كان لا بد لي أن اعترف له اعترف كان لا بد لي أن اعترف له لا أستطيع أن استمر هكذا دون أن أقول له عما يتصارع داخل جدران النفس وارجاء القلب كان لا بد لي أن أقول له أن الألم يعتصرني بعد أن ضاع منه أهم ما كان يميزه عن رجال الدنيا 0 لقد ضاع منه ذلك الجنون غير المحسوب لا يمكن أن تكون الحياة " مهذبة " " منظمة " " مرتبة " " تقليدية " محسوبة " إلى هذا الحد المخيف 0 لا يمكن أن يتدرج كل شئ تحت باب " الواجب " و " المفروض" و " التقاليد " و " الأصول " لا يمكن أن تسير الحياة على طريقة " لو سمحت ممكن أن تعطيني الملح " فيأتي الرد 00 طبعاً تفضل 000 ويأتي الرد الآخر : " شكرا " 0 على هذا النهج مطلوب مني أن أقول له " ممكن بعض الحنان لو سمحت " فتقول : طبعاً يا عزيزي 0 تريده بالسكر أو بدون ؟ فأرد : أريد حنانا بالسكر فيقول متسائل : كم قطعة سكر بالضبط ؟ فأرد : 3 قطع لو سمحت 0 فيرد : تفضلي يا عزيزتي 0 فأقول : شكرا على حنانك المضاف إليه 3 قطع من السكر يا عزيزي ! شئ عاقل إلى حد الجنون ، كل شئ فيه مرتب منظم لا بد أن نطلبه شفهياً ، ويأتينا الرد عليه مثل خطابات الجهات الحكومية 0 هل لا بد لي أن أقول أريد حتى أخذ ؟ هل مطلوب مني أن أشكو وأقول أنا بحاجة إلى حب وحنان ورعاية حتى يتم " توريد " هذه المشاعر لي ؟ أنا أعرف أن كل هذه المشاعر موجودة ، ولكن قيمتها الكبرى هي أن يشعر الطرف الأخر باحتياجي لها دون أن أطلبها قيمة العطاء هي أن يكون تلقائيا بدون موعد ، بدون حجز مسبق ، بدون ترتيب ، بلا بروتوكول ، بلا استئذان 0 العطاء لا يدق على الباب ولكنة يحطمه 0 المحب لا يستأذن في أن يعلق منشورا على جدران قلب المحبوب ، بل يلصقه دون خوف من شرطي أو غريم ! في هذا العصر الحب هو خروج عن المألوف تحطيم لقانون طبيعة عصر غلبة فيه المادة على " القلب" وأصبح فيه بريق الماس أكثر جاذبية من ليهب المشاعر ، واصبح معطف الفراء أكثر دفئا من عطاء القلب 0 هنا أيضاً يتعين على الرسائل التي يبعث بها القلب أن تكون اكثر وضوحا فلم يعد " المحب من الإشارة يفهم " بل يحتاج إلى إيضاحات صريحة واضحة لاحتياجات القلب 0 ويبقي ضمير القلب يعيش عقدة ذنب : هل يقول له ما يدور بداخله ؟ هل يطلب منه ؟ هل يسكت ؟ هل يحزن ؟ أم يظل يبتلع صمته بعد أن أدرك أن الوصول إلى المثالية في العشق هي غاية لا تدرك في هذا العصر المتقلب |
|
|
|