عندما يخذلون إحساسك الجميل..
ويرحلون عنك كالأيام.. كالعمر..
وينبت في قلبك جرح باتساع الفراغ خلفهم..
ثم تأتي بهم الأيام إليك من جديد..
فكيف تستقبل عودتهم ؟
وماذا ستقول لهم..؟
قل لهم
إنك نسيتهم !
وأدر لهم ظهر قلبك ..
وامض في الطريق المعاكس لهم !
فربما كان هناك .. في الجهة الأخرى..
أناس يستحقونك أكثر منهم !
قل لهم
إن الأيام لا تتكرر..
وإن المراحل لا تعاد ..
وإنك ذات يوم.. خلفتهم ..
تماماً كما خلفوك في الوراء ..
وأن العمر لا يعود إلى الوراء أبداً ..
قل لهم
إنك لفظت آخر حلم بهم ..
حين لفظت قلوبهم ..
وإنك بكيت خلفهم كثيرا..
حتى اقتنعت بموتهم !
وأنك لا تملك قدرة إعادتهم إلى الحياة في قلبك مرة أخرى..
بعد أن اختاروا الموت فيك !
قل لهم
إن خروجهم من حياتك جعلك تعيد اكتشاف نفسك ..
واكتشاف الأشياء حولك ..
وأنك اكتشفت أنهم ليسوا آخر المشوار..
ولا آخر الأحساس..
ولا آخر الأحلام..
وأن هناك أشياء أخرى جميلة..
ومثيرة..
ورائعة..
تستحق عشق الحياة واستمراريتها..
قل لهم
إنك أعدت طلاء نفسك بعدهم..
وأزلت آثار بصماتهم من جدران أعماقك..
وأقتلعت كل خناجرهم من ظهرك..
وأعدت ولادتك من جديد..
وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهم بك ..
وأن مساحتك النقية ما عادت تتسع لهم..
قل لهم
إنك أغلقت كل محطات الأنتظار خلفهم ..
فلم تعد ترتدي رداء الشوق ..
وتقف فوق محطات عودتهم..
تترقب القادمين..
وتدقق في وجوه المسافرين..
وتبحث في الزحام عن ظلالهم وعطرهم وأثرهم..
عل صدفة جميلة تأتي بهم اليك..
قل لهم
إن صلاحيتهم انتهت..
وأن النبض في قلبك ليس بنبضهم..
وأن المكان في ذاكرتك ليس بمكانهم..
ولم يتبق لهم بك سوى الأمس..
بكل ألم وأسى وذكرى الأمس..
قل لهم
أنك نزفتهم في لحظات ألمك كدمك..
وأنك أجهضتهم في لحظات غيابهم كجنين ميت بداخلك..
وأنك أطلقت سراحهم منك كالطيور..
وأغلقت الأبواب دونهم..
وعاهدت نفسك ألا تفتح أبوابك الا لأولئك الذين يستحقون..
قل لهم
إن لكل احساس زمانا..
ولكل حلم زمانا..
ولكل حكاية زمانا..
ولكل حزن زمانا..
ولكل فرح زمانا..
ولكل بشر زمانا..
ولكل فرسان زمانا..
وإن زمنهم انتهى بك مند زمن..
قل لهم
لا تقل لهم شيئا ً..
استقبلهم بصمت..
فللصمت أحيانا قدرة فائقة على التعبير..
عما تعجز الحروف والكلمات عن توضيحه