11 - 3 - 2017, 05:09 AM
|
| | | | | عضويتي
» 5155 | جيت فيذا
» 9 - 2 - 2017 | آخر حضور
» 18 - 3 - 2017 (02:04 AM) |
فترةالاقامة »
2874يوم
|
المستوى » $16 [] |
النشاط اليومي » 0.11 | مواضيعي » 23 | الردود » 286 | عددمشاركاتي » 309 | نقاطي التقييم » 50 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 0 | الاعجابات المرسلة » 0 |
الاقامه » |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية » |
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | | |
عندما يذكر القلم الأحمر
. عندما يُذكر القلم الأحمر, فإن أول ما يقفز إلى أذهاننا هو تصحيح المدرسين للاختبارات . . بدءًا بنموذج الإجابة التي يضعها أمامه للمقارنة, مرورًا بمرحلة التصحيح – وربّما التصيّد ! – .. وانتهاءً بالدرجة النهائية المرصودة , والتي غالبًا لا تكون قابلةً للمراجعة! من ناحية أخرى؛ نحن جميعًا نقوم بهذا الدور في حياتنا اليومية : دور القلم الأحمر .. وكما أنّ كثيرًا منا أصابته عقدة الاختبارات بسبب طريقة تصحيح كثير من المدرسين؛ فإنّ ذلك ينطبق على النظرة السلبية لدى البعض للنقد بشكل عام بسبب ممارسات كثير من الناقدين! تبدأ المشكلة في معرفة المنهج الذي فرقنا به بين الصواب والخطأ , والمقارنة مع ما عليه الحال , فـ “ما بني على باطل فهو باطل” , أو كما قيل : ” ليس للصرصور حلم إلا أن يكون الكون كله مراحيض – أجلّكم الله – ” .. وكما يقول الدكتور عبدالكريم بكار في تكوين المفكر : ” الذي يمارس النقد يدرك أنه يعبر عن فهم مقارب لما ينبغي أن تكون عليه الأشياء و فهم مقارب لما هي عليه الآن , وعمله الأساسي هو توضيح ذلك الفارق وتشريحه وبيان خطورته ” .. فلذلك علينا أن نلزم منهجنا كمسلمين بأن يكون صحيح المنقول وصريح المعقول , وكما أمرنا الله عزّ وجل : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول ) .. لأنّ ذلك هو المنهج الأصح والأصلح والذي يبقى كذلك في كل زمان ومكان .. ثمّ ثمر في مرحلة التقييم , والتي يتبين فيها الهدف الحقيقي وراء النقد .. بين الذي ينقد الموقف – فقط – لينقده . وبين من ينقده لينقذه .. ويتبين صدق كل من يقول : ( .. إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْت ) ؛ وَ بناءً على الهدف تتأثّر نسبة إنصاف الناقد ومقدار محاولته للخروج بأصحّ تقييمٍ للوضع .. حيث يختلف من يقوم بالتدقيق على الصغائر بحثًا عن خللٍ فيها ثمّ يقوم بتعميمها , وبين من ينظر للصورة العامة الشاملة ثم يقوم بالتدقيق أكثر إن كان لذلك حاجة .. ولأبي حامد الغزالي رحمه الله لفتة لطيفة يقول فيها : ” اعلم أن جماعة من العميان قد سمعوا أنه حمل إلى البلدة حيوان عجيب يسمى الفيل، وما كانوا قط شاهدوا صورته ولا سمعوا اسمه. فقالوا لابد لنا من مشاهدته ومعرفته باللمس الذي نقدر عليه، فطلبوه، فلما وصلوا إليه لمسوه، فوقع يد بعض العميان على رجليه، ووقع يد بعضهم على نابه، ووقع يد بعضهم على أذنه، فقالوا قد عرفنا. !!! فلما انصرفوا سألهم بقية العميان فاختلفت أجوبتهم، فقال الذي لمس الرجل: إن الفيل ما هو إلا مثل أسطوانة خشنة الظاهر، إلا أنه ألين منها. وقال الذي لمس الناب: ليس كما يقول، بل هو صلب لا لين فيه، وأملس لا خشونة فيه. وليس في غلظ الاسطوانة أصلا بل هو مثل عمود. وقال الذي لمس الأذن : لعمري هو لين، وفيه خشونة.. ولكن.. ما هو مثل عمود ولا هو مثل أسطوانة، وإنما هو مثل جلد عريض غليظ. فكل واحد من هؤلاء صدق من وجه، إذ أخبر كل واحد عما أصابه من معرفة الفيل، ولم يخرج واحد في خبره عن وصف الفيل، ولكنهم بجملتهم قصروا عن الإحاطة بكُنه صورة الفيل. فاستبصر في هذا المثال واعتبر به، فإنه مثال أكثر ما اختلف الناس فيه ” .. وتنتهي خطواتُ النقد – وخطاياه – في طريقة إخراجنا له, وأسلوبنا في تقديمه وإعلانه .. فمن يعلن نقده لك على رؤوس الخلق ذلك غالبًا ما يدل على أنه تشفٍّ منك لا حبًا فيك .. حتى أصبح الأحمر في أقلامنا لون الجريمة , ولم نجعل له فرصة ليكون لون المحبة أيضا .. كما أننا نسعى كثيرًا للتعميم وللتكميم .. تعميم رأينا, وتكميم أيّ رأي آخر .. حتى أصبحت ممارساتُنا تقول ما قال فرعون – عليه من الله ما يستحق – : ( لاَ أُرِيْكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى ) , بدلاً عن أن تقول ما قاله يوسف – عليه الصلاة والسلام – : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ) .. وكأنّي بذلك الرجل الذي قال لرقبة بن مصقلة : ” ما أكثرك في كلّ طريق! ” .. فأجابه : ” إنك لتستكثر مني ما تستقل من نفسك! .. وهل رأيتني في طريق إلا وأنت فيه ؟! مما راق لي |
|
| |