مقال : رحل العيد قبل أن يأتي بقلم د. امال طه العبادي
منذ عدة سنوات ونحن نعيش
ظاهرة غريبة بين المجتمع
وهي خروج الناس من منازلها
من أول يوم في عيد الفطر المبارك
متخذين الكبائن والاستراحات
مخرجا للترفية
ويتركون المعيدين من الأهل
والأصدقاء والأرحام يطرقون الأبواب
فلا أحد يجيب تاركين بطاقة
( حضرنا ولم نجدكم كل عام وانتم بخير )
مع التوقيع
للأسف كثروا الذين لا يريدون العيد
وهو فرحة المسلمين
بعد صيام وقيام ودعاء وبكاء
بين يد الله سبحانه وتعالى
كيف تبكون وانتم لا تحيون شعيرة من شعائره
وتقطعون العادات والتقاليد الإسلامية
التي تجمع الأمة على صعيد واحد
وعبارة لا نسمعها إلا في الأعياد الإسلامية
(عيدكم مبارك , وندعو لبعضنا بالقبول)
إذا لا تتهموا الزمن بقول " الزمن تغير "
الزمن هو الزمن ولكن من تغير هو انتم
كنا نرتدي ثوب العيد بفرحة لأننا أضعنا أيام وليالي من رمضان بحثاً عنه
كان هذا الثوب هو الذي يزرع
ابتسامة الطفل قبل الكبير
ويجعلنا نرفرف بأجنحة السعادة
على أروحنا وكل من حولنا
كم هي عظيمة فرحة العيد
التي رحلت من مجتمعنا
فمنهم من ترك البلاد والوطن
ورحل يعايد الغرب وغيرهم
ومنهم من تركُ المنازل
وذهب يصافح مياه البحر وأمواجها
ومنهم من من اطفاء الأنوار
ولازم الوسادة ونام في سبات
حروفي لا تقف لتخط كلمة عيد
على خطوط طيران
ولا على قارعة طريق الراحلين
إنما أخطها بدمي على خارطة بلادي
تصرخ وتنادي أين المسلمين
الذين يعظمون شعائر الله
﴿ ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب ﴾
أين جدي وجدتي
ورائحة العطر والبخور
أين أطفال العيد والثوب المنقوش أين فرحة العيد وتجميع النقود وكم نقول أين والقلوب تنفطر
على صفحات الكتاب المهجور
لا يقرأها إلى عابر سبيل
وباحث في الدين والتراث القديم