(1) كتبتُ لكِ في كُراس هزائمي أن الحنين ريحٌ تُمزق أشرعة العُمر , لها القُدرة بأن تخلُق آلاف التُهم , لا تُلقح سوى الفاكهة السامة .. تصُب الرعب في قلوب العصافير .. ولا تجلُب رائحة الأوطان معها .. تختفي بها كُل الملامح ... تُحرف النوايا وتجلد المقاصد .. (2) مُشرد مقل من الحياة .. يمشط قصائده الحزينة على ضفاف المغيب .. لم تعد تغويه الشوارع الممطورة ولا المواعيد المهجورة .. لاتُطربه غير عزلةً إرتظاها .. آمن أن الشوارع وبراءة الطفولة والقصائد المدسوسة لم تكن سوى ملاجيء غادرة ومخابيء خائنة .. يبوح لذاته لا تمسُس طين الإغتراب ولا جمر الفقد ولا تتورط في مفاتن السؤال الميت .. حاول أن تتوغل في قيمتك المسروقة .. إدلف بوابات الغياب .. أضرم النار بضريح سُك بأحلام الأنبياء .. وأتلو يقين الغفران على قلبك وتُب .. يُتمتم لـ صورة مطوية بخبايا محفظته .. يكفيني معك أني أمتلك أحقيت الحُلم بك .. يكفيني معك أني أجُس إرتعاداتك المُزمنة .. أحدثك عن قلب ورجل وسور يلف حديقة لخريف مُنتظر (3) يالكِ من أنثى تستدرجهُا الأيام بـ دماء الراحلين وأنات المغتربين ينخر حُسنها الفقد كاشفاً عورته بكل قُبح .. يتحسر بآنّه ثكلى : زمانٌ كان يجود باللقاءات والأشعار والقُبل .. أصبح الغياب يزني بأرياحه ويّذل كرامته .. (4) من يُدلق العطر بالزهر .. ومن يغذي الشتاء بالبرد ؟ وأبقى آخر رجل يقاتل الفقد بزخات الحنين المستعر لم يعد بحوزتي ما أستقبل الصقيع به غير تحية مُنكسرة كـ أيامي .. يتوهج سناها كـ بريق وجهك كـ طعم كرزك .. كـ رائحة عُنابك .. لا أملك خرائط ولا دلائل تقودني بأحزاني إليك .. كم وكم حاولت احتضانك بـ ألذ حُزن .. في باقات دموعك وروعة آهاتك .. وفي غِناء الوجع .. كم تمنيت أن ألتقط بقايا منك في فوضوية أنوثتك وأرصفك في مطلع قصائد الرعشة الأولى .. (5) تبقين وحدكِ رغوة الأنوثة البازغة .. هل تعلمين ؟! لايفصلني عنك غير إغلاقة عين وإبتسامة .. (6) لاتقلق من شكواي وإرتباكاتي وحدك النقاء المستخلص من الخريف الصارخ .. وحدك من أقامة معها العصافير قصة حُب .. ودفعتني لإقتناء البندقية .. (7) لم تبرح نكهة شفاهك المُبتلة بالعسل والحليب والمجون والعشق يوما فمي . .. (8) لأني أحُبكِ .. أنا مُعجب بنفسي ...
|
|
|