قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
لقد اشتهريمنعالرسوليمنعصلَّ الله عليه وسلم قبل البعثة في قومه بأنه الصادق الأمين، ولقب بذلك أيضا (الصادق الأمين)، ولا يلقب بهذه الصفات الحميدة إلا من كان يتصف بها فعليا في أقواله وأفعاله ويتصف أيضا بالكثير من صفات الخير.
لقد شهد له قومه على الرغم من شدة العداء الذي كان بينهم والبغض الذي حملوه بقلوبهم إليه بالصدق والأمانة أيضا.
أما عن أمانته فهذه من جعلت السيدة خديجة رضوان الله عليها تطلب الزواج منه، فقد كان صلَّ الله عليه وسلم يشرف على تجارتها بالشام، ومع كل ما سمعته من غلامها ميسرة عن مدى صدقه وأمانته في كل التعاملات، بهرت بكل خصاله ورغبت بالزواج منه.
ومن أعظم الأمانات التي تحملها صلَّ الله عليه وسلم وقام بتأديتها حسن الأداء هي أمانة الوحي والرسالة التي كلفه الله سبحانه وتعالى بتبليغها للناس كافة.
ومن أعظم الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام بالقرآن الكريم وبسنة نبينا الكريم هييمنعالأمانةيمنعوالصدق في القول قبل الفعل والعمل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: ” إذا ضيعتيمنعالأمانةيمنعفانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة” رواه البخاري.
وقال تعالى في كتابه العزيز: ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” صدق الله العظيم.
الأمانة فييمنععهديمنعالرسول
يقول “أبو عقيل” رحمه الله تعالى، وهو أحد العلماء العبَّاد…
بيوم من الأيام بينما كنت بالحج، وقد كنت حينها فقيرا كل ما شغلني هو تحصي الوصول للحج، وبينما كنت بالحج وجدت عقداً بخيطٍ أحمر من لؤلؤ، وقد كان ثمينا ولا يقدر بمال.
أخذت أبحث بالحج عن صاحبه، وبينما أتجول وأسأل هنا وهناك حتى قيل لي أن هناك شيخاً كبيراً يبحث عن عقد ضاع من يده.
فذهبت إليه على الفور، وسألته قائلا: “هل لك عقداً ضائعاً؟!”
فأجابني: “نعم”.
فسألته: “وما وصفه؟!”
فقال: “كذا وكذا”.
فقلت له: “تفضل، ها هو إذاً العقد الذي وجدته، فقد كنت أبحث عنك بالحج”.
رددت إليه أمانته، وبعدما انتهى موسم الحج ذهبت لبيت المقدس، ومن بعدها مررت ببلاد الشام، قبل عودتي لبلادي.
وعندما وصلت لحلب كان هناك مسجد، صليت به وقد كان حينها الجو قارص البرودة للغاية، وقد كنت حينها فقيراً جائعاً بلا مسكن ولا مأوى، فنمت بذلك المسجد بعدما صليت فيه.
وبالفجر رأوني الناس بالمسجد، وقد استشفوا ما بي من علم ودين، فأمروني بإمامتهم بصلاة الفجر، لقد سألوني الصلاة بهم وأخبروني أن إمامهم قد توفي، أمروني بالصلاة بهم أياماً طويلة.
وقالوا لي يوما: “إن هذا الشيخ قد خلف بنتاً، ولو أنك تزوجت بها ومكثت معنا لكان خيراً لنا”.
فقلت: “لا بأس بذلك، فإنني ليس لي شيء وليس لي أحد؛ ولكنني لا أملك شيئا للزواج”.
فقالوا لي: “لا بأس بذلك، فهي في الأساس ميسورة الحال، ولها بيتها وهي وحيدة به، تزوجها وابقى معنا لتقم بنا الصلاة”.
فقلت: “لا بأس بذلك، ولكن اسألوا الفتاة عن رأيها في ذلك”.
وما كان من الفتاة إلا أنها رضيت بذلك، فتزوجت بها ودخلت بها.
وفي يوم من الأيام رأيت نفس العقد مع زوجتي، فقلت في نفسي: “سبحان الله، وسألتها من أين لكِ بهذا العقد؟!”
فأجابتني: “إنه لي”.
فسألتها: “وكيف لكِ؟!”، وأخبرتهايمنعقصةيمنعالعقد معي كاملة؛ وما إن أنهيت كلامي معها حتى قالت: “سبحان الله، إن هذا الشيخ والدي، وهو إمام المسجد الذي توفاه الله.
وقالت لي زوجتي أن والدها الشيخ كان يدعو قبل وفاته قائلا دوما: “اللهم زوج ابنتي مثل هذا الرجل الأمين الذي أعاد إلي العقد، لقد كان دوما في الحديث عنك وعن مدى أمانتك وحسن خلقك معه، لقد كان يدعو الله دوما أن يزوجني برجل مثلك، وما علم أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعائه وزوجني إياك وليس شبيها بك”