كيف تعرف الخائفين من الله، وكيف تقيم نفسك هل أنت ممن يخاف الله أم لا؟ روى مالك بن دينار رحمه الله ، أنه قال: إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف، وعلامة الرجاء فقد تمسك بالأمر الوثيق، أما علامة الخوف، فاجتناب ما نهى الله عنه، وأما علامة الرجاء، فالعمل بما أمر الله به. وقيل: للرجاء والخوف علامتان: فعلامة الرجاء عملك لله بما يرضى، وعلامة الخوف اجتنابك ما نهى الله عنه. وعن ابن عباس، أنه دخل على عمر حين طعن، فقال: «أبشر يا أمير المؤمنين، أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس، وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقتلت شهيدا» فقال: أعد، فأعاد فقال: «المغرور من غررتموه لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء، لافتديت به من هول المطلع». وعن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي إني لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أمنين، من خافني في الدنيا أمنته في الآخرة، ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة) صدق ألله العظيم سورة النمل. وذكر عن الربيع بن خثيم ، أنه كان لا يزال باكيا خائفا ساهرا بالليل، فلما رأت أمه ما به من الجهد نادته يا بني: أقتلت قتيلا؟ قال: نعم. قالت: فمن هو حتى نطلب العفو من أوليائه، فوالله لو يعلمون ما تلقاه لرحموك؟ قال: يا أماه قتلت نفسي. وقد عد السمرقندي رحمه الله سبعة علامات جمعها للخوف من الله يقول: علامة خوف الله تعالى يتبين في سبعة أشياء: أولها: يتبين في لسانه، فيمتنع لسانه من الكذب، والغيبة، وكلام الفضول، ويجعل لسانه مشغولا بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، ومذاكرة العلم. والثاني: أن يخاف في أمر بطنه، فلا يدخل بطنه إلا طيبا وحلالا، ويأكل من الحلال مقدار حاجته. والثالث: أن يخاف في أمر بصره، فلا ينظر إلى الحرام، ولا إلى الدنيا بعين الرغبة، وإنما يكون نظره على وجه العبرة. والرابع: أن يخاف في أمر يده، فلا يمدن يده إلى الحرام، وإنما يمد يده إلى ما فيه طاعة الله عز وجل. والخامس: أن يخاف في أمر قدميه، فلا يمشي في معصية الله. والسادس: أن يخاف في أمر قلبه، فيخرج منه العداوة، والبغضاء، وحسد الإخوان، ويدخل فيه النصيحة والشفقة للمسلمين. والسابع: أن يكون خائفا في أمر طاعته، فيجعل طاعته خاصة لوجه الله تعالى، ويخاف الرياء، والنفاق، فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله فيهم: ï´؟ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ صدق ألله العظيم ï´¾ [الزخرف: 35]، وقال تعالى في آية أخرى: ï´؟ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا صدق ألله العظيم ï´¾ [النبأ: 31]. يعني نجاة وسعادة وقال تعالى: ï´؟ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ صدق ألله العظيم ï´¾ [الدخان: 51]، وقد مدح الله المتقين في كتابه في مواضع كثيرة، وأخبر أنهم ينجون من النار. وقال تعالى: ï´؟ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا صدق ألله العظيم ï´¾ [مريم: 71، 72] |