أغـوىً بنفسـكَ أمْ هوىً و غرام
أَمْ تيَّـمتْـكَ بغـوطَـتيْهــا الشـــام
يــا هـائماً بهـوى الشـــام و حبــهـا
لا يـخـذنّـك فـي هـواكَ هـيــامُ
مــا أنـت وحـدكَ في هـواها هــائمُ
يــامـا كـمِـثلـك مـن هواهــا هامـوا
يامـا كـمِـثـلـِكَ هـائـمون بـحبــها
حـــبُّ الشــــــآمِ سـلامةٌ و ســلام
هــذي دمشـــق الياســـمين بطيبــها
و بســـحْرِهـا الفـيحـاء و الإلهـام
هذي عروس الشرق شمس عروبتي
لـولا ســناهـا مـا اســتنـار ظـلامُ
هي جنــة الدنيــا و روض جنانـها
فـعَـلامَ مـن يـهــوى الشــآم ملامُ
دعنــي أقبِّــل تـرابـــها و أشمــُّهُ
فـبِـهِ لـنَا للأعظـميــنَ عـظـــامُ
و لنــا بـه آيــــات مجـدٍ ساطـعٍ
كـتـبَ الولـيدُ ســطورهـا و هشـامُ
فسَــلِ الـزمـــان عن الشـآم و مجدَها
و ســلِ المكـانَ و مـن بِه قد قَاموا
يُـخبـركَ كــلٌّ مـنهمــا متفـاخــراً
أنّ الشـــآم علـى حِـمـاهُ وِســـامُ
فكـم اسـتـطاب بطيبــها عــلمٌ لــهُ
وَ بطُـبِّـهــا كـم طُـبِّبَـتْ أســقـامُ
من ياســمين الشــام كم طابت حِمَى
فـي العـالـميــنَ و طــابَ مِنْه أنَـامُ
أوليـسَ مـن طيب الشــآم تطــيّبت
عـرب الأنــامِ و تَطَيَّـب الإســـلامُ
تِيهــي دمشـــقُ بأقْدَمَيْكِ على الدُنَى
لـولاك مـا كانــت لهــا أقـــلامُ
تِيهــي دمشــقُ علـى الـعروبة أنّـها
مــن دَولــتّيْــكِ لها اســتقـام مقــامُ
أنـت الـعروبة يـا دمشـق و حصنها
و بِـــذا و ذلـــك تشــهد الأيــامُ
لولا ســيوف الشــام ما كانت لــها
تلــك الـبنــودُ و هـــذهِ الأعــلامُ
حَـيِّ الشــآم و قاسـيونَ صُمــودِها
و الغوطتيــن و مـن بَنوا و قاموا
حَـيِّ الشــآمَ و قِـفْ أمامـها خاشِعـاً
إنَّ الشـــآم محــارِمٌ و حــــرامُ
الشاعر الكبير نزار قباني
آخر تعديل الريم يوم
20 - 4 - 2020 في 10:31 PM.