينطق بكلمة طيّبة و كلام حلو منافقا و كذّابا في نظر الكثيرين ، و نعتوه كما جاء في البيت الشعري :
يعطيك من طرف اللــســان حلاوة * * * ويروغ عنك كــما يروغ الثعلب