التَّرَابُط فِي سُورَة الْقِيَامَـة ..
تَتَحَدَّث سُورَة الْقِيَامَة عَنْ أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة، مِنْ أَوََلَهَا إِلَى آخِرها، وَقُدْرَة الله تَعَالَى عَلَى إِعَادَة خَلْق النَّاس، وَبَعْض الْبَرَاهِين عَلَى هَذِهِ الْقُدْرَة، وَحِسَابهُمْ عَلَى أَعْمَالهمْ، وَهَذَا مِنْ تَمَام عَدْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَعَدَم عَبَثِيَّة خَلْق النَّاس.
فَفِي أَوَّلَ السُّورَة بَعْدَ الْقَسَم قَال تَعَالَى:
﴿ أَيَحْسَب الْإِنْسَان أَلَنْ نَجْمَع عِظَامهُ ﴾، وَفِي آخِر السُّورَة قَوْلهُ تَعَالَى: ﴿ أَيَحْسَب الْإِنْسَان أَنْ يُتْرَكَ سُدَى ﴾، ثُمَّ الْحِجَج الَّتِي تَثَبُّت قُدْرَة الله عَلَى إِعَادَة خَلْقه، ثُمَّ قَوْلهُ تَعَالَى فِي آخِر آيَة:﴿يمنعأَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِر عَلَى أَنْ يُحْيِي الْمَوْتَى ﴾
وَذَكَّرَت عَلَاَمَات، يَوْم الْقِيَامَة، مِنْهَا أَنَّهُ تَعَالَى سَيَجْمَع الشَّمْس وَالْقَمَر، وَهَذَا ثَابِت عِلْميا، فَالشَّمْس وَالْقَمَر عِلْميا سَيَجْتَمِعَان فِي يَوْم مَا؛ لِأَنَّهُ ثَبَّت بِقِيَاسَات دَقيقَة لِلَغَاِيَّة أَنَّ الْقَمِر يَتَبَاعَد عَنَا بِطَرِيقَة مُسْتَمِرَّة بِمُعَدَّل ثَلَاثَة سنتيمترات فِي السَّنَة،
هَذَا التَّبَاعَد سَيُدْخِل الْقَمَر فِي وَقْت مِنَ الْأَوْقَات فِي نِطَاق جَاذِبِيَّة الشَّمْس فَتَبْتَلِعهُ الشَّمْس، وَذِكْر تَعَالَى أَنَّ الْإِنْسَان سَيُنَبَّأ بِكُلّ مَا فِعْله، وَسَيُحَاسِبهُ الله عَلَيْهُ، وَلَنْ تَنْفَعهُ مَعَاذِيرهُ،
﴿يمنعبَلِ الْإِنْسَان عَلَى نَفْسه بَصيرَة ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرهُ ﴾
بَعْدَ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة جاءتِ الآيات الَّتِي تَكَلَّم فِيهَا الْمُفَسِّرُونَ الْقُدَمَاء وَالْمُحْدِثُونَ مُحَاوِلِينَ مَعْرِفَة مُنَاسَبَتهَا لِلسُّورَة، وَهِي خِطَاب لِلنَّبِيّ عَلَيْهُ الصَّلَاَة وَالسَّلَاَم: ﴿ لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانكَ لِتَعْجَل بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعهُ وَقُرْآنهُ ﴾. |
|
|
|