السعادة في الزواج سعادة في كل الحياة

يقول "جيمس بندر" في كتابه "طريق الشخصية الجذابة": "من الحقائق الثابتة أن الشخص السعيد في زواجه شخص أقرب إلى كسب مودة الناس وأدنى إلى النجاح في*الحياة*عموما".
(1) منح التقدير وانتقاء الكلمة الطيبة
يجب أن ينتقي الإنسان أطيب الكلمات كما ينتقي أطيب الثمرات؛ فلقد أمر الله نبيه موسى عند ذهابه هو وأخوه هارون إلى فرعون وهو الطاغية الظالم، قال آمرًا لهما: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}(طه: الآيات 42-44)
ومن الطريف الذي يُحكى في انتقاء الكلمات: أنَّ الأصمعي دخل يومًا على أمير المؤمنين، -والأصمعي عالم في اللغة-، فقال: ما جمع مِسواك يا أصمعي؟ قال: ضد محاسنك يا أمير المؤمنين!!. ومعلوم أن جمع مسواك: مساويك، ولكنه استحى أن يذكر الجمع؛ لئلا ينسب إلى الأمير المساوئ.
ثم إنه لا يوجد إنسان في الدنيا كله إيجابيات أو كله سلبيات مطلقا، بل هكذا طبيعة*الحياة*الواقعية. ولذا ففي كل طرف من أطراف*الحياة*الزوجية إيجابيات تستحق المدح والتقدير، فلم نبخل بذلك المدح والتقدير؟ تقول "مارجوري هولمز": "لن ترى رجلا لا يستشعر الزهو والحماسة حين تمتدحه زوجته ! ..أو حين تقول له: إنني فخورة بك، وسعيدة لأنك زوجي".
فإذا أردنا أن تنجح أسرتنا وبيتنا: فلنمنح أنفسنا والآخرين التقدير والمديح، وأن نبحث عن الصفات المميزة فنبرزها، ونحفِّز الطرف الآخر على تنميتها. وشاهدنا في قصة أم زرع، وكيف مدحت زوجها، وخلَّد التاريخ قصتها وقصة زوجها الحنون.
فينبغي لي ولك أن نبدأ تطبيق هذه الطريقة السحرية: التقدير؟! لماذا لا نبدأ من عقر دارنا؟ أنا لا أعرف مكانا آخر أشد من بيوتنا حاجة إلى ذلك ولا أشد منها حرمانا!، ويُعَدّ هذا المدح والتقدير الممنوح من أحد الطرفين للآخر بمثابة الوقود للمحرك، والشاحذ للهمة، والروح بالطاقة على العمل، وتخطي مراحل الفشل للوصول إلى النجاح.
إن التقدير من الغير غذاءٌ للنفس كما هو الطعام للجسد. بل إن النفس أرهف حساسيةً وأجلُّ شأناً؛ قد يصوم المرء وينقطع عن الطعام والشراب، أما عن حاجته إلى تقدير الغير له فلن يستطيع.
إلى كل زوجين:
يحكى أن رجلا كان يبالغ في وصف جمال ومحاسن زوجته، فقالت له زوجته: إنك تبالغ لأن جاراتي يرونني امرأة عادية. فرد قائلا: لأنهن يرونك بعين غير عيني التي تحبك.
فيم يكون المدح والثناء؟
المدح والثناء يكون في مختلف الصفات والأفعال، فيكون مثلا في: الشخصية والذوق، والأسلوب، واختيار الأشياء، أو في أي عمل يخص البيت أو الأسرة.
إلى الزوجة:
ماذا لو قلتِ لزوجك: أنا اخترتك لأني وجدت فيك تجسيداً لأفكاري ولا أتردد حين أفضي إليك همومي.
أختي الزوجة.. ماذا يضيرك أن تمدحي زوجك بمناسبة وبدون مناسبة؟ ماذا يضيرك لو قلتِ لزوجك مرة بعد أخرى.. إنك يا زوجي العزيز أعظم رجل في العالم، وأنني فخورة بك..
ثقي تمام الثقة أن تقديرك لزوجك وإشباع حاجته لهذه الأحاسيس سيعود عليك بأعظم الأجر والغنيمة.. ألم تسمعي قول الله تعالى: {...وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا...}(البقرة: من الآية 83)، وقوله تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ...} (الحج من الآية: 24)... بهذه الكلمات الطيبة سيحبك زوجك ويشتاق لكلماتك.
قولي لزوجك: "طريقتك جميلة في الملبس والكلام، والحياة عموما. أنت أجمل إنسان في الحياة، أنا في الحقيقة فزت بك من ضمن بنات الدنيا".
إلى الزوج:
عليك أن تمتدح وتثني على زوجتك.. امتدح أخلاقها، وجهودها الدؤوبة في توفير كل ما يسعد الأسرة.
ولا تنسى أن تمتدح ملبسها، وزينتها، وطهيها، وتجميل البيت وغيرها من الأمور.
إن هذه الكلمات ترفع من معنويات الزوجين، وتقوي العلاقة بينهما، ولها تأثير عجيب في حب التفاني أكثر لعمل ما يعجب كل طرف ويُبهج نفسه ويريح نفسيته.
عبارات للزوج، بها: يُحَوِل أسَدُه إلى حملٍ وديع بأرخص أسلوب وأسهله، "أحب أن أسمع كل شيء بالتفصيل، أنتِ تبدين جميلة للغاية، آسف واعتذر.. أنا المخطئ، لكني أحبك وهذا يكفيني .. لقد فزت بك من بين بنات الدنيا".
مهارة رقم (1):
امنح شريك حياتك التقدير اللازم له، ولا تحرمه من الثناء الجميل وانتق له أطيب الكلمات |
|
|
|