قبلتُ بكَ دهرًا
أينما حلّ وجهك وأينما ارتحلت
قبلتُ بكَ في الحرب قبل السّلم
وفي البعد قبل القرب
قبلتُ بكَ كيفما كنت
عاهدتكَ أن تكون علّتي قبل صحّتي
فهذا الزمان كثير العلل والأسقام
وعدتك بأن تكون حزني قبل فرحي
فالحزن صاحب الكلمات والألحان
اشتريتك إن بعت
وخبأتك إذا ضعت
وقبلت بك كيفما كنت
يا قُبلتي التائهة
ورحلتي القصيرة
سلامي الضائع بين البنادق
وعثرتي المريرة
يا نومة مليئة بالأحلام، كيف أنت؟
ألم يخبرك ذاك الطائر بانتظاري
بأشرطة الحرير الممزقة في دياري
برحيل فراشتي وعصفور الكناري
ألم يخبرك عن بكائي
وشوقي واكتئابي
ألم يقل لك بأنني
منتظرة وعلى العهد مازلت
أتذكر يوم رحلت؟
كنت أودعك بابتسامة
تمزقت، ضعفت، بكيت
ثم قمت
أحاكي جدران المنازل عنك
أخبرهم برحيلك
أوصيهم بأن لا ينسونك
أعذّب العصفور إذا غرد
وأوصي الشجرة بأن تتساقط حتى تعود
أحادثك في مرآتي وأعلم
أنك لن تعود
أبكي على وسادتي
وأمزق أوراقي ودفاتري
وتبقى قصاصة كتبت لي فيها
أحبكِ، عانقيني إذا عدت