الإكزيما
المزمنة (AD) هي من الأمراض الإلتهابية الناتجة عن اضطراب المناعة، ومن الامراض
المزمنة التي تؤثر بشكلٍ كبير على حياة المرضى وعائلاتهم. تشكل نسبة الإصابة بالمرض ما بين 2 إلى 10% من البالغين حول العالم، وترتفع عند المراهقين والأطفال، حيث تبدو آثار هذا
المرض على جلدهم على شكل احمرار وتورّم وجروح وتشققات، ويشعر المرضى بالتأثير الكبير والمنهك على حياتهم اليومية بسبب هذه الاعراض. وتعدّ الإكزيما المزمنة، بالنسبة للكثير من المصابين، أكثر من مجرد "مرض جلدي"، إذ أن التعايش معه يولّد لديهم مجموعة من المشاعر السلبية مثل اضطراب النوم (5 إلى7 ليالٍ في الأسبوع) وأعراض القلق والاكتئاب والعزلة.
وسلّط الخبراء المشاركون الضوء على العلامات والأعراض السريرية التي يتسبب بها مرض الإكزيما المزمنة، لا سيما الآفات الجلدية والحكة التي قد تكون حادة ومتكررة أو انتكاسية، تترافق مع احمرارٍ يصيب الجلد (الحمامية) وتورّم في الجلد (بثور) ولويحات متقشرة تسبب حكة شديدة متواصلة وغالباً ما تكون مُرهقة. تظهر هذه الآفات الجلدية بشكلٍ أساسي على ثنيات الجلد (الطيات المرنة) وعلى الوجه والرقبة والذراعين والظهر واليدين والقدمين وأصابع اليدين والقدمين. من ناحيةٍ أخرى، تعتبر الحكة واحدة من أكثر الأعراض المتعبة بالنسبة لمرضى الإكزيما
المزمنة ويمكن أن تكون منهكة للغاية.
قالت البروفسور كارلا عيراني: "ان دراسة شملت 380 مريضاً بالغاً يعانون من الإكزيما
المزمنة بدرجة متوسطة إلى شديدة، أن 61٪ منهم يعانون حكة شديدة أو لا تطاق، كما أفاد 86% منهم عن وجود حكة يومية، فيما أشار 63% إلى إصابتهم بالحكة لمدة لا تقل عن 12 ساعة في اليوم. ووصف 77% من المرضى بأن ما يشعرون به من ألم أو انزعاج يتراوح بين متوسط إلى شديد". وناقشت جوانب متعددة تترافق مع
المرض والتي يمكن تعريفها بأنها نوبات من تفاقم الأعراض أو زيادة شدة المرض، وهي شائعة لدى البالغين المصابين بالمرض وتتطلب عادةً علاجاً أو زيادة وتيرة العلاج، موضحة: "ان تفاقم العلامات والأعراض (على سبيل المثال التوهجات) قد تصبح متكررة وغير متوقعة ومزعجة وقد يعاني هؤلاء المرضى من هذه الاعراض على امتداد نصف أشهر السنة. ويشعر 31% من مرضى الإكزيما
المزمنة البالغين بالعجز و40% منهم بالقلق و31% بالإنزعاج "الشديد" عندما يفكرون بإمكانية تفاقم مرضٍ جديد".
وعن علاج مرض الإكزيما
المزمنة وإدارته، أكد الخبراء أنه لدى البالغين، يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً بسب فوائد- مخاطر العلاجات الموضعية والجهازية، ما يجعل هذا
المرض بمثابة عبءٍ متواصل عليهم. وأوضح البروفسور فؤاد السيّد: "أكثر من نصف المرضى الذين يعانون الإكزيما
المزمنة متوسطة إلى شديدة الحدّة، يعيشون تحت وطأة مرضٍ غير قابل للسيطرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في إنتاجيتهم في العمل ويزيد من ضعف قدرتهم للقيام بمهامهم، لا سيما خلال تفاقم المرض. وأشار هؤلاء إلى أنّ تأثير تفاقم
المرض في الوقت الذي يخصصونه لعملهم يتراوح بنسبة 10%، مما يتشابه مع ما يعانيه مرضى الصدفية".
وشرح االكبير على مستوى صحة المرضى- فيما يتعلق بجودة الحياة المتعلقة بالصحة (HRQoL)، لا سيما الأداء الاجتماعي والحالة النفسية عند مرضى الإكزيما
المزمنة البالغين حول العالم. وخلص إلى القول: "يرتبط حجم التأثير على جودة الحياة المتعلقة بصحة المرضى HRQo، ارتباطاً مباشراً مع الأعراض وشدة المرض. وتُظهر الدراسات تأثيراً مشابهاً أو أكبر على معايير جودة الحياة المتعلقة بالصحة عند المرضى الذين يعانون الإكزيما
المزمنة بالمقارنة مع مرضى داء السكري من النوع الثاني والصدفية. كما تسجل بعض الثغر في خيارات العلاج الحالية، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع معدلات فشل العلاج في العلاجات الحالية السائدة، إذ لم يُسجل أكثر من 78% من مرضى الإكزيما
المزمنة البالغين من الدرجة المتوسطة إلى الشديدة، تحسّناً ملموساً على الرغم من العلاجات الحالية".
لا يزال مستوى التوعية من مرض الإكزيما
المزمنة عند الحد الأدنى، على الرغم من تأثيره الكبير في حياة المرضى وعائلاتهم، لذا من المهم اكتساب المعرفة حوله، وتحقيق نظام دعم مناسب يركز على السلامة الجسدية والعقلية للمرضى لمساعدتهم خلال مسيرتهم مع المرض.