ما من بيت يخلو من شاب أو شابة على أعتاب فضاء الوظيفة. وقد يكون مفهومًا أن يتمنى أي أب توريث وظيفته لابنه، أو أن يوفر له أفضل المناصب في أحسن وظيفة. لا شك أن الميسورين هم الأوفر حظًّا من غيرهم.. نتفق بأن الله سبحانه وتعالى قد كفل رزق جميع المخلوقات.. في السماء أو في بطن الحوت، ولكن متى وكيف؟ هذا ما نرمي لتسليط الضوء عليه في ثنايا هذا المقال..
وصفة مهمة، غرد بها المستشار التربوي د. محمد العامري، قال فيها: "من أطول رحلات عمرك رحلة اكتشافك لذاتك. فسبحان من خلقك ووهبك.. لا يوجد شخص عديم القدرات والمواهب.. فدائمًا بداخلك منجم قدرات، وينابيع مواهب، لم تكتشفها بعد. وإليك أسهل وصفة للنجاح:١- اكتشف ذاتك.٢- وظِّف قدراتك ومواهبك.٣- عد للخطوة رقم (١)".
للمقاربة إليكم هذه الحكاية: يُحكى أن نسرًا يعيش بالقرب من أحد الحقول الزراعية، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان العش يحتوي على ثلاث بيضات، وفجأة هبَّت ريح قوية؛ فسقطت بيضة من العش، تدحرجت إلى أن استقرت في عش إحدى الدجاجات، فاعتنت الدجاجات بهذه البيضة حتى فقست، وخرج منها نسر صغير، فبدأ يتربى مع الدواجن على أنه دجاجة. وفي أحد الأيام، وبينما كان يلعب في الحقل مع الدواجن، شاهد سربًا من النسور تطير وتحلق عاليًا في السماء، فقال: أتمنى لو أني أستطيع الطيران مثل هؤلاء النسور. فضحكت الدجاجات عليه، وقالت إحداهن: أنت دجاجة؛ لن تستطيع التحليق مثل النسور. وعندها توقف النسر عن حلم الطيران؛ فعاش مع الدجاج حتى مات.
يا بُني.. إذا ركنتَ إلى واقعك السلبي الذي تعيش فيه ستصبح أسيرًا للتفكير السلبي. فإن كان لديك حلم فتابع أحلامك، ولا تستمع للذين يثبطونك، ويحبطونك، ثم يجعلونك أسيرًا لنواتج الفشل.. إن نظرتك الشخصية لذاتك وقدراتك هي التي تحدد نجاحك من عدمه.. فاحرص على مرافقة مَن يحفزك، ويقوي عزيمتك، ولا تنصت إلى كلمات المدجنين.. فإن الصاحب ساحب.