[.. دارٌ إِشتقتُ إليها ..]
|[ دارٌ اِشتقنَا إِليهَا ]|
/\
:
كم هي الآمال تحدونا ان نعبد الله كما أمرنا
وأن يختم حياتنا بخير ..
كم اشقتنا هذه الحياة الدنيا بمصائبها وآلامها وضيق الحال فيها ..
لم ننعم بنعيم قط فيها ... كلما أحسسنا بالفرح والسرور ..
جاء بعده الحزن
تمر الأيام تلو الأيام ..
منذ ولادتنا >>
إلى أن بلغنا >>
وكلفنا >>
إلى مماتنا..]
فماذا نرجو من حياة أعمارنا فيها قصيرة!
ولذة إن ذقناها لاتدوم!
إلا من جعلها سبيلا لدار اشتقنا إليها
كن في الدنيا غريب أو عابر سبيل.
حتى الغني فيها غير سعيد
تنهش أجسادنا الأمراض
وتعصر قلوبنا الألام
يفرقنا الموت
نختلف مع القريب والحبيب!!
أبعد هذا لا نشتاق لدار عند الرحمن؟!
خلت من ذلك كله !
فيها مالا عين رأت
ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ..
كان والدينا في الجنة فوسوس لهما الشيطان فأخرجا منها بمعصية
وهاهو الان يصارعنا في دنيانا.. وكثيرا ما يغلبنا
فنكون سبايا له .. فهو لنا قرين
ندفعه بقوة الإيمان ومدوامة العبادة والطاعة ..
نحن الأقوى
نريد العودة لمنازلنا الأولى
في [دار اشتقنا إليها]
كلما هممت بخير اقبلت عليه في شوق
|[ لدار نحن في شوق إليها ]|
كلما حدثتني نفسي بالسوء
والتأخر عن الصلاة او عقوق للوالدين
تذكرت
|[ دارا أنا في شوق إليها ]|
كم يحلو لي سامع وصفها
وتذكر مافيها
أعيشها في أحلامي
احاول أن تكون دنياي مثل
|[ دار أنا في شوق إليها ]|
يدفعني فيها أن أكرم بلذة النظر إلى وجه ربي الكريم
كلما وسوس لي الشيطان بثقل العبادة
دفعته بشوقي إلى تلك الدار التي اشتاق أن
أعود إليها بعد الممات
فاتلذذ بها في جحيم الدنيا
يدفعني إلى تلك الدار صبر الأولين
(صبرا آل ياسر موعدكم الجنة)
تقرحت بالسياط جلودهم
تشققت من العطش شفاههم
صهرت حرارة الشمس صدورهم وظهورهم
فصبروا |[ لدار اشتاقوا إليها ]|
أبعد هذا نرضى بدار زائلة ..
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
قال الله تعالى :
(وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
واجمعي معها قول الله تعالى :
( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ )
أي : استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة ،
في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات ،
التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة ،
ولا تنس مع ذلك نصيبك من الدنيا .
فلا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعا ،
بل أنفق لآخرتك ، واستمتع بدنياك استمتاعا
لا يضر دينك ، ولا يضر بآخرتك .
فالغاية من دنيانا :
أن يعمل في دنياه لآخرته ،
ونصيبُ الإنسان :
عمرهُ وعملُه الصالح ...
فلا تنس أن تعمل لآخرتك ،
لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا
الذي يعمل به لآخرته ...