الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد أرسل الله تعالى نبينا محمد عليه السلام ليخرج الناس من الظلمات
وأكرمهُ سُبحانه بالآيات والمعجزات الباهرات ..
وكان الكتاب المبارك أعظمها قدراً, وأعلاها مكانة وفضلاً ..
أحسن الكتب نظاماً وأبلغها بياناً وأفصحها كلاماً وأبينها حلالاً وحراماً
{ كِتابُ أُحكِمت آياتهُ ثُم فُصلت مِن لدن حكيمٍ خبيرٍ } [ هود:1]
أنزله الله رحمة للعالمين, ومحجة للسالكين, وحجة على الخلق أجمعين, ومعجزة باقية لسيد الأولين والآخرين
أعز الله مكانه ورفع سلطانه و وزن الناس بميزانه ..
( حالنا مع القرآن )
من تأمل حالنا مع هذا الكتاب العظيم ليجد الفرق الشاسع والبون الواسع بين مانحن فيه
ومايجب أن نكون عليه, إهمالاً في الترتيل والتلاوة وتكاسلاً عن الحفظ والقراءة وغفلة عن التدبر والعمل
والأعجب من ذلك أن ترى كثيراً من المسلمين ضيعوا أوقاتهم في مطالعة الصحف والمجلات
ومشاهدة البرامج والمسلسلات وسماع الأغاني والملهيات
ولاتجد لكتاب الله تعالى في أوقاتهم نصيباً ولا لروعة خطابه منهم مجيباً ..!
فأي الأمرين إليهم أحب , وإيهما إليهم أقرب ..
ورسول الهدى يقول : [ المرء مع من أحب يوم القيامة ] متفق عليه
فترانا نمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون, وخشع لها الخاشعون, والتي لو أنزلت على جبل
{لرأيتهُ خاشِعاً مُتصدعاً من خشيةِ الله } [ الحشر:21]
فلا ترق قلوبنا, ولاتشخع نفوسنا, ولا تدمع عيوننا, وصدق الله إذ يقول :
{ ثُم قست قلوبُكم من بعدِ ذلك فهي كالحِجارةِ أو أشد قسوة }
فأي هجران بعد هذا الهجران وإي خسران أعظم من هذا الخسران