كانت أذناه صلى الله عليه وسلم تامتين، واستدارتا في اكتمال، من غير استرخاء أو إقبال
على الوجه، وكانتا متناسقتين مع قسمات وجهه وحجم رأسه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تام الأذنين.
أخرجه ابن سعد، وابن عساكر. جامع الأحاديث.
أما سمعه صلى الله عليه وسلم، فقد وردت أحاديث تثبت له سماع أهل القبور وعذابهم، فعن زيد بن ثابت
رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به
فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟". فقال رجل: أنا. قال:
"فمتى مات هؤلاء؟". قال: ماتوا على الإشراك. فقال: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. فلولا ألا تدافنوا
لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه"[1].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال
يمشيان بالبقيع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بلال، هل تسمع ما أسمع؟".
قال: لا والله يا رسول الله، ما أسمعه. قال: "ألا تسمع أهل القبور يعذبون؟"[2].
وعن أبي رافع رضي الله عنه قال: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد
أمشي خلفه، إذ قال: "لا هديت لا هديت". قال أبو رافع: فالتفت فلم أرى أحدًا، فقلت:
يا رسول الله، ما شأني؟ قال: "لست إياك أريد، ولكن أريد صاحب القبر، يُسأل عني
فيزعم أنه لا يعرفني". فإذا قبر مرشوش عليه حين دفن صاحبه[3].
[1] رواه مسلم.
[2] رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
[3] رواه الطبراني في المعجم الكبير.