مع الجزء السادس من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
ومع بعض آيات من سورة المائدة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مبين - 15
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ -16
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -17
إن رسالات الله تعالى - من لدن أدم عليه السلام إلى نبينا
صلوات الله وسلامه عليه – جاءت بمبدأ التوحيد
فالتوحيد لله تبارك وتعالى هو أصل الرسالات
ومن رحمة الله تعالى للعالمين أن بين لهم حقيقة ماهم عليه
من الكفر والشرك والألحاد وأن المخرج من هذه الظلمات هو
إتباع النور الذي أنزله على قلب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
والذي قال له ربه : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
ومن دلائل نبوة رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه
أنه طبق على نفسه ما أمره به الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين -67
"يا أيها الرسول بلغ" جميع "ما أنزل إليك من ربك"
ولا تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه
"وإن لم تفعل" أي لم تبلغ جميع ما أنزل إليك "فما بلغت رسالته"
بالإفراد والجمع لأن كتمان بعضها ككتمان كلها
"والله يعصمك من الناس" أن يقتلوك
وكان صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت
فقال : "انصرفوا فقد عصمني الله" رواه الحاكم
*****
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ -72
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ
وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -73
أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -74
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ
انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ -75
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا
وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ -76
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله،
وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،
والجنة حق، والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل).
البخاري ومسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له:
(إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله
ـ وفي رواية:
إلى أن يوحدوا الله ـ فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض
عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك:
فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم،
فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم،
فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)
البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(قال موسى: يا رب، علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: يا موسى: قل لا إله إلا الله.
قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع
وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة،
ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله)
رواه ابن حبان، والحاكم وصححه
وإلى الجزء السابع إن شاء الله