تذكّر انه لولا والديك، بعد الله،
لما جئت إلى هذه الحياة، وأنهما
مستمرّان في حبّهما لك حتى
لو كنت قد تجاهلتهما أو لم توفّهما
حقّهما في بعض الأحيان.
فتاتان صغيرتان في بدايات المساء
في إحدى غرف متحف تيت البريطانيّ،
توجد لوحة كثيرا ما تجتذب أعداداً
كبيرة من الزوّار. عمر اللوحة مائة وثلاثون عاما،
وهي مرسومة بالألوان الزيتية، وطولها
حوالي سبعة أقدام.
في اللوحة، تظهر فتاتان صغيرتان
في بدايات المساء وهما تقفان في
حديقة للزهور وتضيئان مصابيح ورقية.
كان طموح الفنّان الذي رسمها، وهو جون سنغر سارجنت، أن يمسك بالوهج السريع للشفق،
رغم أن المهمّة كانت على ما يبدو عصيّة ومراوغة.
وقد كتب الرسّام إلى شقيقته يخبرها، بشيء من الإحباط، كيف أن التأثير الذي حاول أن ينقله
إلى اللوحة لم يستمرّ سوى عشر دقائق،
وهي فترة غير كافية لنقل الانطباع
إلى القماش.لكن لو وقفت أمام اللوحة
اليوم لتعجّبت من خاصيّة الضوء الذي
يشعّ منها. فوهج الشفق يسقط على
بتلات الأزهار وعلى الوجهين الناعمين
للطفلتين، بينما ينبعث عن المصابيح
الورقية شعاع برتقاليّ قويّ وأخّاذ.
هناك شيء ما غامض في لوحة سارجنت
هذه. ويمكن القول أنها تختزل علاقة
الإنسان بالضوء. فنحن، ودون أن نشعر
أحيانا، نجري خلف الضوء ونعامله بشيء
من التقديس ونخلع عليه شعورا بالاحتفاء
والدهشة.
دعاء و إيمان الحب
في صمت افكر
وفي الكثير من الأحيان
أجلس هنا وحدي مستمتعة بروعة الضوء
وعنب الصيف
والخبز
والكوب
وإناء الحليب
وكلّ ما بقي من
الأحلام
ووسط الغرفة ينتشر البصيص
الأخير من نور الشمس على الستائر
والطاولة، وفوق المقعد أجلس
كالفراشة باطمئنان. |
|
|