إذا دخلت الزوجة منزلها ووطأت أرضه فهي بين حالين:
الأولى: إما أن يكون الزوج ملتزمًا، وهذا الزوج يحتاج إلى الإعانة والتثبت وزيادة الخير في قلبه وإعانته على العمل التطوعي، وحضور المحاضرات وحفظ القرآن ومراجعته، وصلة الأرحام وغيرها مما يزيد رصيده، ويشعر بالفرق بين حاله قبل الزواج وبعده.
الثانية: أن تدخل الزوجة على زوج لديه بعض المخالفات الشرعية فهنا تكون كأختها السابقة في منزله دعوة وجهاد لهذا الزوج.
وبعض الأخوات إذا ذكر لها أمر الدعوة والقيام به تعذرت بسوء خلق الزوج وبلوغه مرحلة من الفساد كبيرة.
ولعل أبلغ مثل على الزوج الطاغية المستبد فرعون فإنه رغم جبروته وظلمه نزل على رأي امرأته عندما طلبت أمرًا مستحيلاً كان يعمل ضده فقد كان يقتل أبناء بني إسرائيل ولما أراد الله -عز وجل- أن يبقي موسى -عليه السلام- حيًا جعل امرأة فرعون سببًا لذلك! فقالت لزوجها:
قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا [ القصص : من الآية 9]
وانصاع الطاغية ورضي وقبل، فترك موسى -عليه السلام- ولم يقتله، لكن هذه الموافقة من فرعون خرجت نتيجة محبته لزوجته جعلتها في قلبه حتى استطاعت الوصول إلى ما تريد.
وفي نساء اليوم خير مثل، فإذا أرادت إحداهن أن تذهب لمناسبة أو حفلة عرس وزوجها رافض لذلك، بدأت تتملق وتتودد إليه حتى يأتي الجواب كما تريد،
فالدعوة إلى الله -عز وجل- أحق وأولى من وليمة عرس أو حفلة زميلات.
ومما يعين على القيام بالدعوة إلى الله -عز وجل-:
1- اختيار المسكن القريب من المسجد فإن قرب المسجد يعين الكسول ويسرع بخطى الصالح مع ما في ذلك من سماع المواعظ وقراءة القرآن وكما أن في ذلك تشجيعًا للأبناء على الحرص على الصلاة وعدم الخوف من بعد الطريق.
2- الزوجة الداعية تعين على ثبات زوجها على الطريق المستقيم بشتى الوسائل والسبل، والأمر في ذلك واسع أنعم الله -عز وجل- علينا به فهناك كتاب وشريط ومحاضرة ورفقة صالحة ودعوة لإمام المسجد وكتابة رسالة وغيرها لا يخفى، وأذكر أن شابًا ذكر لي سبب هدايته فقال: تزوجت امرأة صالحة جزاها الله عني كل خير، وبدأت تحثني على الصلاة فتذكرني بالأذان، وأن الإقامة بقي عليها دقائق وهل توضأت؟ ثم بدأت قليلاً قليلاً حتى صلح حالي واستقام أمري، وحتى تعرف جهدها الطويل معي، أمضت خمس عشرة سنة، وهي تجاهد والحمد لله أموري كا ترى لقد كانت حكيمة صبورة.
3- طول أمد العشرة مدعاة إلى أخذ الدعوة بمنظور بعيد ونفس طويل، يعين على التدرج دون ملل أو كلل ودون عجلة بل يكون هناك تكرار ومعاودة مع تغيير أسلوب الدعوة بين الحين والآخر.
4- تنشئة الذرية تنشئة صالحة، والعناية بهم وإلحاقهم في حلق تحفيظ القرآن، رأينا بعض الآباء صلحت حاله بعد كبر أبنائه وهدايته على أيديهم، لما رأى منهم من حسن حال وطاعة.
5- كثرة الدعاء والإلحاح على الله -عز وجل- رجاء الثبات على هذا الدين حتى الممات ورجاء صلاح الزوج والذرية
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74].
رَبِّ اجْعَلْـنِي مُقِـيمَ الصَّـلاةِ وَمِـنْ ذُرِّيَّتِـي ...
[إبراهيم: 40].
6- استغلال مواسم العبادة والطاعة، فالنفوس متفتحة والقلوب منشرحة فرمضان موسم، والحج كذلك موسم دعوة لا يتكرر، ولو رتب مع أحد الصالحين ممن له معرفة بنفسيات الأشخاص والوصول إلى قلوبهم لكان في ذلك خير كثير.
7- إعانته على اختيار الرفقة الصالحة وذلك بعدة طرق: إما حثه على التعرف على إمام المسجد، وبعض الجيران أو حث الزوجة لصديقاتها لعل أزواجهن يعينون زوجها ويصلحون حاله.
8- إعطاء الرجل قوامته كاملة، وإشعاره بذلك فإن في ذلك إلقاء عبء المسئولية عليه، فيكون أقرب إلى البيت والزوجة، وما نراه من بعد الأزواج عن بيوتهم إنما هو لضعف القوامة التي فرحت الزوجة بتقبلها في أول الأمر ثم ها هي تجني النتائج المرة جراء ذلك.
9- دعوة من حول الزوج من أب وأم فإن أولئك يتوددون ويقربون الزوجة إلى زوجها، وكلما زادت محبة الزوج لزوجته وقل الخلاف زاد مسير قطار الدعوة، وبعض المتزوجات تأتي إلى بيت الزوج وقد حملت كرهًا لوالدة الزوج نشأ عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات -والعياذ بالله- ولهذا تجد العلاقة منذ بدايتها فاترة.
10- الصبر تاج على رأس الدعوة إذا سقط قل نتاجها وضعف حالها وكان فسادها أكثر من صلاحها، ولهذا كان الصبر للمرأة الداعية أمرًا مهمًا حتى تسير الأمر على ما تريد.