بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وبه نسستعين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحابته أجمعين – وبعد -
في عام 1321هـ جهز متصرف لواء عسير إسماعيل حقي باشاحملة كبيرة قوامها ستة طوابير(الطابور 500مقاتل ) بقيادة أمير اللواء الحادي عشر أحمد لطفي باشا وبأمر من شريف مكة عون محمد باشا وكان الهدف تأديب أبناء زهران الأحرار الذين أمتنعوا من دفع الجزية للجباة الذين بدورهم طلبوا من شريف مكة تأديبهم وكان عصيدان بن محمد (القلب الشجاع ) هو المحرض لزهران بأن يقفوا في وجوه الأتراك والجباة .
سار الجيش من عسير وعبر الصلبات ودخل بلادغامد ونزل وادي الحمى في بني كبير وقام بإحراق قرية المرزوق ثم دخل قرية القرن في بني ظبيان وبني جرة وبالجرشي وأدب الثوار الذين وقفوا ضد الحملة السابقة بعد ذلك نزل الأترك عرا والجبل والرمادة من بني ظبيان ،ثم نزلوا الظفير والباحة ثم شدوا وحطوا في بني سار . وبعد أن تعرفوا على قرى الثوار دخلوا فرعة بني حسن وأحرقوا قراها وكانت خالية من سكانها حيث طلب الشيخ عصيدان من رجالها أن يخلوها من كبارالسن والنساء والذراري والمواشي وتحصينهم في الأودية السحيقة المجاورة لقراهم في الجهات الغربية (جفف،الحازم ،القلوت ،تهلبة ).
وفي أعلى جبل البراقة ومن جهته الغربية أقام الأتراك بناء رفعوه عن الأرض بقدر1،5م تقريبا وأحاطوا بعض جهاته بالمتارس وهذا البناء يعرف باسم الصور وكانت رسومه المهدومة واضحة حتى عهد قريب ، ووضعوا المدافع في هذا البناء حتى تكون قرية شبرقة وماحولها من الجبال تحت مرمى نيران هذه المدافع .
طلب الشيخ عصيدان من أبناء زهران التحصن في الجبال حتى ساعة الصفر ،وتجمع عدد(ن) من أبناء زهران في شبرقة حول الشيخ عصيدان ،وفي ليلة جمعهم القلب الشجاع وقام خطيبا فيهم وقال لهم :
يازهران ياسماعة الكلام هل الشور والرأى لي أم لكم قلوا : بل لك فرد عليهم بل لكم يازهران يازهران إذا بايعتم على الموت فأنا قائدكم فما كان من أبطال زهران إلا الرقص حوله (التحلاج ) وهم يرددون :
ياعصيدان أعصد الأتراك*** ونحن لبسك بلا دنا
ياالله أنصرنا على الأتراك*** لاتضويهم بلادنـــا
بعدها قام الشيخ عصيدان مع كبار المحاربين من زهران بوضع خطة لمسار هذه الحرب وكان الهدف الأول القضاء على قوة المدافع المتمركزة في الصور والمتارس فجهز قوة استطلاع بقيادة سعد بن بخيت الجندبي من قرية المكاتيم ومعه من الرجال
1- السيد فاضل بن أحمد من القوارير
2- حسن بن عصيدان ( شبرقة )
3- عبدالله الفصاد (القحف )
4- بن مقصي (مراوة )
5- سعيد بن عصيدان (شبرقة )
6- سعيد بن محمد الخزمري (رسبا)
تحركت هذه الطليعة المرسلة بعد منتصف الليل قرب السحر فوجدت حارسين مستيقظين فقتلتهما وقتلت البقية المكونة من ثمانية عشر مقاتل وأرسلت الإشارة المتفق عليها وهي طاقتين بالبندقية فهجمت قوات زهران ودمست الصور ومتارسه .
بعد هذا الحدث الذي أغضب الأتراك أخذ الأتراك مدفع تجره البغال وصوبوا قذائفه على قلاع عصيدان من أعلى العرش .
بعدها وزع القلب الشجاع قواته على النحو التالي :
*جعل رجال بني بشير وبني جندب بقيادة ابن زنان في جبل النصيباء حتى لايكون هناك التفاف للأتراك من شرق جبل البراقة
*أبناء عمر بن فهم (عدوان ،حرير ،قريش ) ودوس أعلى وادي شبرقة وفي سفوح جبل عنبسة الجنوبية .
*أبناء النمر جعلهم في ظهر المناصب والعرش .
خطة محكمة ياعصيدان تريد أن تجعل الأتراك بين فكي أبناء دوس وأبناء النمر .
وقعت القوة التركية في الفخ بفضل الله حيث توجهت إلى المناصب والعرش حيث أطبق عليهم أبناء زهران وكسروهم شر كسرة ولحقوا فلولهم الهاربة في قرية الموسى وسحنوهم في ساحة المحلجة شمال جامع الموسى اليوم بالقرب من بيت( ابن فوزان) وفي هذا اليوم برز سعد بن بخيت الجندبي وما أدرك ماسعد ؟ كالليث وأكثر في الترك الذبح ،وكان هناك قناصة من الأتراك في حص المولج في الموسى أوقعت عددا من القتلى في زهران منهم صالح بن جميع أراد الجندبي القضاء على هؤلاء القناصة ولكنه تعرض لطلقة أردته قتيلا – رحمه الله – وفك الليل القتال بين الجمعين واستراح عصيدان مع جيشه في بلاد المدامين بين القحف والموسى بعد أن رقصوا رقصة الحرب ومن القصائد التي قيلت :
والله لوماهوالله ثم أبو أحمد أقام الشيمة فينا*** إن ياقرية الموسى لتقعد لحيدر محكمة
وكانت أحداث العرش والمناصب والموسى يوم الاثنين الثالث عشر من رجب من عام تسعة عشر وثلاث مئة وألف من الهجرة .
وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من رجب تجمع الأتراك والتقوا مع زهران في ما يعفرف بقابل الموسى (بين شبرقة والموسى ) وكسروا شر كسرة وقتل من الترك الكثير ولحق أبطال زهران فلولهم في القرن وكسروهم وفرالأتراك والقتل فيهم وفي قرية الأثمة لحقت زهران فلولهم الهارب وقتلت من الترك طابورا (500مقاتل ) وقتل قائدهم أحمد باشا وخسف القمر في هذه الليلة ليلة الخامس عشر من رجب وفي ضحى يوم الأربعاء قضوا على من بقي من الأتراك والبوش في رغدان وودي قوب حتى الباحة ، وعند صفا عجلان وزعت الغنائم وأختص الشيخ عصيدان نفسه بفرس القائد أحمد باشا البيضاء ، وكانت فرسا مدربة تجيد الرقص مع الزير ولعلها رقصت طربا عندما عرفت أن الذي يمتطي صهوتها هو القلب الشجاع (عصيدان بن محمد ) ، رحمك الله يا أبا أحمد ،ورحم الله أبطال زهران الذين قاتلوا معك:1n2: