الدنيا حقل تجارب ومن الغلط أن نجعل من فشل الآخرين ذريعة وحجة للتخلي عن تجاربنا الخاصة، هذه حقيقة حلوة من واقع الحياة ولكن الحقيقة المرة هي أن التجارب الموجعة التي تتكرر امامنا بنفس الاسلوب والسيناريو والتفاصيل مع اختلاف الاشخاص والازمنة قد نصطدم بها لذا من الحكمة أن نأخذ منها عظة وعبرة اقتداء بالمثل السائد (العاقل من اتعظ بغيره) ..
رغم أن الذوق والأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين دليل على رقي الانسان ورفعة أخلاقة وسمة من سمات المؤمن إلا أنها ليست بالضرورة سببا لجلب احترام الآخرين فبعض النوايا الطيبة تلوثها معتقدات الاخرين !!
التعامل بالأخلاق الحسنة والذوق الراقي مع فئة من البشر يصنع منهم أهراما اكبر من أهرام الجيزة ويتسبب لهم في امراض أخلاقية كالغرور والكبر والغطرسة ويوم بعد يوم ينتهي بهم المطاف الى مرتبة من اليقين يرون فيها أنفسهم خيرة الله في خلقة لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم مدعين الطيبة والنزاهة والصدق والايمان الذي ينبعث من القلب وينطق به اللسان وتعمل بموجبه الجوارح !!
عقدة النقص لدى هذه الفئة أفرزت طوفان من الكبر والغطرسة حتى بلغت أشدها وتربعوا على عرش السمو والعظمة وثقافة فاسدة ترى ضرورة الخضوع لأمرتهم وأتباع سلطتهم المتمردة والذنب الوحيد الذي اقترفناه هو أننا اعطيناهم أكبر من احجامهم ..
يمنع
حينما تعطي شخص قدرا اكبر مما يستحق وترخص بالغالي والنفيس في سبيل اسعاده ويذهب ذلك كله ادراج الرياح يدق ناقوس الحنين وتحلق علامات الاستفهام والتعجب في فلك الحيرة ويعم صمت رهيب اختلطت فيه المفاهيم والمعاني ورسمت على جدرانه مقولة ابو الطيب المتنبي الخالدة (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ) وفي الإشارة ما يكفي عن صريح العبارة ..