(أرجوك.. لا تدخل هنآ إلا وأنت متفرغ.. لأنك لو لم تقرأ كل شيء هنآ.. ستكون قد ظلمت نفسك.. وحرمتهآ الكثير)! من منزلنآ الدآفئ.. الى حديقة المنزل البآردة ثم الى الشآرع المجآور.. من ثم الى المدينة الأخرى الى دولة أخرى.. الى مغآرب الأرض ومشآرقها!! مآزلنآ.. في عالمنآ الصغير مآزلنا نشعر بالألفة.. مازلنآ نشعر بالإنتمآء.. مآزلنآ نحوم دآخل كوكبنآ الصغير.. الذي هو مجرد نقطة سوداء في مسآحة عظيمة من الألوآن الممزوجة معاً! .. لننظر للسمآء.. لطالمَا أردنا وتمنينا مُلامسَة النجوم.. ولكِن... هل كُنا نُدركُ... عن مدى خطورَة ما نتمنَى؟ هنآك.. حيث الفضآء.. حيث العوآلم الآخرى حيث اللآنهاية من الأشياء حيث الغربه والظلآم والبرد والإنصهار والعمق المرعب في آن وآحد! حيث النجوم والدوران والوحوش القآتلة التي لا تشبع! هنآك.. حيث نحن لا شيء! حيث الموت بدآية لكائن جديد.. وحيث من لا شيء الى كل شيء! .. دعوني آخذكم معي الى رحلة.. رحلة عظيمة.. قد تغير فيكم الكثير والكثير.. بل قد تغير فيكم كل شيء! وقد تعودون وأنتم لستم أنتم! رحلة قد تجعلكم تستفيقون تستيقظون.. وتنظرون.. تفكرون.. تتسآئلون.. الى أين انتم ذآهبون؟ .. والآن.. لنودع كوكبنا الصغير.. كوكبنآ الدآفئ.. أو كوكبنا المخيف الذي يلمؤه الدم.. القتل.. العنف.. الألم.. الحسد والكُره.. والأنفس الرديئة.. الثرثرة واللامبآلاه حيث نحن نعيش بين هذه الأشياء.. ولا نعلم عن الحروب الكونية العظيمة شيئاً! لتأتوا معي.. خارج كوكبنا الصغير نحو الخآرج.. حيث ستتذوقون معي.. كيف نحن.. مجرد نقطة.. لا تسآوي شيئاً، في هذا الكون العظيم! هل أنتم مستعدون!؟ لنتعرف على "بدآية الوقت.. ونهآية الكون؟ على توقف الوقت وموته؟ على الوحوش الكونية والظلآم؟ ونوآجه تلك الحقائق؟ قوى قآتمة ومخلوقات سودآوية؟" هل ستتحلون بالشجآعه لنكمل؟ أم ستهرعون للعودة الى الوطن؟ سنرتفع.. ونرتفع.. وسنشعر ان بطوننا تنزلق.. وكأننا نطير بلا توقف هآ نحن نتجآوز الغلآف الجوي الآن.. إختفت الأصوات البشريه تماماً.. إختفت الفوضى التي نسمعها ونرآها.. أختفى المكآن المألوف والحميم ولكن... لكي لا تهرعوا.. لنذهب لزيآرة.. ذلك الحبيب أولاً الحبيب الأبيض.. ذو الوجه الفآتن "القـمـر" لقد سلك قبلنآ هذا الطريق.. عشرات رجآل الفضاء! ووطأت أقدآم إثني عشر رجلاً.. وجه القمر! حيث ابتعدنا عن الوطن أربعة الآف كيلو متر.. أي ما يستغرق رحلة ثلاثة أيام عن الوطن! إنه قريب جداً بالنسبة لما سنذهب اليه لاحقا! حبيب آمن.. ودآفئ.. ومازلنآ نرى الوطن! فهذا مآ سنرآه من فوق التراب الأبيض "سطح القمر".. حين ندقق النظر الى وجه هذا الحبيب المسكين نجده أشبه بأرض معركة مهجورة تلآعبت بهآ النيآزك والشهب.. الكويكبات والصخور الجآئرة! ولكنه الآن بخير. سنرى ذكريات عزيزة.. حيث مركبة أبولو الحادية عشر القمرية وبجآنب تلك المركبة.. سنجد آثار أقدآم حيث كآنت أول خطوة بشرية على سطح القمر من "نيل آمسترونغ" والتي لن تُمحى أبداً.. لأنه لا توجد ريآح لتمحوها! ويمكنهآ أن تظل هنآك لملآيين السنين، وربمآ للأبد! ، والآن.. لنقفز آكثر من هذا.. حيث لم يذهب قبلنآ بشر! حيث سنودع القمر.. والوطن.. وكل ما نحب رؤيته! عالياً.. بعلو شديد.. نحو النقطة الورديه.. نحو رمز الأنثى والبريق الأبيض "كوكب الزُهرة" شقيق الأرض العزيز.. أكثر الكوآكب واشدها لمعانا وبريقاً "في نظآمنا الشمسي الصغير" ولكن.. المسبار الفضآئي فينوس اكسبريس يخبرنا بما يهول عقولنآ.. فكوكب الزهرة الوردي الودود.. ليس كما نرآه! فتلك السحب الصفرآء المتلألأة فوق وجه الزهرة.. ليست إلا حمض الكبريتيك المُميت! وغلآفه الجوي.. مُشبع بثآني أكسيد الكربون! حيث يقرع هذا الكوكب اللآمع نآقوس الخطر! ضغطة يشتد ولا يُطآق أو يُحتمل.. ودرجة حرارته تزدآد.. حيث تجاوزت 500 درجة مئوية! و أرضه تحترق.. مليئة بالنيران والبرآكين.. والهواء الضار والقآتل! يبدو أن نظرتنآ تجآه الزهرة قد بدأت تتغير! بل تغيرت بالفعل! لنبتعد من هنآ.. قبل أن نستشق المزيد.. فنموت! فـ هذا الكوكب الذي يبدو ودوداً.. هو في الوآقع لدود جداً! إنه يبدو إحتبآس حراري خآرج عن السيطرة..! فلا شيء يُمكنه البقاء حياً هنا.. فكلهآ دقائق معدوده.. ونصبح مجرد رمآد! ولكن يبدو أن الزهره كآن كوكبا هادئا كـ شقيقه الأرض.. وإن كآن هذا صحيحاً! فهذهِ كارثَة! لأن هذا.. هو مستقبل كوكبنا الأزرق! ، والآن.. لنذهب الى الصديق الصغير.. الذي يتحمل صفعات الشمس الرهيبة والحآرقه! حيث تتحرك درجآت الحرارة بشكل مخيف ومرعب فترتفع وتنخفض بشكل غير معقول الكوكب الصبور "كوكب عطآرد" ذلك الصغير الذي تجمد.. رغم قربه الشديد من الشمس محروق.. رغم تجمده الغريب! فـ في منتصف الليل.. تصل درجة حرارته إلى (-170) درجه .. أي درجة عاليه من التجمد وأثناء النهآر.. ترتفع لتصل الى 400 درجه! هذا الكوكب الصغير متقلب المزآج.. محروق ومتجمد.. ومليئ بالندوب! وتلك الندوب تخبرنا.. أن هذا الكوكب الصغير المسكين.. له مآضٍ عنيف! وهنآك حيث يخبرنآ مسبار مآسنجر الفضآئي.. أن هذا الكوكب الصغير.. له جآذبيه قوية وعنيفه جداً! حيث أن هذا ما يثير إستغرآبنا.. إذ كيف لكوكب صغير كـ عطآرد.. أن يملك جآذبيه عنيفه كهذه؟ إلا إن كان هذا الكوكب.. هو مجرد ( لُب ) لكوكب أكبر حجماً! فـربمآ اصطدم به كوكب ضآل.. فـ تمزقت القشرة الخآرجيه وأنهارت.. ليصبح بهذا الثقل.. ولكنه أنكمش أكثر وأكثر.. لتكون له هذه الجآذبيه العظيمه! حسنا.. يبدو أن عطآرد أيضا قد تغيرت نظرتنآ تجآهه.. فهو كوكب رغم حجمه الصغير.. إلا انه قوي جداً! هنآك كوآكب ضآله.. قد تصطدم بأي شيء أمامها فتدمره ونحن في طريقهآ.. وصغآر الحجم.. وغير محصنين.. فليس لكوكبنآ الأزرق درع يحميه من الكوآكب العظيمة الضآله وليس كبير الحجم ليكون الضرر أقل ممآ يجب!! ولكن... دعونا نذهب.. لذلك النجم المشتعل.. التي لا يُمكن أن يتحدآها كوكب ضآل.. أو شهآب ولا نيزك من يقف في طريقهآ؟ أو يحآول الإقترآب منهآ.. من يجرؤ على رمي نفسهِ بإتجآه الموت؟ النجم المُحآرب.. الحآر والغآضب .. "الشمس"! ضوئنآ.. دفئنآ.. حيآتنآ بأكملهآ.. محكومة لهذا النجم المُلتهب.. دورة حيآة كوكبنآ الأزرق.. وتوآزن بيئته.. تعتمد على هذا النجم العملآق! هذا النجم الغآضب.. يبُعد بـ 150 مليون كيلو متر عن الوطن. أي ما يستغرق منا 120 سنه لنصل اليهآ عبر طآئرة فضآئية.. من ثم نحترق ونحن نحتضنهآ! ضوء هذا النجم.. لا يصل إلينآ إلا بعد ثمآن دقآئق كآمله..! هذا النجم عملآق جداً.. لدرجة أنه يتسع لمئة كوكب أرض بدآخله! وجآذبيته شديدة القوة.. لدرجة أن تلك الجآذبيه المهولة.. تتحكم بالنظآم الشمسي كآملاً!! وجه الشمس نرآه كل يوم على وطننآ.. ولكن.. عن قرب لن نتمكن من معرفتهآ! فوجه الشمس عبآرة عن أموآج وأموآج.. بحر من الغازات المُلتهبه وترتفع درجة حرآرتها لتصل إلى 5000 درجة مئوية! وفي جوفهآ.. قد تصل درجة الحرآرة إلى مئآت الملآيين من الدرجآت! هل هذا معقول؟ إنها حآرة بمآ فيه الكفآية لتطلق ردة فعل نوويه محولة ملايين الأطنان من الموآد الى طآقه في ثانية وآحده! حيث أن ردة الفعل البسيطة هذه أكثر من كل الطاقات التي صنعها الإنسآن مجتمعه! ولكن... يوماً مآ.. سيتوقف كل هذا.. وينتهي وقود الشمس.. وتموت.. وهذه ستكون نهاية وطننا الأزرق أيضاً! فـ حيآة الشمس.. يعني حيآتنا أيضا.. ونهآيتها.. نهآيتنا كذلك.. فالشمس لا تطلب الكثير.. سوى أن نبقى بعيدين عنهآ من أجل أن لا نحترق.. فنرآقب جمآلها فقط.. من بعيد! هنآك على نحو قريب.. مذنب متجمِد مسكين الذي سخنته الشمس وأحرقته من ثم رمت به في الفضآء الطلق! وقد خلقت منه ذيلاً ممتداً لملآيين الكيلو مترآت خلفه! في ذلك الذيل.. وعن قريب من قلب المذنب.. يصبح الجو قآرص البرودة هذا المُذنب.. هو بقآيا فضلآت ثلجيه لهذا الفضآء العميق! وفي قلبه تحديداً.. مازال يسكنه الحرارة والغبآر! مازالت الشمس تتلآعب بهِ.. حتى وهو يهرب منهآ بسرعه هائله!... مازآل يمكنهآ الوصول إليه! هنآك حبيبآت صغيرة تظهر على وجهه كموآد عضوية.. عمر هذه الحبيبآت منذملآيين السنين.. ربمآ منذ بدآية النظآم الشمسي بأكمله..!! ربمآ ضرب مذنب مآ كهذا.. أرضنا ووطننآ الغآلي مثلاً.. وجلب معه الميآه والموآد العضويه أي الموآد الأسآسيه للحيآة.. وسمح لنآ ذلك بالحيآة.. لنفكر قليلاً.. حين أصطدم شيء عظيم كهذا وجه كوكبنآ الأزرق! لنفكر في الدآينآصورات.. وهي تُمحى من على وجه الكوكب، في مشهَد دموي مريع! إنها مسألة وقت فقط.. لربمآ نختفي بنفس الطريقه! فـ كوكبنآ آمن.. للوقت الحآلي فقط..! .. صبراً.. لنتوقف هنآ... يبدو أن الرعب قد أرتفع الآن.. في قلوبنآ.. نشعر بالخوف.. بالرهبه.. بالعتمه والضيآع.. ماللذي سنعرفه أكثر؟ ما هذا وكيف ولمآذا..؟؟ وماذا لو... ولنفترض.. لو أننا حقاً.. تِهنآ في هذا الفضآء.. حيث لا شيء يحمينا من وجه الموت المُحقق! .. سنستريح هنآ.. في مركبتنا الفضائية الصغيرة.. وسط هذا البرد والفضاء المجهول..! وسنكمل رحلتنآ لاحقاً.. حيث قد يصطدم بنآ نيزك ضآئع.. فيقتلنآ قبل أن نكمل رحلتنآ!! أنتظروني..
في الجزء القآدم.. حيث سيكون المجهول فوق قدرتنآ على الإستيعآب.. ^ كتآبتي (سبق وتمَ نشرُها) كُسرت يد السآرق إن لم يذكُر إسمي.. |
|
|