قبضت الجهات الأمنية في محافظة جدة على أقصر متسولة تم تهريبها عبر المنافذ الحدودية الجنوبية من المملكة بصورة غير شرعية أكثر من عشر مرات، وكشف مكتب التسول في منطقة مكة المكرمة تحويل المتسولة نحو 80 ألف ريال منذ رمضان الماضي وحتى الآن.
واشتهرت المتسولة فاطمة التي اختارت منطقة البلد المركزية تحديدا موقعا لها منذ فترة طويلة وذلك لأنها منطقة حيوية و تكتظ بالزوار والمتسوقين خصوصا أيام عطلة نهاية الأسبوع في الأوساط. وأصبحت حديث سكان المنطقة ومثار الفضول لدى المتسوقين الذين يحاولون الاقتراب منها والتصوير معها في بعض الأحيان. ويستعطف قصرها قلوب المتسوقين الذين يمدونها بالمال الوفير تعاطفا معها ومع عمرها الذي يتجاوز الـ 60 عاما. وأثارت فاطمة فضول الزوار والمتسوقين وذلك بسبب طولها الذي لا يتجاوز 50 سنتمترا.
"الاقتصادية" تواجدت في مقر إدارة الترحيل في جوازات جدة وسألت المتسولة فاطمة التي أكدت خلال حديثها أنها تأتي إلى جدة منذ سنين عبر طرق التهريب، إلا أنها استحسنت المكوث بعد أن جربت التسول. وعلى الرغم من أنها رحلت عشر مرات إلى بلادها إلا أنها استطاعت القدوم بعد كل مرة يتم ترحيلها.
من جهته، أوضح سعد الشهراني مدير مكتب مكافحة التسول في منطقة مكة المكرمة، أن المتسولة التي تم القبض عليها تتنقل في الفترة المسائية ما بين الساعة الخامسة عصرا والساعة الـ 12 ليلا مستغلة قصر قامتها في استدرار عطف المواطنين والمقيمين والزوار لمنطقة البلد. وكان يرافقها في الموقع ويساعدها على التسول ابن أخيها أيوب ويبلغ من العمر 18 عاما ويتقاضي راتبا شهريا يبلغ ألف ريال، ويقوم بمراقبتها حتى لا يقبض عليها، ونقلها من موقع لآخر حيث يوفر لها الطعام ويساعدها على التنقل.
وقال الشهراني من خلال التحقيقات الأولية التي أجراها فريق مختص من المكتب، اتضح أن مجموع ما تحصل عليه المتسولة فاطمة من التسول نحو خمسة الآف ريال أسبوعيا. ويقوم شقيقها بتوفير السكن والمواصلات لهم، ويقوم بتسلّم المبالغ التي تحصل عليها لتحويلها إلى عائلتها في الخارج.
وأكد مدير مكتب مكافحة التسول في منطقة مكة المكرمة ضرورة تعاون الإخوة المواطنين والمقيمين وعدم تصديق المتسولين في أساليب خداعهم وتحايلهم، ودعا إلى تقديم الصدقات والتبرعات للجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية المسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية. وأشار إلى أن المواطن هو رجل الأمن الأول في هذه البلاد الكريمة.
وعن دور مكتب مكافحة التسول في منطقة مكة المكرمة، أفاد الشهري أنه يقوم بتكثيف الحملات الميدانية لمكافحة ظاهرة التسول في المنطقة بالمشاركة مع لجنة لمكافحة التسول في محافظة جدة مكونة من عدة جهات أمنية: "مكتب مكافحة التسول، شرطة، الدوريات الأمنية، قوة المهمات، القوة الميدانية، الجوازات، المجاهدين، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمرور". ويرأس اللجنة ضابط من الشرطة يقوم بوضع خطط ميدانية لتوزيع الحملات في الميدان، والقبض على المتسولين في مواقع تسولهم، بحيث يتم فرز المتسولين في وحدة الشرطة، وتقوم الشرطة بتسلّم المتسولين الأجانب والتحقيق معهم ومن ثم إحالتهم لإدارة الوافدين في الجوازات لتطبيق التعليمات بحقهم.
وتابع الشهري حديثه بأن المتسولين السعوديين الذين يتم ضبطهم هم قلة فلا تتجاوز نسبتهم 1 في المائة، فيتم تسليمهم لمكتب مكافحة التسول في جدة لدراسة وضعهم الاجتماعي، والوقوف على الأسباب التي دفعتهم على التسول، وأخذ التعهدات اللازمة لضمان عدم تكرارهم ممارسة التسول، وتقديم الخدمة المناسبة لهم إذا كانوا محتاجين للضمان الاجتماعي أو قادرين على العمل، بإحالتهم لمكتب العمل أو إيداعهم في دار الرعاية الاجتماعية إذا لم يكن هناك من يقوم برعايتهم وهم كبار في السن، أو إحالتهم لإحدى الجمعيات الخيرية.