السلام عليكم
مساء / صباح
الخير
//
خلال حفل زفاف
شاهد أحد الحضور معلمه الذي كان يدرّسه
في المرحلة الابتدائية قبل نحو 35 سنة
//
أقبل الطالب بلهفة واشتياق على معلمه بكل تقدير واحترام
ثم قال له بشيء من الخجل والخزي هل تتذكرني ياأستاذي؟
//
فقال المعلم العجوز : لا يا بني
فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا ؟
فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف
وبعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبت منا أن نقف جميعا
ليتم تفتيش جيوبنا. أيقنت حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ
والمعلمين وسأبقى موضع سخرية وستتحطم شخصيتي الى الأبد
//
أمرتنا أن نقف صفا وأن نوجه وجوهنا لــ الحائط وأن نغمض
أعيننا تماماً وأخذت تفتش جيوبنا وعندما جاء دوري في التفتيش
سحبت الساعة من جيبي وواصلت التفتيش الى أن فتشت آخر طالب.
//
وبعد ان أنتهيت
طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا وأنا كنت مرتعبا
من أنك ستفضحني أمام الجميع. ثم أظهرت الساعة
وأعطيتها للتلميذ لكنك لم تَذْكر اسم الذي أخرجتها من جيبه!
//
وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني
ولم تحدث أحدا عني وعن سرقتي لــ الساعة . ولذلك يا معلمي قررت
منذ ذك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيرا فكيف لا تذكرني
يا أستاذي وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أوتنساني ؟
//
ربت المعلم على ظهر تلميذه وابتسم قائلا :
بالطبع أتذكر تلك الواقعة يا بني وصحيح أنني تعمدت
وقتها أن أفتشكم وأنتم مغمضي أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق
أمام زملائه لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا أيضا فتشتكم وأنا مغمض
العينين ليكتمل الستر على من أخذ الساعة ولا يترسب في قلبي شيء ضده.
//
نعم هكذا ينبغي ان تكون مرتبة المعلم
//
اهداء لكل مربي ومعلم يتحلى بهذه القيم التربوية الشامخة .
طيب الله اوقاتكم بكل بخير
آخر تعديل حنين الأشواق يوم
16 - 6 - 2021 في 01:36 AM.