كان هناك فتاة جميلة للغاية، وطيبة تعيش مع والدها الكبير في السن، والذي رفضت الزواج من أجل البقاء معه ورعايتهُ، ولكن تحولت حياة الفتاة فجأة إلى جحيم.
فقد عشقها أحد أبناء الجن، حتى وصل حبه لها لمرحلة الجنون، فظل يطاردها في كل مكان، حتى استطاع أن يلبسها، فأصبحت الفتاة ترى طوال فترة نومها كوابيس عجيبة، فترى أن هناك شخص غريب عليها يُعاشرها باستمرار، ومرت عدة أيام على حدوث ذلك كل ليلة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل بدأ شعر ذو لون أبيض يظهر للفتاة.
أصاب الرعب قلب الرجل العجوز؛ فقد ذهب كل تفكيره أن ابنته ممسوسة من جني، فقام على الفور باستدعاء رجل من رجال الدين، وبدأ الشيخ في تلاوة بعض من آيات القران الكريم ويضع يده على رأس الفتاة، فإذا بالجن يصرخ بصوت عالي، وأخذت أصابع الفتاة ترتعش بشدة، وبدأ ذلك الجني يتحدث على لسان الفتاة ويقوم بإرسال عبارات من التهديد والوعيد للجميع، وفي النهاية قال ” سوف أذهب الآن، ولكن سوف أعود قريبًا وانتقم منكم جميعًا”.
كل ذلك والفتاة المسكينة تشعر بالذهول الشديد، وقلبها يكاد يتوقف عن النبض، وبعدها ذهبت إلى غرفتها للنوم، وفي منتصف الليل حدث ما لم يكن يتوقعه أحد. فقد بدأت أبواب وشبابيك الغرفة ترتج بكل قوة، والستائر والأثاث يقع ويتساقط، وإذا بالجني يأتي إليها ويختطفها، ويذهب إلى مكان مجهول لم يعرفه أحد.
توالت الأخبار في المكان، وبدأ الجميع رحلة البحث عن الفتاة، وبعد يومين كان هناك رجل من رجال الأمن يسير بجوار أحد الجبال، وبينما هو سائر في طريقه إذا بالفتاة تسقط من أعلى الجبل أمامهُ، وجميع ملابسها ممزقة، ويبدوا عليها علامات الاغتصاب، وقامت الفتاة بالتحدث لرجل الأمن بصوت ضعيف للغاية وقالت ” ماء، أحضر لي بعض قطرات الماء”، ولم يكد رجل الشرطة حتى يستوعب ما يحدث أمامه، فإذا بالفتاة تختفي بشكل تام، ولم يتم العثور عليها بعد تلك اللحظة في أي مكان أو زمان.