يا ناعس الطرف قد فازت أعادينا – واستبشروا بمناهم في تجافينا
وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها – وعاد بالشجو والأحزان يسقينا
وودعتنا أماني الوصل مسرعة – حتى غدونا بمنأى عن أمانينا
واستسلمت لظلام اليأس انفسنا – إلا العلالات من ذكرى تلاقينا
وكان بالأمس شادي الورق يطربنا – لكنه إن يغني اليوم يشجينا
فقد سمعتم إلى إرجاف عاذلنا – وقد أطعتم وشايات الهوى فينا
ما كان ظني بكم يا منتهى أملي – أن الوشاة تقصيكم فتقصينا
وأن ما زعم الحساد مقتدر – أن يطمئت إليه قلبكم حينا
وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت – به البوارق من إرعاد لاحينا
وأنكم قد صممتم عن معاذرنا – لم تسمعوها واسمعتم أهاجينا
زعمتمونا نقضنا عهدهم وغدا – لنا بغيركمو شكل يعينا
و ما عنانا سواكم في الدنى أحد – ولا غرينا به أن بات يغرينا
إنا وإياكم نجمان في فلك – يديره الحب في آفاق ماضينا
مهما اختصمنا فإن الشوق يجمعنا – أو افترقنا فإن الحب يدنينا
فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي – فللكرامة فضل من تأسينا