مـصـحفي مـنهجي فـعندي الـفخارُ ... وَبِـــكــفــيَّ رايــــتـــي والــشــعــارُ
والـمـواثـيـقُ مــزهــراتٌ بــصــدري ... دانــــيـــاتٌ قــطــوفُـهـا والــثــمــارُ
إلـفُ روحـي : روضُ الـمثاني ولولا ... مُـجـتـنـاهـا لَــمَــا تــنــاءى الــتَّـبـارُ
هـــدأةُ الـلـيـلِ خـيـمـتي مـاتـنـاءى ... عــــن مُــنـاهـا الأفــاضــلُ الأبـــرارُ
بــنــديِّ الـتـرتـيـلِ يـبـتـهجُ الـقـلـبُ ... وتــصــفــو الآنــــــاءُ والأســـحـــارُ
وبــلــيــلــي آيــــاتُــــه ونــــهــــاري ... تــتـجـلَّـى فـــــي أُفــقِـهـا الأنــــوارُ
وبــأحـنـاءِ قـلـبـيَ الــشـوقُ أذكـــاهُ ... حـــنـــيــنٌ لايــعــتــريـه الــــبـــوارُ
هــجـرَ الـمـمـحلَ الـمـوشَّى بـشـوكٍ ... فــاجــتــبـاهُ ربـــيــعُــه الــمــعـطـارُ
وتــولِّــي نــــوازعُ الـنـفـسِ ثـكـلـى ... لـــم تــجـدْ فـــي يـقـيـنه مــا يُـثـارُ
لــيــس بـالـتـائـهِ الــولــوعِ بــدنـيـا ... زيَّــنــتْــهـا بــالــبــهـرجِ الأوطــــــارُ
بــيـن وحـــلِ الآثـــامِ تـرتـعُ نـفـسٌ ... فــلــهـا مـــــعْ شـيـطـانِـها إصــــرارُ
قــد جـفاها الـذي يـؤاخي الـمثاني ... فـتـحـاشـاهُ فــــي الــغــدوِّ الـعـثـارُ
وتـــثـــنَّــى بــالــبـيـنـاتِ كـــريــمًــا ... كــلــمــا هــــــزَّ نــفــسَـه الــتــذكـارُ
فــــي لــقــاءٍ وبــشـريـاتٍ عِــــذابٍ ... آخـــرَ الـعـمـرِ إن تــدانـى احـتـضارُ
جــــــلَّ ربــــــي قـــرآنُـــه عـــربــيٌّ ... جــــاءَ فــيــه لـلـصَّـالـحين ادِّكــــارُ
وهُــــــــداهُ لــلـعـالـمـيـن رشـــــــادٌ ... ونـــــجــــاةٌ وعــــــــزَّةٌ ويــــســــارُ
إنَّ نـــــورًا لــــولا ســنــاهُ لــضـلَّـتْ ... أعــيـنُ الـخَـلـقِ واعـتـراهـا الـعَـوارُ
يـــومَ جـــاءَ الـنَّـبِـيُّ يـتـلـو عـلـيهم ... آيــــــةَ اقـــــرأْ ولــلــهـدى أخـــيــارُ
فـاسـتجابَ الأبــرارُ ، فـاقتُلعَ الـشَّرُّ ... فـــعـــالــي صــــروحــــه تـــنــهــارُ
كـيـف لاتـخـشعُ الـجـبالُ وتـسَّاقطُ ... خــــوفًـــا ، فــالــمُــنْـزِلُ الـــجــبَّــارُ
لــمــثـانـيـه الــجــاهـلـيـةُ ولَّـــــــت ... لـيـس يـقـوى عـلـى الـهـدى الـكفارُ
وسـيـبقى الـقـرآنُ مـادامـت الـدنيا ... ويُــطــوى مــــا أحــــدثَ الــفـجَّـارُ
لايـــغــرنَّــك الـــفــســادُ بـــــــأرضٍ ... إن طـــغـــى أو تـــألَّــبَ الأشـــــرارُ
هــــو زيــــفٌ إعــصــارُه يـتـلاشـى ... وبــشــدقــيـه يُــبــلَــعُ الإعـــصـــارُ
عِــــشْ بــقـرآنِـك الـكـريـمِ عــزيـزًا ... فــبــغــيـرِ الــــقـــرآنِ ذلٌّ وعـــــــارُ
وبــغـيـرِ الإســـلامِ ضــنـكٌ وبــغـيٌ ... وغُــــلُــــوٌّ وخـــيــبــةٌ وانــــدحـــارُ
أحــــيِ دنــيــاكَ بـالـتـلاوةِ واعــلـمْ ... أنَّ فـــي الـنـأيِ عــن سـنـاهُ انـدثـارُ
نــحـنُ أحــيـاءُ بـالـكـتابِ وهــاهـم ... رغـــم كـــلِّ الـزيـناتِ فـيـها صـغـارُ
لـيس تـرقى الـشعوبُ إلا بـما أنـزلَ ... ربـــــــــي وبـــــشَّــــرَ الـــمــخــتــارُ
فَــلْــيَـروا مــايــشـاءُ كـــــلُّ أثــيــمٍ ... مــــن ضــلالاتِــه فــبـئـسَ الإســـارُ
وعـلـيـهِ فَـلْـيـتَّقُوا اللهَ فــي الـذكـرِ ... وإلا فــــلـــلـــعُـــتُـــوِّ الــــــــنَّـــــــارُ
أيُّـــهــا الــحــافـظُ الــمـكـرَّمُ رتــــلْ ... مــــا حــوتْــهُ الأحــنــاءُ والأســفـارُ
واخـــشَ مــولاكَ فـالـمنازلُ أعـلـى ... لـيـس لـلـراغبِ الـمنيبِ انـبتارُ (1)
وكــــنِ الــمـاهـرَ الـتـقـيَّ لـتـحـظى ... فـــجــنــانٌ ورفـــعـــةٌ وافــتــخــارُ
وعِــــشِ الــعـمـرَ لـلـمـثاني رفـيـقًـا ... تـــنـــلِ الأنــــــسَ مـــالـــه إدبـــــارُ
فـالـمـثاني رواؤُهـــا لــيـس يـبـلـى ... والــنـعـيـمُ الـمـقـيـمُ نــعــم الــــدَّارُ
زيِّــــنِ الــقــرآنَ الــكـريـمَ بــصـوتٍ ... لايُــجــاريــهِ فــــــي الأداءِ هـــــزارُ
وتــدبَّــرْهُ فَــهْـوَ مـعـجـزةُ الـخـالـقِ ... لــلــخــلــقِ مــــاعــــراهُ انــــدثــــارُ
فــلـربـي الــثـنـاءُ والــحـمـدُ أحــيـا ... أمــتــي الــدهــرَ فــيـضُـه الــزَّخَّـارُ
وأراهـــا الـسـبـيلَ هَــديًـا و وعــيًـا ... فــاســتـنـارتْ بــوحــيـهِ الأفـــكــارُ
مــن سَـقِـيِّ الـتـنزيلِ روَّتْ صـدورا ... وحــبـاهـا ثــجَّـاجُـه الــمــدرارُ (2)
ورنــتْ روحــي شـطـرَ أفْـقٍ تـعالى ... مـــاشـــدا فـــيـــه آثـــــمٌ مـــهــذارُ
الـكـتابُ الـمـكنونُ تـرتـيلُه الأجــودُ ... يُــــرجَــــى أثــــيــــرُه الــمــعــطـارُ
وفـيـوضُ الآيـاتِ فـي هـدأةِ الـليلِ ... شــــفـــاءٌ ســحَّــاحُــهـا وادِّكـــــــارُ
فـالـمـثـاني وحـــيٌ تــنـزَّلَ شـــذوًا ... لـيـس يـرقـى لـزهـوِه الـجـلنارُ (3)
فـازدهـتْ صـفـحةُ الـيـقين بـقـلبي ... إذ ســنـاهـا عــنــد الــظــلامِ مــنـارُ
فــازَ أهــلُ الـقـرآنِ بـالـسَّبقِ يُـدنـي ... مُـرْتَـقَـاهُم إلـــى الـرضـا اسـتـبصارُ
مـــا اعـتـراهـم هـبـوبُ مِـلَّـةُ جــانٍ ... شــحــنـتْ غـــــثَّ ســعـيِـه الأوزارُ
يُـنْشِئُ الـذكرُ فـي الـقلوبِ شـموخا ... مـــــا تـــلاشــى شـــلاَّلُــه الـــهــدَّارُ
آهِ مــــا أعــــذبَ الــتــلاوةَ فــجــرًا ... حــيـثُ تـصـغي الـنـجومُ والأقـمـارُ
حــيــثُ تــدنـو مــلائـكُ اللهِ قــربـا ... لايُـــدانـــي الــعــذوبــةَ الــمــزمــارُ
قــد تـرشـفتُ مــن يـنـابيعَ فـاضتْ ... مـــن حـوامـيـم قـدسِـهـا الأســـرارُ
الـقـلـوبُ الـظـمـاءُ لــلألـقِ الــعـذبِ ... ابــتـشـاشـاتُـهـا الـــنَّــديَّــةُ غـــــــارُ
فــي عـلاهـا تـبـوَّأتْ مـن رضـا اللهِ ... مــحــاريــبَ زانَـــهـــا اســتــبـشـارُ
مــــا لإبــلـيـس والــغـوايـة فـيـهـم ... أثـــــرٌ يُــجـتَـلـى عــلـيـه انــحــدارُ
فــنــفـوسُ الأبـــــرارِ ألــهـمـهـا اللهُ ... وأغـــنــى اعــتــدادَهـا اســتـغـفـارُ
مارَجَاهُ الشيطانُ ساعةَ ( أنظرني ) ... ســــــــرابٌ وزيــــفُــــه مـــنــهــارٌُ
فـالـسـباقُ الـسـبـاقُ لـلـملأ الأعـلـى ... مــــــــن الــــذكـــرِ زادُه الإيــــثـــارُ
وجــنــاحــاهُ رفـــرفـــا مــاتــدانـتْ ... فــيــهـمـا هِـــمَّـــةٌ فــفــيــه تُـــثــارُ
إنـــــه الـــوحــيُ مــاتــقـادمَ لــكــنْ ... فــــي مُــنــاهُ اسـتـظـلتِ الأخــيـارُ
فــالـمـثـانـي لـلـصَّـادقـيـن فـــــلاحٌ ... وثــــــــوابٌ ومــــوئـــلٌ مُـــخــتــارُ
ولــحُـفَّـاظـهـا الــكــرامــةُ كـــانــت ... والــقــصـورُ الــحِــسـانُ والأنـــهــارُ
فـــي جِــنـانِ الـخـلـودِ إذ تــتـراءى ... درجـــــاتٌ لـــهــم فــنـعـمَ الــقــرارُ
قـالـهـا الـمـصـطفى عـلـيـه صـــلاةٌ ... وســـــلامٌ مـــــن ربِّــــه وافــتـخـارُ
قـالـهـا : اقـــرأْ . لـلـمـتقين وأثــنـى ... لاعــلــى الــهـجـرِ مــالـه اسـتـثـمارُ
إنـــمــا يـــــدركُ الــثــنـاءُ جــمـوعًـا ... لـــــم تـــغــادرْ آنـــاءَهــا الأذكـــــارُ
فـأفـيقي مــن غـفـلةٍ عـشـتِ فـيـها ... قـــيــدَ وهْـــــنٍ ، فـلـلـفـنـا إنـــــذارُ
إذْ تــمـادتْ غــوائـلُ الــدهـرِ فـيـهـا ... مــجـحـفـاتٍ مـاعـاقـهـا مــضـمـارُ !
وبــهــا نــامــت الـقـلـوبُ وأغــفـتْ ... عـــن أيـــادي ابـتـزازهـا الأبـصـارُ !
كــيـف لاتـنـهـضُ الـقـلوبُ لـخـطبٍ ... وعــلـيـه اسْـتُـبـيـحتِ الأمــصــارُ !
كـيـف تـغضي عـلى الـنوائبِ دهـرًا ... والــشَّــكـاوى عــنـوانُـه والــمــرارُ !
أَوَتُــجْــتَــاحُ أُمَّـــتـــي وهْـــــيَ دارٌ ... مُـنـتَـمـاها إلــيــه كــــانَ الــخـيـارُ !
وعـلـيـهـا عــيــنُ الــزمــانِ لـشـجـوٍ ... قـــــد عـــراهــا هــمَّــالـةٌ والــديــارُ
يــوم أخـوتْ عـلى الـفجائعِ يـشكو ... لـبـنـيـهـا مـــــرَّ الـــفــراقِ الـــذِّمــارُ
هــكــذا حــــالُ أمــتــي ، ولــديـهـا ... مــــاتُـــواري ثــقــيــلَـه الأســـفـــارُ
أَوَمَــــــا أنَ أنْ تــهــبِّــي شــمــوخًـا ... مـثـلـمـا كــنــتِ حــثَّــك الإبــكــارُ !
وتـعـيـدي الـرايـاتِ تـخـفقُ مـجـدًا ... وتــولِّــي عـــن أفْــقـك الأخــطـارُ !
أنــــتِ خــيـريـةُ الـمـثـانـيَ جــلَّـتْ ... عــــــن مـــــآلٍ يـــرومُــه خـــتَّــارُ !
فــاســتــردِّي بــطــاعـةِ اللهِ عـــــزًّا ... ضـــيَّــعــتْــهُ الأوزارُ والإدبــــــــارُ !
مــركـبُ الــفـوزِ والـنـجـاةِ قــريـبٌ ... ولــــديـــك الأبــــــرارُ والأخـــيـــارُ
فـالـمـثـاني تــهــدي لأكــــرمِ فـــوزٍ ... أحـــرزَتْــهُ مــــن قـبـلـنـا الأنــصــارُ
بــيـديـهـا يـــــا أُمـــتــي رحــمــاتٌ ... فــلـهـذا الــشَّـقـا الــمـريـرِ انــدثــارُ
والـمـفـاهـيـمُ لــلــهـدى مــسـفـراتٌ ... قـــــد تــغــنَّـتْ بِـعَـذْبِـهَـا الأطــيــارُ
هـــي فـــي الآيــات الـكـريمة نــورٌ ... قـــــد تــسـامـى فــشـأنُـه الإكــبــارُ
وَهْــوَ فــي الـسُّـنَّةِ الـشـريفةِ نـهـجٌ ... قـــــد جــفــاهُ الــكـفـارُ والأشــــرارُ
فــأقـيـمـيـهـمـا هُــــويَّـــةَ جــــيـــلٍ ... أنــهــكـتْـهُ الأوهــــــامُ والأطـــــوارُ
كــــي تـنـالـي مـكـانـةً لـــم تـصـلْـها ... أُمَّــــــةٌ ردَّ خــطــوَهــا اســتــكـبـارُ
|
|
|
|
الموضوع الأصلي :
مصحفي منهجي || الكاتب :
همسه الشوق || المصدر :
شبكة همس الشوق