كيف تعرف أن الشخص الذي أمامك شخصية غير ناضجة عاطفيا؟ كيف تقرر أن من أمامك يصلح للصحبة أم لا؟ سأتحدث في عدة تغريدات عن تلك الشخصية غير السوية وما هي أبرز العلامات في سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم.
عندما أتحدث عن تلك العلامات فتندرج تحت الشخصية غير السوية بشكل عام سواء شخصية نرجسية، أو حدية، أو عدم انتظام المشاعر أو مجرد نمط شخصية أو غيرها فليست محددة بمسمى معين هي فقط شخصية غير سوية أو أن عواطفها لم تنضج بعد، ويتطلب ذلك التريث قبل تعميق العلاقة وضرورة إبقاء مسافة آمنة.
هناك عامل مشترك في جميع الشخصيات غير السوية التي لديها مشكلة في مشاعرها وتعامل الآخرين بطريقة صعبة وهي أنهم غالباً تعرضوا لطفولة صعبة من تنمر، اعتداء وتحرش جنسي، إهمال، تعنيف، هجر، فهم عموما يعانون من غياب الأمان والطمأنينة الداخلية وعدم الانسجام مع النفس وغياب التوافق الداخلي.
ولأنهم يشعرون بعدم الأمان كما ذكرنا فهم يمارسون التحكم بالآخرين من أجل أن يشعروا بالاطمئنان، فعدم الأمان هو وقودهم لاضطهاد الآخرين، وعند زوال الأمان يستمرون في اضطهاد الآخر وانتقاده وإبراز خطئه وتصويره أنه سيء أو أقل، فلديهم نزعة نحو التحكم، وعدم الخضوع لهم يشعرهم بعدم الأمان.
إحدى أهم سماتهم التركيز على استغلال مشاعرك، والتلاعب بها وفعل ما يجعلك ضعيفاً وفي حاجتهم، والضرب على وتر المشاعر الحساسة مثل الشعور بالذنب، يشعرونك بالخجل من نفسك، والتشكيك في شخصيتك، ويجعلونك تشعر أن ما يقومون به هو لأجلك ومن مصلحتك بينما هو ليس كذلك.
يخترقون خصوصيتك بشكل مستمر، ويتدخلون في حياتك ويظهر لك أنه يقوم بذلك لمصلحتك، وأنه ناصح أمين، ولديهم قوانين صارمة متصلبة ينتظرون منك اتباعها، وإطاعتهم في تطبيقها، فهم لا يتسامحون من يخرج عن طوعهم، فهذا يشعرهم بالنديّة وهم لا يقبلون أن تكون مستقلاً عنهم أو نداً لهم.
شعارهم "أنا أولاً" بكل تعاملاتهم معك، وإذا تقاطعت مصلحتهم مع مصلحتك سيتفقون معك، وقد يخدمونك ما دام أن النتيجة النهائية ستكون لهم وليست لك، لا يحسنون الإنصات أو التعلم منك، فدائما هم على صواب وأنت على خطأ والواجب أن تتعلم منهم، ويتحدثون وكأن لديهم الحقيقة المطلقة.
لا يدعمون تطورك ويقلّلون من طموحك لأن ارتقاءك هو تهديد لهم، يريدونك أن تكون بحاجة إليهم دائماً وقد يخدمونك ليثبتوا لك أنك بدونهم لا يمكنك أن تخدم نفسك، دائما ما يلجؤون للوم الآخر لذلك غالب علاقاتهم سطحية وهم بلا صداقات عميقة، علاقاتهم فقط مع من ينجحون في استغلالهم مثل "الضعفاء".
لا يعترف بالخطأ، ويخلق لنفسه العذر دائما، فالعالم جميعه مخطئ ما عدا هو، رضاه عنك متعلقة فقط إذا جرت الأمور على هواه، وإذا خالفته فهو مندفع، متهور، قاسٍ، لا يتحمل الانتظار وليس لديه قدرة على التحمّل، لذلك يخلقون العديد من المشكلات حولهم وأكثر من يكتوي بها هم من حولهم.
لا يتكيّفون مع الواقع بل يريدون الواقع أن يتكيّف معهم، ولا يتأقلمون مع الواقع بل يتعاركون معه، يشتهرون بتشويه الواقع بتفسيراتهم، تستغرب كيف يفسرون الأمور حولهم بطريقة غريبة ومتشائمة وفيها سوء ظن، يستخدمون الكذب بكثرة لإقناعك، فإن لم يستطيعوا تشويه الواقع تجاهلوه تماماً بلا تفاعل.
هم يرون الحياة ويتصرفون فيها بحسب مشاعرهم لا عقولهم، ويفسّرون الحياة بحسب شعورهم الآن، فالحقائق بالنسبة لهم هو ما يشعرون به وليس ما هو واقع، وجميع ما ذكر من صفات الشخصية غير السوية لا علاقة له بدرجة تعليم الفرد ولا مكانته الاجتماعية، بل بالطريقة التي نشأ بها والظروف التي صاحبته. |
|
|
|