أشخاص .. يقبعون في ذاكرة الاهمال،
لكن القدر سمح لهم يومًا بأن يمّروا بها دون أدنى تأثير.
لا شك أن الذاكره البشريه لا تختار ما تُخزنه ،
فهي تحتفظ بكل صغيره أو غير ملحوظه
من الأحداث اليوميه والأشخاص – غُرباء –
أو مألوفين على حد سواء ،
وكأنها كاميرا تلتقط الثابت أو المُتحرك
مما يمضي أمامها أو على مسمعها دُون حِس إنتقائي
أو رُوح مُحايده في التأثر .
كثيرًا ما يحتل من حولنا مساحاتٍ في ذاكرتنا .
هُم أُولئك الذين نسعى لنــُــرضي ،
ونتمادى في إحتجاز أرواحنا معهم في ( أمس ) رحلوا عنه
وما زالت قِصاصاتهم تسكُن أدراجنا الخفيه .
رُبما ننفض بإصرار رُؤوسنا لكِ نحتفظ بالجميل ذكرى
ونلقي بلحظاتِ السواد بعيدًا ،
لكن الذاكره لا تحيا على الجمال فقط !
وآخرون ..
تمّردوا حتى على ( لا تأثيرهم ) ونراهم فجأه
يزوروننا ذات صباح قبل الإفطار !
يقولون :
الأحداث المُؤلمه تفقد حرارتها حين تُخزنها الذاكره .
والأحداث الحلوه تزداد – حلا – .
ثُمَ يتذكرون أول صفعه .. ويعبسون !
ويهربون إلى أول قبله .. وتراهم يتململون !
ما طعمُ الحراره المحفوظه في الذاكره
إلا نتاج مرحله زمنيه في حياة الإنسان ،
وما الطعم الذي يشعر به بعد وقوف أمام مِرآته
إلا إنعكاس لموقفه في تلك المرحله .
فما الإنسان إلا مُتقلب يتغذى على
تناقضاته ويشتهي فاكهة الصيف وقت الزمهرير !
رُبما كانت الذاكره المشرقه هي وحدها
التي تسمحُ لنا بالإستمرار – رغم خفوتها – ،
ونتغنى معها بذاكرةٍ لا تنسى الحبيب
ولا القريب ولا أغانٍ صاحبت اللقاء الأول ،
أو نكهةٍ جديده لمّا يُسمى بالــ/طعام!
وبعد يومٍ شاق ، يُبحلق أحدهم في فراغٍ مبتسماً ..
سُبحان الله ! |
|