عجباً لتلك الحروف تعبث بها الأنامل ..
فوضى في السياق وفوضى في الوفاق ..
فيأتي العبث حسنـاً وجمالاً يبلغ الآفـاق ..
تسقط الكلمات صدقاً ونابعةً من أسفل الأعماق ..
خاليـة وعاريـة مـن لبـاس الأنـا والنفـاق ..
ذهباً يتدفق وسلسبيلاً يسيل فـي ينابيـع الأخلاق ..
مجلية طاهرة ذو عبق في متنها روعـة المـذاق ..
إذا شاءت أبكت أعينا تموت كمداً حيث تحلم بالعناق ..
وإذا شاءت راقصت أعيناً تحبس الدمع في الأحداق ..
وإذا شاءت قالت فـي صمت يقلـق أروقة المـآق ..
وإذا شاءت راقصت الندى طرباً في أسـطح الأوراق ..
وهو الحـرف ذاك السيف إذا شـاء يعبث بالأعنـاق ..
وإذا استفحل الـداء وطال السقم كان أعظـم الترياق ..
.....................
بسمة النـور بثغر اليراع حصاد لأحلى الثمـار ..
ودمعة الدم بطرف اليراع تكون أجاجاً كالبحـار ..
وقتـال الأقـلام أحياناً أشد من رجـم الحجار ..
والقلم إذا جرى بصدق السريرة توشح بالنضار ..
كذاك الطفل فـي المهـد ينام بأحـلام الصغار ..
يدقدق الإحساس شعراً ونثراً ثم يعزف كالقيثار ..
.............
يتدفق المـداد مروجاً فـي ضفـاف الأنهـار ..
وينتشـي اليراع هرولة فـي صفحـة الأسرار ..
يزيل الغموض بخطوة وبأخرى يجود بالإشهار ..
وإذا تغنى الحرف أطرب القلب في روعة الكنار ..