السعادة والشقاوة في سورة طه
منذ أن تشرع في قراءةيمنعسورةيمنعطه حتى يغمر قلبك السرور ، ويملأ صدركيمنعالسعادةيمنع، أَن كنت فرداً من أمة القرآن ، هذا القرآن الذي ما أنزله الله على قلب نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- ليشقى أو لتشقى أمته ، بل أنزله لسعادتها في الدنيا والأخرة ، ففي أول آية في السورة تقرأ قوله تعالى : ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) .
ومن هنا تقسميمنعسورةيمنعطه الناس إلى صنفين : سعداء و أشقياء ، فمنذ أن هبط آدم وابليس من الجنة كما تقص علينا خواتميمنعسورةيمنعطه ، انقسم الناس فريقين ، السعداء وهم الذين آمنوا واتبعوا هدى الله ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ) والصنف الثاني وهم الأشقياء الذين كفروا وأعرضوا عن ذكر الله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) والضنك كما فسره ابن عباس هو الشقاء ، وتأمل كيف اتّسق أول السورة مع آخرها ليؤكدا ذات المعنى وهو أن الشقاء يكون بالإعراض عن القرآن وما فيه من الهدى والخير.
ولا يغيب عن كل قارىء لسورة طه أن قصة موسى وفرعون قد استأثرت بمعظم السورة ، وكأنها تؤكد نموذج السعداء ممثلاً في موسى عليه السلام ونموذج الأشقياء ممثلاً في فرعون لعنه الله ، ولعلنا نقف مع صفات كل ٍمن الفريقين كما تعرضهايمنعسورةطه :
صفات أهليمنعالسعادةيمنعفييمنعسورةيمنعطه :
• معرفة الله حق المعرفة ، بعلوّ منزلته ، وبديع خلقه ، وتمام علمه ، وحسن أسمائه وصفاته وهذا ما شرعت فيه السورة في مطلعها :” تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى “
وبأوصاف الكمال والجلال هذه عرّف موسى ربه لفرعون حين سأله عنه :” قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى * مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى”.
• عبادة الله لا سيما الصلاة التي يأنس المؤمن فيها بذكر الله :” إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي “
• الايمان باليوم الآخر والاطمئنان إلى عدل الله في مجازاة المحسن ومعاقبة المسيء :” إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى”
• اليقين بالله وتأييده لعباده المؤمنين بالأسباب المادية والمعنوية أمام الباطل وأهله ،إنْ هم ثبتوا على الحق و صدقوا مع الله ، كما سخّر العصا لتصير ثعباناً لموسى عليه السلام :” فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى”
• العبادة الجماعية والأنس بالصالحين ، حينها تحس أنك لست وحدك على الطريق :” وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا “.
• الشعور برعاية الله لعبده المؤمن وحفظه له ، وتسخير ما في الكون له ، كما حفظ الله موسى منذ أُلقي في اليمّ إلى تدبير كفالته وعودته إلى أمه :” وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى”
• الشعور بمعية الله والتي تطرد كل حزن وخوف ، كما قال الله لموسى وهارون وهما في طريقهما لفرعون :” قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى “
• الاعتزاز بالدين وأن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى :” فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى”.
• الايمان وتصديقه بالعمل الصالح :” وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى”
• الاستمتاع بالطيبات من الرزق دون طغيانٍ بإسرافٍ أو كسبٍ حرام :” كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى”
• الركون إلى واحة التوبة والاستغفار :” وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى”.
• التحلي بالصبر مهما طال الطريق إلى الله ، والأنس بذكره في كل وقت وحين :” فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى.
• القناعة في هذه الدنيا والرضا منها بالقليل ، والتطلع دوماً إلى ما عند الله :” وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى”
• إيجاد البيئة الايمانية التي تعين على الحق لا سيما أهل بيتك ، والمصابرة معهم على طاعة الله :” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى “.
صفات أهل الشقاوة فييمنعسورةيمنعطه :
• إنكار اليوم الآخر أو الغفلة عنه ، وما يتبع ذلك من اتباع الهوى والباطل :” فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى”
• الطغيان والإفساد في الأرض :” اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى”
• الاستكبار بالجاه وتعذيب المستضعفين :” فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ “
• التكذيب بآيات الله والتولّي عن طاعته :” إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ” وقوله تعالى عن فرعون :” وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى “
• إلقاء الشبهات والتهم الباطلة لتشويه الحق :” قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى” وقوله تعالى :” قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى”
• الكيد لأهل الحق لأجل الصد عن دين الله :” فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى”.
• قلب الحقائق والموازين خشية انتصار الحق واتباع الناس له ، كما قال فرعون لسحرته الذين هو مَن دعاهم مِن كل المدائن لمواجهة موسى :” إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ “
• محاصرة الحق وأهله ومحاربتهم حتى آخر رمق في الحياة :” فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ “
• الانسياق وراء الفتنة ، والانقياد لأئمة الضلال ، وذلك حين لا يتمكن الايمان من القلوب كما في موقف بني اسرائيل مع السامري :” قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ”
• الإعراض عن ذكر الله ومنهجه في الأرض ، والغفلة عن آياته :” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” وقوله تعالى :” قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ” وقوله تعالى :” وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ”
• ربط الايمان بالأدلة الحسية ، لتكون ذريعةً وحجةً لعدم استجابتهم للحق :” وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ”
وقد ذكرتيمنعسورةيمنعطه ثلاثة نماذج للأشقياء ، فأوّلهم فرعون وهو أشقى الإنس الذي قال – أنا ربكم الأعلى – ، ثم أشقى الجن ابليس لعنه الله ، ثم السامري الذي أغرى بني اسرائيل بعبادة العجل ، والملاحظ المشترك بين هؤلاء الثلاثة أنهم لم يكتفوا بشقائهم بل سعوا في إشقاء غيرهم ففي فرعون قال تعالى : ” وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى “
وفي السامري قال تعالى :” قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ”
وفي ابليس قال تعالى :” فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى “
وفي ثنايا عرض قصة موسى وفرعون ، تذكريمنعسورةيمنعطه نموذجاً لصنف من الناس كانوا من أهل الشقاوة وتحوّلوا إلى أهليمنعالسعادةيمنع، ألا وهم سحرة فرعون والذين كان ايمانهم نقطة تحوّل في حياتهم ومعتقداتهم ، ولعل ما عبّـرت بهيمنعسورةيمنعطه على لسانهم يوضح رسوخ الايمان الذي استقر في نفوسهم حتى بلغ بهم الأمر أن يتحدوا أعتى طاغية على وجه الأرض كما قال الله عنهم :” قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا” ثم يعبّرون عن حلاوة الايمان الذي خالطت بشاشته قلوبهم فملأها سكينةً وطمأنينةً وثقةً بموعود الله :” إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى “.
ثم يأتي خيرختام ٍ للسورة ليذكر الصراط المستقيم السوي الذي من سلكه كان من السعداء ومن حاد عنه كان من الأشقياء ، ويترك لك أيها الانسان أن تختار مع من تكون :” قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى |
|
|
|