قلوب دليل على الحب.تأكد من أن هناك شيئا بحياتها يؤثر سلبا عليها، وينعكس بصورة سلبية على كامل طباعها التي كانت تحسد عليها من قبل الجميع؛ ولكن كيف سيتمكن من الوصول لذلك لشيء أو ذلك الشخص، قضى منذ رحيلها قرابة آذان العصر وحتى الساعة العاشرة مساء وهو في حيرة من أمره، حتى أنه اهتدى أخيرا من كثرة تفكيره أنها ربما اتجهت لطريق المخدرات!
قرر في نفسه أنه لن يتحدث إليها في الموضوع، ولكنه سيكمل تقصيه للأمر وبالتأكيد سيتحصل على بعض المعلومات التي ستلغي كافة شكوكه، فربما إحدى صديقاتها تقع بمشكلة ما وتريد حلها ومساعدتها بها؛ ولكنه عندما عادت للمنزل لم يستطع أن يمنع نفسه عنها، كان من شدة حبه لها شديد الغيرة أيضا، ومن طباعه أنه عصبي لأبعد الحدود، سرعان ما انتقل الحديث بينهما لشجار…
الشاب خرج من منزله المواجه لمنزلها: “يمكنكِ أن تفسري لنا أين كنتِ لهذا الوقت؟!”
الفتاة: “أنت لست بمسئول عني، ولا بمراقب لتصرفاتي، وليس لديك أي سلطة للتحكم بي، ولأجل ذلك فلا تدخل بحياتي الشخصية أكثر من ذلك مثلما أفعل معكم جميعا، وأعتقد أنني أصبحت ناضجة كفاية لأدير حياتي بالطريقة التي أحبها وأرتضيها”.
الشاب: “الأهم من ذلك ألا تكوني قد أخطأتِ بشيء، وألا تكوني استخدمتِ كل صلاحياتكِ هذه التي تتحدثين عنها بطرق تجعلكِ وتجعلنا نادمين فيما بعد”.
وقع أثر حديثه عليها كالسهام التي رشقت بقلبها، لم تتمالك نفسها إلا أن رمقته بنظرات وغادرت.
الفتاة قبل مغادرتها: “اهتم بشئونك أولا قبل أن توجه أصابع الاتهام لغيرك”، عقدت نيتها واستجمعت قواها وأرادت التحدث معه بهذه الطريقة حتى لا يشك بأمرها حيث أنه من الشخصيات العنيدة والمثابرة، وإن وضع أمرا أمام عينيه يجافيه النوم حتى يصل إليه، والاستسلام لا يعرف إليه أي سبيل من سبله.
دخلت الفتاة المنزل، لقد كان حزينا كثيرا لأجلها، ومن ثم دخل ورائها منزلها أيضا….
الشاب لوالدتها: “ألم أقل وأنبه أنها لا خروج لها من المنزل إلا لمدرستها، وأنني سأتابع مع مديرتها بذلك الأمر كموعد وصولها وموعد خروجها وغيابها إن وجد، ولن أكرر كلامي مجددا”.
الفتاة في نفسها داخل غرفتها: “ما المصيبة التي حطت على رأسي، أينقصك أنت أيضا؟!”
والدة الفتاة: “إنك أخاها وأي شيء ستفعله بالتأكيد سيدر عليها بالصلاح والمنفعة، افعل كل ما تجده مناسبا يا بني”.
صرخ باسمها، لم تنتبه لكلامه، فدخل عليها الغرفة….
الشاب: “من الواضح أنكِ ترك لكِ الحبل على غاربه بغيابي، ولكن من الآن فصاعدا انسي كل الأيام الخوالي، واتبعي أوامري حتى لا تصابي بأذى”.
الفتاة: “في أحلامك، أنت لا تملك أي حق للتدخل في حياتي”.
الشاب: “بأحلامكِ أن أدعكِ تفعلين كل ما يحلو لكِ بغير رقيب ولا حسيب”.
دخلت الفتاة تحت غطائها دلالة على كونها لا ترغب بالحديث معه أكثر من ذلك، خرج الشاب وقلبه يحترق من شدة الخوف عليها، وكل معاملتها القاسية وصدودها منه لم تزده سوى رغبة أكثر فأكثر للوصول إلى ما غير حالها.
وفي الصباح الباكر استيقظت الفتاة من نومها واستعدت للذهاب لمدرستها، لم يغمض له جفن طوال الليل بخلافها، لقد كان يفكر بكلامها وبأسباب تمردها عليه، أين تلك الفتاة الشيقة التي بإمكانه نسيان العالم بأسره داخل عينيها اللامعتين عند رؤيته، أين هذه الفتاة التي كانت لا تغادرها الابتسامة ولا تفارقها على الإطلاق، ما الذي غير حالها وقلبها رأسا على عقب بهذه الطريقة.
أما الفتاة فقبل ذهابها للمدرسة عمدت لمنزل معلمها، كانت تذهب إليه كل صباح باكر، ومن هناك تتحرك لمدرستها ولم يعلم أحد بأمرها؛ ولسوء حظها كان الشاب يرقبها ويسير خلفها، فرآها تدخل للمنزل، وعندما خرجت لم يكن معها أحد!
وبعد ذهابها خرج رجل وسيم من نفس المنزل، لم يجد أحدا ليسأل عن هويته ولكنه آثر تعقبه على تعقبها، وبعد السير خلفه توصل إلى أنه معلم بنفس مدرستها!