زوجين في سن الشباب ، تعارفا من خلال الأهل ، كان الزواج تقليديًا بشكل كبير ، لكن بعد أن جلسا سويًا في بيت واحد تعلما حب بعضهم البعض ، لم يكن حبًا فقط بل كان عشق ، عشق يتعدى حدود الخيال .
فكانت هي صغيرة السن للتو تخرجت من الجامعة ، وكان هو قد عاد من الخارج بعد دراسة دامت لأعوام ، كان يحرص خلالها على ألا ينظر لأي أنثى ، حتى لا يعرض زوجة المستقبل لأي مضايقة ، كان يتقي الله فيها حتى قبل أن يعرفها .
ومضى العام الأول للزواج ولم يحدث أي حمل ، بدأت الأسرة تسأل حول موعد الحمل ، ولماذا التأجيل ، ولماذا لم يذهب الزوجين إلى الطبيب ، كان الأمر في هذا الوقت بعيدًا عن عقل الزوجين ، فقد كانا مستمتعين بالحياة ، يعيشان أحلامهم سويًا في سعادة ، لم يكن الأمر يؤرقهما أو يزعجهما لكن مع مرور الأعوام ، وزواج معظم شباب وشابات الأسرة ، كان الضغط يزداد في كل مناسبة أو في كل تجمع عائلي .
عشرة أعوام كاملة ولا جديد ، والدة الزوج تلمح باستمرار له أن يتزوج ، الطبيب أكد أن لا مشكلة في كلاهما ، الكثير من العقاقير والكثير من العمليات التي خاضتها الزوجة المغلوبة على أمرها .
فهي حزينة مثلها مثل الزوج ولكن في نفس الوقت تخشى أن ترفض فيتزوج عليها ، حتى ينجب ، والزوج يشعر بالشفقة على ما تمر به زوجته من ألم مستمر ومحاولات ، لا تنتهي بين الأطباء ، ولكنه يبحث عن الأمل أينما وجد .
تحول المنزل السعيد إلى كهف مهجور يغلب عليه لون الحزن والألم ، يخشى الزوج والزوجة الخروج حتى لا يصطدموا بطفل صغير يقلب على قلوبهم الألم ، يتجاهلون التجمعات العائلية كي لا يروا نظرات الشفقة في أعين الآخرين .
هدوء قاتل يسيطر على المنزل ، كانت الزوجة تحاول أن تبدو أقوى ، لكن الزوج كان يعاني كلما رأى طفل يذهب إلى غرفة فارغة ، ويغلقها على نفسه ويبكي حتى تجف دموعه ، معاناة كبيرة تمر بها الأسرة ، في صباح أحد الأيام كانت الزوجة تستعد للنزول إلى عملها ، وحين دخل الزوج إلى الحجرة وجدها ممددة على الأرض لا تتحرك ، حملها الزوج إلى سيارته وتوجه إلى أقرب مستشفى .
لم يتخيل الزوج أنه سيسمع هذا الخبر بعد كل هذه الأعوام ، لم يصدق الزوج الطبيب حين أخبره بأن الزوجة فقدت الوعي من وهن الحمل ، وأنها تحتاج إلى بعض المقويات ، تحول الألم في عيون الزوج والزوجة إلى أمل .
تحولت المرارة في حلق الزوج والزوجة إلى طعم أحلى من العسل ، فرحة كبيرة غمرت الجميع ، حتى الأسرة والأصدقاء و الأقارب شعروا بالأمل بسبب خبر الحمل ، زادت الفرحة وتضاعفت حين علموا أن الحمل في تؤما ولد وفتاة ، تحولت أحوال الأسرة تمامًا ، وعاد الضوء والفرح إلى المنزل الصغير ، كان الأب والأم يحضران الغرفة للصغار بكل سعادة وحماس وترقب .
مرت شهور الحمل سريعة و أنجبت الزوجة الصبي والفتاة أصحاء تمامًا ، وكانت الفرحة لا توصف وكان احتفال الأسرة كبير ، حين سأل الزوج والزوجة عن شعورهم أكدوا أن ثقتهم في الله لم تهتز ثانية واحدة على الرغم من طول الانتظار .
كانت الدعوة الدائمة لهم عقب كل صلاة أن يبدل الله الألم بالأمل ، وأن يعوضهم سنوات الانتظار ، كانت الأسرة تحرض على الصدقة بنية زوال الألم ، واستجاب الله وحقق أحلام هذه الأسرة الصغيرة …
العبرة من القصة :
ألا تفقد الأمل أبدًا وأن تعلم أن الله قادر على أن يحول ألمك إلى أمل كبير يحولك إلى شخص أخر . |
|
|
|