السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تذكر أنه مرّت عليك في حياتك أيام يمكنك أن تطلق عليها ( أيام الله ) ؟
أيام مميزة ليست كأي أيام...
أيام مسطورة في ذاكرتك، ومحفورة بداخل قلبك
أيام كلما تذكرتها فاض قلبك حمداً وشكراً، وعادت الروح إلى نفسك
إذا فتح أحدكم دفتراً وأخذ قلماً وكتب فيه أيَّام الله عنده :
يوم كان ضالاً فهداه إلى إنسان دلّه على الله
يوم نجَّاهُ الله عزَّ وجل من المرض الفلاني
يوم زوّجه فلانة، أو زوَّجها فلان
يوم كان بلا أولاد فرزقه ذُرية صالحة
يوم أعطاه هذا المحل التجاري
يوم كان بلا عمل فرزقه هذه الوظيفة
يوم هَيَّأ له هذا المنزل
يوم وقع في مشكلة كبيرة جداً فنجَّاه الله منها
يوم كان إبنه في مرض عُضال فشفاه الله
يوم كان يمكر بك أعداؤه فدافع الله عنه
يوم وفقه في دراسته فأخذ درجة عالية
يوم لاح له شبح مصيبة فكشفها الله عنه
يوم قضى الله عنه ديونه
يعني لا يوجد مؤمن إلا وفي أيامه عشرات بل مئات الأيام التي أكرمه الله بها ..
المؤمن لا ينسى أيَّام الله، يذكرها دائماً، يطأطئ رأسه تواضعاً لله، وكلَّما ذكر أيَّام الله يزداد لله شكراً ..
ذكِّر نفسك بأيَّام الله .
يقول الله تبارك وتعالى :
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾
يتضح من الآية :
أن هناك علاقة بين (ذكر أيام الله) وبين الخروج من الظلمات
فلو كنت تعاني من أي نوع من أنواع الظلمات، فذكرك لتلك الأيام سيفتح لك نافذة يتسلل منها النور، فيبدد ظلمات قلبك، فتنقشع الطبقات المتراكمة شيئاً فشيئاً بالتدريج .
فإذا فتر عزمك، وضعف يقينك، وقلّت همّتك، فعليك بذكر (أيام الله)
كن عن همومك مُعرضا وكِلِ الأمور إلى القضا
وأبشر بخيرٍ عاجلٍ تنس به ما قد مضى
فلربّّ أمر مُسخطٍ لك في عواقبه رضا
ولربَّما اتّسع المضيق ولربَّما ضاق الفضا
الله يفعل ما يشاء فلا تكن مُعترضا
الله عوَّدك الجميل فقِس على ما قد مضى
( الله عوَّدك الجميل ) في تذكّرك لأيام الله يتراءى لك هذا الجميل
فكل واحدٍ منا مدعوٌّ إذا أمكن أن يكتب لنا على دفتره أيَّام الله، يذكِّر نفسه بها، فالله أمرنا أمراً، فقال : ﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾
من أجل أن تحبَّه، من أجل أن تطمئنَّ له، من أجل أن تعرف أنَّ الذي أنقذك فيما مضى سيحفظك فيما هو آتٍ .. فلا تقلق ..
دمتم بعافية