بِقَلَمٍ : مُصْطَفى إبراهيم
وَسَطُ صَخَبِ النَّاسِ وَالْحَيَاةَ ..
أَسَقَطُ وَأَتَبَعْثَرُ فى كُلٌّ الإتجاهات ..
أَبْحَثُ عَنْ مَنْ يضمنى وَيُرَبِّتُ عَلَى كتفى بِلَمْسَةِ يَدِ حانِيَّةٍ
حَتَّى يُلَمْلِمَ شَتَاتُ
نفسى الْمُبَعْثَرَةِ ..
فَلَا أَجِدُ صَدْرَ حَنُونٍ يحتضننى
أَوْ يُشْفِقُ عَلَى
نفسى الْحائِرَةِ الْمُتْعِبَةِ ..
كَأَنَّ الدُّنْيا خَلَتْ مِنْ أحَدًا ينتزعنى مِنْ وحدتى الْقَاتِلَةَ ..
قَدْ كُنْتُ واهِمًا عَنْدَمًا ظَنَنْتِ ان هُنَاكً مِنْ ينتظرنى ،
لينتشلنى مِنْ بَراثِنِ وَأَنْيَابُ الضَّيِّقِ وَمِنْ ظُلْمِ الْأَيَّامِ الْقَاحِلَةِ .
عَنْدَمَا يُحَاوِلُ قلبى أَنْ يَلْتَصِقَ بِنِصْفِهِ الْمَكْسُورِ
تَأَتَى دَائِمَا الرِّياحِ بِمَا لَا تَشْتَهِ السُّفُنَ ..
كَأَنَّ هُنَاكَ مَجْهُولً يحاربنى ، وَيُحَاوِلُ أَنْ يذلنى ..
فَيَتَبَاعَدُ الْأَمَلُ فى لِمُلِمَّةِ شَتَاتِ
نفسى الْمُبَعْثَرَةِ ..
فَلَا أَمْلِكْ سِوَى الصَّمْتِ ..
لِأُحَاوِلُ مِنْ جَدِيدٍ أَنْ أَجِدَ طَرِيقًا جَدِيدًا مِنَ الْأَمَلِ يضمنى
أَنَا لَا أَعْتَرِفْ بِالْحُدودِ وَلَا الْمَسَافََاتِ ..
بَلْ إنى أَخْتَصِرَ كُلُّ الطُّرُقِ لكى أَبَحْثً عَنْ
نفسى
مِرَارًا وَتَكْرارَا دُونَ تَعَبٍ أَوْ مَلَلً ..
لَكِنَّ مَا أَصْعُبُ الْبَحْثَ عَنِ النَّفْسِ
وَسَطٌ هَذَا الزِّحامِ الْبُشْرَى الْعَجِيبُ الذى لَا يُنْتَهَى !..
وَكُلُّ مَا أُرَّاهُ حولى ،
مُجَرَّدُ نَظْرََاتِ عُيُونِ الْبَشَرِ تتلقفنى
وَأَفْعَالُهُمْ الْجَارِحَةِ تحوطنى ..
لَكِنَّ لَمْ أَزُلْ أَحَاوَلَ التَّحْلِيقُ عَالِيَا
بروحى الْهَائِمَةَ فى سَمَاءُ نُفْسَى بَعيدًا عَنْ كُلُّ الْبَشَرِ ..
فَكُلُّ الْأَرْواحِ حولى قَدْ حَلَّقْتِ فى سَمَاءٌ غَيْرَ سمائى
وَأَصْبَحْتِ فى عَالَمُ غَيْرٍ عالمى ....
وَيَبْقَى هَمَى الْوَحِيدُ هُوَ لَمْلَمَةُ شَتَاتِ
نفسى الْمُبَعْثَرَةِ ...
رُبَّما لَا أَجِدْ مِنْ يفهمنى ....
وَالْعَكْسُ صَحِيحُ فَأَقْرَبُ النَّاسِ إِلَى قلبى يُحْبِطُ عزائمى
وَيُحَطِّمَ كُلُّ جَسُورِ التَّلاقَى بَيْنَنَا ..
فَأَصَابَ بِغَيْبُوبَةِ صَمْتِ مُدَمِّرَةٍ
حَتَّى إننى أَفُقِدَ الْكَثِيرُ مِنْ طاقتى ..
فَأَشْعُرُ بِضَيِّقٍ فى التَّنَفُّسَ لَإِنَّ بَعْضُ الرَّمادِ عالِقً برئتى ....
لَكِنَّ مازلت أَتَشَبُّثً بِالْحَيَاةِ وَالْأَمَلَ ،
وَأَعْلَمُ أَنَّ اللهَ مِعَى ....
أَشْعُرُ أحياناً بِإِنَّ الزَّمَنَ يمتحننى وَيَقْسُوَ عَلِيَّا دُونَ مبرراً ....
فَأَرْحَلُ بَعيدًا عَنِ الزَّمانُ وَالْمَكَانُ ....
وَأُتَوِّهُ فى سفرى الطَّوِيلُ دَاخِلُ
نفسى ..
وَأَعُودُ مِنْ رحلتى بِبَعْضِ مِنْ قَصَّاصَاتِ كَتَبَتِهَا يَوْمًا
كى لَا أَنْسَى أَنَّى أنسان وَلَسْتُ شَبَحَا أَوْ خَيَالً ..
فأزداد صَبْرًا وتمسكاً بِالْأَمَلِ ..
لِأَعُودُ لِلْحَيَاةِ مِنْ جَدِيدٍ ..
أُرَتِّبُ دفاترى
حَتَّى أَتَخَلَّصَ مِنْ تَجَاعِيدِ مَلاَمِحِ الْحُزْنِ التى تهدنى
أَنَا أعْلَمُ النَّاسِ بِنفسى ..
فَلَيْسَ لى أَكْثَرُ مِنْ بَعْضٌ الأمانى
وَالْقَلِيلَ مِنَ الأهتمام الذى يُرِيحَ
نفسى الْمُتْعِبَةِ ..
فَقَدْ تُعِبْتِ مِنَ التِّيهِ فى زِحامُ النُّفُوسِ الْمُتَغَيِّرَةِ ..
أَنَّ اللهَ مِعَى .. أَنَّ اللهَ مِعَى .