يا امرأة من زمن حليم وأم كلثوم ونجاة ..
يا امرأة استمعت إلى أعطني حريتي وآلاهات ..
قريب أنا هنا في ذهنكِ وموطنكِ البعيد ..
قريبة مني جدًا أنتِ هنا حيث النيل وهمس الجريد ..
أفتحي صندوق رسائلكِ .. سيدهشكِ أنني أول المحفوظات ..
ربما تضللكِ رائحتي الخشبية ..؟
فأنا إبن البحر والبحيرة والقارب الخشبي القديم ..
نعم رائحتي مميزة جدًا ..
إنها خليط من رائحة الملح والرمل والطين ..
أنا الكاتب الفذ لو تعلمين ..
أنا إبن أقدم كتاب التاريخ ..
أنا سليل حضارة الفراعين ..
ولكن كتبي مازالت أسيرة الأقدار المرفوعة ..
والتي ماتزال تحت الطبع ..
ولم تصل بعد إلى أرفف المكتبات والدكاكين ..
كتبي مازالت في رحم عقلي ..
فأنا أخشى إن ولدت أن تتحول إلى قراطيس في أيدي البقالين ..
أنا هناك .. وراء بابكِ الذي يشبه فوهة الصمت ..
أحمل أجمل باقات الزهر وعلبة شيكولاته مما تحبين ..
فتوقفي عن إطلاق موجات قلقكِ نحوي حتى حين ..
مازلت كلماتك مليئة بالأصابع المضمخة بالحناء والعطر ..
أصابعكِ مبصرة وجسدي ضرير ..
أصابعكِ إنفجار وجسدي قبلة موقوتة ..
أصابعكِ النار .. والبندقية ..
وأنا أصابعي تقطع حبال الصوت .. نحوك كل ليلة ..
أصابعي أميال من الشوق تتنازع عواصفكِ ..