بين العناد والضمير
هل يصحو الضمير وتراجع خطأك؟ هل
تنظر إلى واقعك وتعيد حساباتك؟
المسألة ليست من يحاسب الآخر؟ أو من
يسبق ويعاتب الثاني؟ القضية هي هذا
الضمير الذي يجب أن يكون مستيقظًا؛
حتى يحدد ويحاسب ويحاكم، حينما نخسر
ضميرنا نخسر جزءًا من إنسانيتنا، أو ربما
محور إنسانيتنا.
بعض الحديث يعدّ عبثًا أو تحصيلاً أو
حاصلاً، إذا قيل الكلام وكان المستمع
منعزلاً في عالمه يسمع صوته فقط، وما
عدا ذلك فهي مجرد كلمات ليس لها
معان، طلاسم تخرج من الأفواه من دون
أن يجتهد لسماعها، يعتقد نفسه أنه
الأصح والأكثر فهمًا،
ويحلل لنفسه كل
شيء، ويوجد مبررًا لذاته لانتهاك أو
انتزاع أي شيء، يعتقد أنه الأذكى
والأقدر ويتمادى، ويمتلك نظرة دونية
للآخر؛ اعتقادًا منه أن من لا يبطش فهو
جبان، ومن لا ينتزع ما ليس له فهو
ضعيف.
وتتأمل وتحزن لجهل بعض الناس، فنحن
حينما نتنازل عن بعض حقوقنا فلأننا نقدم
الخير على الشر، وحسن الظن على
عكسه، تعودنا العطاء، نترفع عن الصغار
ونسمو إلى ما هو أصدق، نثق أن هناك
من هو أكبر وأعظم، من يمهل ولا
يهمل، ولذلك نشعر بالطمأنينة والاستقرار
الداخلي، نتعامل بنوايانا الطيبة ولا ننتظر
المقابل.
نشعر بالحزن لأشخاص فقدوا ضمائرهم،
وسقطت من قاموسهم كلمة الأخلاق،
واستشروا في الأنانية وحب الذات، هم
لن يسعدوا؛ لأنهم وإن كانت الأمور تبدو
وكأنها لصالحهم، فهي ليس كذلك، في
داخلهم خواء كبير، مسافة كبيرةيمنعبينيمنعما
هو حقيقة وما يحاولون أن يتظاهروا،
هم ليسوا أنفسهم ولن يكونوا؛ لأنهم
يخفون في داخلهم صورًا منفرة وحقائق
مؤلمة.
الأخطاء تقع، والإنسان يضعف في
لحظات ويفقد بوصلة الأخلاق، لكن متى
استعاد نفسه واسترجع أو رجع إلى قيمه
ومبادئه فهي كانت عثرة وتجاوزها،
كبوة وعاد إلى جادة الصواب، وسيجد
كثيرين ينسون ما مضى، يفتحون قلوبهم
ومشاعرهم ليحتضنوا الشخص الذي
فقدوه، لكن المكابرة والعناد وعدم سماع
صوت العقل هو الخطر، ليس على الآخرين
بل على الشخص ذاته.
اليوم الثامن:
حينما نعود للحق ونستمع لضميرنا
فنحن لا نكسب فقط رضا الآخرين
بل نستعيد أنفسنا وسعادتنا