وجدت نفسي قابعا... بين دهاليز هذه الأمسية ....
ومن حولي ...ظلي وأنفاسي ...
في سجال ووصال..
وأنا متكأ على مكتبي ....وبجواري قنينة ماء ...وقهوتي ومزهرية ...
وعلبة سجائري الشقراء ...الغربية ....
وشعوري ...أن الحروف تصر أن تبعث حية ....
أو تترك وصية ...
عمت مساء ...سيدتي ...
هذا ...منتصف الليل ...
طيفك ...يلبسني ....
وقلبي.. يغادر ...
يبحث عن فجر ...يسكن عيونك ...
وعن قمر ...يسكن دروبي ...
عمت مساء ...سيدة القلب ..
خبأتك ...في صدري ...
سنطوف معا ...كل شوارع المدينة ...
فدعي عيونك تحدثني ...عن الحب ...عن الحزن ...
عن الريح ...المسافر بعيدا في
الصمت ...
فهاتي يديك ....لاتكثرتي...
تعالي في هدأة الليل ...
في سكون الفؤاد ...
الكون يتسع ...والعالم يصرخ في طيفك ...
عرق ...عرق ...عرق...
قلبي ينصت ..تابثا في ثابوت الألم ...
يبحث عن رائحة العرق ...فيك ...
عن رائحة ...تسكن ثوبي...
حيث تأن عظامي ....بردا ...بردا ...
تلهفها ..كل الأحزان ...
وهذا القلب ...يتلاشى في الضلوع ...
كدخان سجائري ...
وأنا كطفل أرسمك خارطة ....ليس لها حدود ...
أرسمك شمسا ...وخيمة ...
وأنا صاحب ...الجرح المتسع ...
أخرجي مني ....وهاتي يديك أشتم منهما رائحة الحب ...
رائحة ...كانت تسكن الفؤاد...
لاتتركي الأبواب ...مغلقة على قلبي ...
وعيوني ...لاهية في عيون الليل ...
وعمري... لفة من تبغ ....
أدخنا.. وراء الباب ...
وأنذر في هواك العمر ...كله ...
قربانا ...ليفديك ...
فقلبي قارب ...يمشي بفعل حبك ...
ولايدري شطآنه...
وصدري ساحل ممتد ...بمد العمر ...
وأنت العمر ...
والشهقة الكبرى ...
أي الكلمات ...تدنيك مني ...
هيا اسبقي... كل المسافات ...
وعودي ...الى حلمك المستحيل ...
أنا ...أنت ...
وعندما يلتقيان ...يعود للنبض وجه الحقيقة ...
وأنا لاأذكر ..واحدة دبحتني فوق جذائلها ...
ولكن أنت ...موتي ...
والشهقة الكبرى ...
.......................
الرجل الغريب |