كَمَا أُنَبِّه إِلَى آَثَار الْإِكْثَار مِن الْطَّرَائِف الَّتِي تَخُص مَوْضُوْع الْمَقَال :
1- الْرَّاحَة وَالْمَيْل إِلَى هَؤُلَاء الْمُنْحَرِفِيْن وَمُرْتَكِبِي الْحَرَام.
2- تَكَوُّن الاسْتِعْدَاد الْنَّفْسِي للانْحِرَاف
وَغَرَس الْقَابِلِيَّة لِتَعَاطِي الْحَشِيْش أَو الْدُّخَان لَدَى مُتَدَاولِي هَذِه الْطَّرَائِف.
3- دَعْم تُجَّار الْمُخَدِّرَات بِالتَرْوِيّج لَهُم وَتَحْسِين صُوْرَتُهُم وَصُوُرَة الْمُخَدِّرَات.
4- لَا تَخْلُو طَرَائِف المحششَين مِن الْقَبَائِح وَمَسَاوِئ الْأَخْلاق ، وَرُبَّمَا الْقَوَادِح وَالْفَظَائِع
وَهِي مُتَاحَة لِلْنَشْء ، لْيَقْرَؤُوْهَا ، وَيَتَعَلَّمُوْا مِنْهَا بَذَاءَة الْلِّسَان ، وَيُلَطِّخُوا بِهَا طَهَارَة قُلُوْبِهِم
5- قَال أَبُو فِرَاس : " أُرَوِّح الْقَلْب بِبَعْض الْهَزْل "
وَنُلاحِظ أَنَّه قَال : "بِبَعْض" أَي بِشَيْء يَسِيْر مِن الْهَزْل الَّذِي يَتَخَلَّل حَيَاة الْمُؤْمِن الْجَادَّة.
فَالطَرَائِف وَالْمُلَح كَالْمِلْح فِي الْطَّعَام ، وَمَن أَكْثَر مِن شَيْء عُرِف بِه..
فَلَا يُعَرِّفَن عَن شَبَابِنَا أَنَّهُم مُضْحَكُون وَمُحِبُّون لِهَذِه الْفِئَة
وَقَال الْبُسْتِي :
وَلَكِن إِذَا أَعْطَيْتَه الْمَزْح فَلْيَكُن
بِمِقْدَار مَا تُعْطِي الْطَّعَام مِن الْمِلْح
كَيْف نَقِي أَبْنَاءَنَا مِن نَكْت المحششَين ؟
1- نُقَدِّم لَهُم طَرَائِف بَدِيْلَة ، هَادِفَة ، قَدِيْمَة وَحَدِيْثُة.
2- نَّنْهَاهُم عَن قَوْل الْنُّكَت الَّتِي فِيْهَا شَيْء مُحَرَّم أَو اسْتِهْزَاء أَو انْحِرَاف عَقَدِي وَأَخْلاقِي
مُهِمَّا كَان حَجْم هَذَا الِانْحِرَاف ، فَمَن أَهُم مَا يَجِب مُرَاعَاتُه فِي الْمُزَاح
أِلْا يَكُوْن فِيْه أَذِى لِأَحَد فِي نَفْسِه أَو دَيْنِه أَو خُلُقِه.
3- نَشْرَح لَهُم مَخَاطِر الْإِدْمَان وَالْمُخَدِّرَات عَلَى الْأَفْرَاد وَالْأُسَر وَالْمُجْتَمِعَات
صِحّيا وَاجْتِمَاعِيا وَاقْتِصَادِيا ، وَكَذَلِك نَذَكِّرْهُم بِتَحْرِيْم تَعَاطِيَهَا
وَنَذْكُر لَهُم مَآَسِي الْمُدْمِنِيْن لِيَعْتَبِرُوْا.
4- نَغْرِس الْجِدِّيَّة فِي نُفُوْسِهِم ، وَأَن الْإِنْسَان خُلِق لِلْعِبَادَة وَلْعِمَارَة الْأَرْض
وَلَيْس لتَغْيِيب الْعَقْل بِالْمُسْكِرَات أَو لِلْضَّحِك أَرَبَعَا وَعِشْرِيْن سَاعَة.
5- وَعْي الْخَطَر الْكَبِيْر لِتَعَاطِي الْحَشِيْش وَالْمُخَدِّرَات عَلَى فِئَات الْأَطْفَال وَالْفِتْيَان خُصُوْصَا
6- كَذَلِك فَإِن مَعْرِفَة احْتِيَاجَات الْشَبَاب الَّذِيْن يُوْزَعُوْن هَذِه الْطَّرَائِف
وَمَعْرِفَة الْأَسْبَاب الْمُؤَدِّيَة إِلَيْهَا تُسَهِّل عَمَلِيَّة الْوِقَايَة.
7- يَجِب عَلَيْنَا مَعْرِفَة مَن أْيْن يَأْتِي الْأَطْفَال أَو الْشَبَاب بِهَذِه الْنُّكَت؟
فَرُبَّمَا كَانُوْا يَرْتَادُوْن مَوَاقِع مُنْحَرِفَة
أَو رُبَّمَا لَدَيْهِم أَصْدِقَاء سُوَء يُعَرِّفُوْنَهُم إِلَى هَذِه الْأَشْيَاء .. وَهْنَا يَأْتِي دَوْر الْرَقَابَة.
8- إِذَا أَصَر الْشَّخْص عَلَى ذِكْر الْطَّرَائِف وَالْنُكَت فِي جَلَسَاتِه
يُقْتَرَح عَلَيْه - بِلُطْف - أَن يَسْتَبْدِل كَلِمَة "مُحَشِّش" بِكَلِمَة أُخْرَى.. فَاللُّطف آَسِر
9- صِنَاعَة جَو أُسْرِي مُتَآَلِف تَتَخَلَّلُه الابْتِسَامَة وَالْمَرَح الْهَادَف وَالْلَّهْو الْمُبَاح.
10- إِرْسَال رَسَائِل عَن طَرِيْق الْبَرِيْد الْإِلِكْتُرُوْنِي ، وَكَذَلِك الْنَّشْر فِي الْمُنْتَدَيَات وَالْمَوَاقِع
عَن خُطُوْرَة وَأَضْرَار تَدَاوُل نُكِت المحششَين وَالْنُكَت اللاأَخْلاقِيّة بِشَكْل عَام.
جَرِيْمَة الْتَّرْوِيْج الْإِلِكْتُرُوْنِي لِلْمُخَدِّرَات :
مِن الْمَادَّة الْسَّادِسَة فِي نِظَام مُكَافَحَة جَرَائِم الْمَعْلُوْمَاتِيَّة :
* يُعَاقَب بِالْسَجِن مُدَّة لَا تَزِيْد عَلَى خَمْس سَنَوَات وِبْغَرَامَة لَا تَزِيْد عَلَى ثَلَاثَة مَلَايِيْن رِيَال
أَو بِإِحْدَى هَاتَيْن الْعُقُوبَتَيْن ، كُل شَخْص يَرْتَكِب أَيا مَن الْجَرَائِم الْمَعْلُوْمَاتِيَّة الْآتِيَة : ...
[وَمِنْهَا:] إِنْشَاء مَوْقِع عَلَى الْشَّبَكَة الْمَعْلُوْمَاتِيَّة ، أَو أَحَد أَجْهِزَة الْحَاسِب الْآلِي أَو نَشَرَه
لِلِاتِّجَار بِالْمُخَدِّرَات ، أَو الْمُؤَثِّرَات الْعَقْلِيَّة ، أَو تَرْوِيْجِهَا ، أَو تَسْهِيْل الْتَعَامُل بِهَا .
كَلَام لِلْإِمَام ابْن تَيْمِيَّة " رَحِمَه الْلَّه " :
فَهَذِه الْحَشِيْشَة الْمَلْعُوْنَة هِي وَآكُلُوْهَا وَمُسْتَحُلُوْهَا ، الْمُوْجِبَة لِسَخَط الْلَّه وَسَخَط رَسُوْلُه
وَسَخَط عِبَادِه الْمُؤْمِنِيْن ، الْمُعْرِضَة صَاحِبُهَا لِعُقُوْبَة الْلَّه
إِذَا كَانَت كَمَا يَقُوْلُه الْضَّالُّوْن مِن أَنَّهَا تَجْمَع الْهِمَّة وَتَدْعُو إِلَى الْعِبَادَة
فَإِنَّهَا مُشْتَمِلَة عَلَى ضَرَر فِي دِيَن الْمَرْء وَعَقْلِه وَخُلُقَه وَطَبْعُه أَضْعَاف مَا فِيْهَا مِن خَيْر
وَلَا خَيْر فِيْهَا ، وَلَكِن هِي تُحَلِّل الْرُّطُوْبَات ، فَتَتَصَاعَد الْأَبْخِرَة إِلَى الْدِّمَاغ وَتُوَرِّث خَيَالِات فَاسِدَة
فَيُهَوِّن عَلَى الْمَرْء مَا يَفْعَلُه مِن عِبَادَة ، وَيَشْغَلُه بِتِلْك الْتَّخَيُّلَات عَن إِضْرَار الْنَّاس.
وَهَذِه رِشْوَة الْشَّيْطَان يَرْشُو بِهَا الْمُبْطِلِيْن لِيُطِيْعُوْه فِيْهَا ، بِمَنْزِلَة الْفِضَّة الْقَلِيْلَة فِي الْدِّرْهَم الْمَغْشُوش
وَكُل مَنْفَعَة تَحْصُل بِهَذَا الْسَّبَب فَإِنَّهَا تَنْقَلِب مُضِرَّة فِي الْمَآل وَلَا يُبَارِك لِصَاحِبِهَا فِيْهَا
وَإِنَّمَا هَذَا نَظِيْر الْسَّكْرَان بِالْخَمْر ، فَإِنَّهَا تَطِيْش عَقْلِه حَتَّى يَسْخُو بِمَالِه وَيَتَشَجَّع عَلَى أَقْرَانِه
فَيَعْتَقِد الْغُر أَنَّهَا أَوْرَثَتْه الَّسَّخَاء وَالْشَجَاعَة وَهُو جَاهِل ، وَإِنَّمَا أَوْرَثَتْه عَدَم الْعَقْل.
وَمَن لَا عَقْل لَه لَا يَعْرِف قَدْر الْنَّفْس وَالْمَال فَيَجُوْد بِجَهْلِه لَا عَن عَقْل فِيْه .
وَلِمَن أَرَاد الْاسْتِزَادَة مِن الْمُخْتَصِّين حَوْل الْحِكَم الْشَّرْعِي
يُمْكِن الْرُّجُوْع إِلَى كِتَاب:
" زَهْر الْعَرِيش فِي تَحْرِيْم الْحَشِيْش " ، لِلْإِمَام بَدْر الْدِّيْن الزَّرْكَشِي .