وقفات هامة مع بداية العام الهجري الجديد وقفات هامة مع بداية العام الهجري الجديد عام الهجرة الجديد
أروني شخصاً أو إنساناً استطاع أن يقدم نفعاً لأمته ولإنسانيته بمبادئه وجهاده وبرسالته وتعاليمه الأخلاقية الرفيعة والإنسانية النبيلة، وبدينه السماوي كما قدم ونفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ وبعد أفلا يحق للأمة العربية خاصة ومعشر المسلمين عامة بل والبشر كافة أن يجعلوا من ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً كل سنة وعام..؟
أهلاً وسهلاً يا عامنا العربي الجديد، يا عام هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهجرة أصحابه إلى المدينة المنورة.
أهلاً بك يا عامنا الهجري الجديد، عدت إلينا كعادتك كل سنة، لتذكرنا بهجرة النبي الكريموأصحابه المؤمنين. وما كان لها من ثمرات يانعة وبركات عظيمة على العرب بل وعلى البشرية جمعاء؟
جئت لتذكرنا بنتائج تلك الهجرة العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ، وبدلت أحوال البشر، وأبطلت عبادة الإنسان للإنسان وللحجز.
يا عامنا الجديد، جئت لتذكرنا بهجرة النبي العربي التي هي وليدة رسالته وثمرة من ثمرات قرآنه السماوي، التي جمعت العرب ووحدتهم بعد فرقتهم، وحررتهم من جهلهم وفاقتهم وقبيلتهم، والتي جعلتهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله.
يا هجرة النبي العظيمة، هل وافتنا ذكراك هذا العام، لنجعل منها مادة، لتلقح العقول بنيّر الأفكار، ولتحلي النفوس بمكارم الأخلاق، ولتحيي القلوب بنور علام الغيوب.
يا مدرسة الهجرة النبوية، هل عاودت زيارتك للأمة العربية وللأمم الإسلامية، ليدرسوا آثارك الطيبة المباركة، وفضائل تربيتك العالية الراقية، التي بها وبسببها عرف العالم العرب، وحضارة العرب وتاريخ العرب.
يا ذكرى الهجرة المحمدية: هل أتيتنا زائرة، لتذكرينا بمبادئ قائد العروبة والإنسانية إلى سبيل السعادة والإخاء، والحرية والمساواة، لتذكرينا ببطولته وجهادهن وصبره ومضائه وإيثاره، لنقتدي به، وننهج على سننه.
لتذكرينا بمناقبه الملائكية ورحمته البالغة، وأخلاقه الإنسانية لنتخلق بها وننسج على منوالها، تلك الأخلاق الإنسانية المترجمة في حديثه النبوي حيث يقول: «الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله»رواه الطبراني عن ابن مسعود.، وحكمته النبوية القائلة: «والراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمرو..
يا عامنا الهجري الجديد: هل آنستنا بزيارتك لتدريس أدب النبي المهاجر العظيم، وخلق القائد الكبير، المترشحين إليه من تأديب وتربية رب العالمين، الذي يصف أخلاق نبيه في قرآنه الكريم فيقول:{وإِنّك لعلى خُلُقٍ عظيم} [سورة ن الآية: 4].
والذي يصف نهجه الأخلاقي في آية أخرى فيقول بلهجة الأمر:
{خُذِ العفوَ وأْمُر بالعُرْفِ وأَعْرِض عن الجاهلين} [الأعراف الآية: 198].
والذي يشرح في آية أخرى نفسية النبي الرقيقة، المتواضعة المتسامحة بقوله تعالى:
{ولو كُنْتَ فَظاً غليظَ القلبِ لانْفَضوا من حَوْلِكَ فاعفُ عنهم واسْتَغْفِر لَهُم وشَاوِرْهُم في الأمر} [آل عمران الآية: 159].
يا عامنا الهجري الجديد: هل أتيتنا بذكرى هجرة النبي العربي صلى الله عليه وسلم ، لـتــذكــرنــا بسيرته وتاريخه، لتذكرنا بآثاره ومآثره، وذلك النبي العربي العظيم، ذاك الإنسان البر الرحيم، الذي ما وطئت الأرض قدم إنسان مثله، عظمة ورحمة، وروحانية وإنسانية، وبطولة وجهاداً، لق أحيا النبي العربي الكريم، الأمة العربية بعد موتها وخمودها، وجعل من العرب حكماء علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، بل لقد أحيا أمماً، ووحّد وساوى قولاً وعملاً، بين أفراد البشرية في الحقوق والواجبات، والكرامة الإنسانية، فقال صلى الله عليه وسلم: «كلكم من آدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى»رواه البيهقي. استمد هذا النطق السامي من الوحي السماوي في قوله تعالى:
{وجَعَلْناكُم شُعوباً وقَبائِلَ لتعارَفوا إنَّ أكْرَمَكُم عِنْدَ الله أتقاكُم} [الحجرات الآية: 13].
أيها الإخوة المستمعون:
ها هو تلميذ النبي العربي الكريم عمر بن الخطاب، يضع أعظم مادة في حفظ حقوق الإنسان وكرامته، يضعها قولاً وينفذها عملاً وجهرة، وهي الحكمة العمرية والمادة الدستورية المحمدية، القائلة: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمـّـهـاتـُـهـُـم أحراراً).
وها هو تلميذ آخر للنبي الكريم أبو بكر الصديق، خليفة ورئيس الدولة والجيش، يرسل الجيش العربي الإسلامي لتحرير شمال الجزيرة العربية بل ولتحرير العالم والدنيا، من الجهل والظلم، والاستبداد، يبلغ الصديق جيشه الأمر اليومي الحامل لقانون الرحمة الإسلامي في الحرب، قائلاً: (لا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرة، أوفوا إذا عاهدتم وأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم).
وهكذا لم ينتقل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، حتى أدى رسالة الله وأعز دينه، وجعل كلمة الله هي العليا.
أيها الإخوة :_
أروني إنساناً قبل سيدنا محمد أو بعده، من نبي أو ملك أو زعيم أو فيلسوف، عملوا كما عمل، أو تركوا آثاراً خالدة كما ترك، الأنبياء قبله، مع صادق جهادهم وعظيم صبرهم في تبليغ الدعوة والرسالة هل بلغوا ما بلغ؟
أيها الإخوة:
أروني شخصاً أو إنساناً استطاع أن يقدم نفعاً لأمته وللإنسانية، بمبادئه وجهاده، وبرسالته وتعاليمه الأخلاقية الرفعية، والإنسانية النبيلة، وبدينه السماوي كما قدم ونفع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الأمة العربية والجنس البشري، أفلا يحق لنا معشر العرب خاصة، ومعشر المسلمين عامة بل ومعشر البشر كافة، أن نجعل عيداً من ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة وعام؟ نقيم الحفلات ونلقي فيه المحاضرات، ونعمم الدروس في شعوبنا العربية والإسلامية ونشْغلُ المجلات والصفح بنشر مبادئ صاحب الهجرة، وتحليل شخصيته النبوية العظيمة وتعميم نشر سيرته الطيبة الطاهرة، لتكون قدوة لكل عربي ومؤمن بل ولكل إنسان عاقل منصف.
أيها الإنسان:
أي إنسان على وجه الأرض غير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوجد ديناً يعترف بكل الأديان السماوية وبأنبيائها وكتبها المقدسة، أي إنسان على وجه الأرض، أوجد ثورة، انتصرت في كل ميادينها، العلمية والاجتماعية والروحية والعالمية؟ أي إنسان غير سيدنا محمد أوجد في وقت واحد ديناً ودولة، وجمع في ظلال دينه السماوي، بين مصالح الجسد والروح والدنيا والآخرة؟ كما يقول الله تعالى:
{وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرةَ ولا تنسَ نصيبكَ من الدّنيا وأَحْسِنْ كما أَحْسَنَ اللهُ إليكَ ولا تَبْغِ الفَسادَ في الأرضِ إنَّ اللهَ لا يُحبُّ الـمُفْسِدين} [القصص الآية: 77].
أيها الإخوة:
أفلا يجب علينا بمناسبة ذكرى عيد الهجرة أن تعمم نشر عظمة النبي العظيم وعظمة دينه ورسالته لنقلع بذلك ما زرعه الاستعمار الخبيث في قلوب بعض أبنائنا وإخواننا، من عظمة الأجنبي المستعمر ولننزع بدراسة سيرة النبي الكريم ودراسة رسالته السماوية، المبادئ المادية الغريبة. والعقائد الزائفة الملحدة الشرقية التي يبثها العلماء والأذناب بين بعض أبنائنا.
(يا عامنا الهجري الجديد) أهلاً بك ومرحباً بذكرى من شرفت الأعوام والعصور به وقت ومن شرفت به العروبة والبشرية بهجرته وكفاحه ونضاله، من أجل الحق والإيمان وبين العروبة والإنسان. والسلام.
عام جديد .. وامل وليد..اليكِ ياشمعة الامل..
أختكم أميرة
برعاية التاكسي