الملك الاشوري آسرحدون
هو اسم أشوري معناه " أشور أعطى أخا " ، وقد ملك على أشور من 680 - 668 ق.م . وقد عينه أبوه سنحاريب في حياته نائباً للملك في بابل ، ومع أنه لم يكن الابن الأكبر ( كما يفهم من اسمه ) إلا أن سنحاريب عينه وارثاً للعرش ، ولعل هذا ما أثار أخويه أدرملك وشرآصر حتى قتلا أباهما وهربا إلى أرض أراراط في أرمينية سنة 681 ق.م ( 2 مل 19 : 36 و 37 ، 2 أخ 32 : 21 ، إش 37 : 37 و 38 ) فتقدميمنعآسرحدونيمنعإلى نينوىوأخمد الفتنة التي حدثت بعد مقتل أبية واستمرت حوالي الشهر والنصف ، ونودي به ملكاً .
وكان أبوه غير راض عن بابل ، فحاول أن يمحو المدينة لعصيانها المتكرر ، ويحولها إلى مستنقعات ، ولكنيمنعآسرحدونيمنع- الذي كان مفتوناً بحضارة بابل القديمة - حاول ، بعد أن انتصر على ابن مرودخ بلادان ، استرضاء شعب بابل ، فشرع في إعادة بناء المدينة بناءً فخماً ، فوضع الأساسات في احتفال رائع محاولاً أن أن يجتذب الشعب بكل الوسائل . وطلب من ملوك الغرب الذين كانوا خاضعين له ، ومن بينهم منسي ملك يهوذا ، أن يمدوه بمواد البناء اللازمة لتعمير بابل . واشتغال أسرحدون بالعمل في إعادة بناء بابل ، يفسر لنا لماذا أخذ منسى أسيراً إلى بابل بدلاً من أن يؤخذ إلى نينوى في أشور
كان علىيمنعآسرحدونيمنع، قبل كل شيء ، أن يدافع عن الحدود الشمالية للبلاد ضد حجافل الغزاة من الجمريين ( لعلهم من نسل جومر ) الذين كانوا يسمون " بالماندا " ، وقد انتصر عليهم نصراً حاسماً وطاردهم إلى بلادهم ، ثم أخضع الماديين والكلدانيين ، وبعد ذلك وجه نظره إلى الغرب ، فحاصر صيدون التي تمردت على أشور ، وفتحها بعد حصار ثلاث سنوات ، ودمرها وبنى على نفس الموقع مدينة جديدة سماها " قارآسرحدون " وحاول أن يعيد لها مجدها في التجارة . أنه جاء بالأسرى من عيلام وبابل وأسكنهم في السامرة .
كما حاول الاستيلاء على صور ، ولكنه لم يفلح لأنه حاصرها براً ولم يستطع أن يمنع عنها التجارة من البحر ، مما اضطر معه إلى أن يرفع عنها الحصار بعد بضع سنوات . ومع ذلك فقد نقشيمنعآسرحدونيمنععلى عمود حجري ، ملك صور راكعاً أمامه وفي شفتيه خزامة ، دون أن تذكر النقوش تفسيراً لذلك .
كانت حملته على فلسطين مقدمة لغزو مصر ، فهاجم ترهاقة الكوشي ملك مصر ( 2 مل 19 : 9 ) ولكنه لم يستطع أن يتغلب عليه ، فأعاد الكرة بعد بضع سنوات وانتصر على ترهاقة انتصاراً حاسماً تقهقر بعده ترهاقة إلى النوبة ، وتقدميمنعآسرحدونيمنعلحصار منف ، وسرعان ما استسلمت ، وبذلك خضعت كل مصر حتى النوبة جنوباً ، لملك أشور ، فأعاديمنعآسرحدونيمنعتنظيم الحكومة واستبدل أسماء المدن بغيرها ، وعين " نخو " والياً على مصر على رأس 22 أميراً . ولإي سنة 668 ق.م ثارت مصر ، فأسرعيمنعآسرحدونيمنعإلى إخماد الثورة ، ولكنه مات في الطريـــق في حاران .
وأوصى قبل موته بأن تُقسَّم مملكته بين ابنيه التوأمين ، فيتولى أشور بانيبال عرش أشور ، ويتولى " شماس - شم - أوكن " عرش بابل . ولكن أشراف الدولة قرروا عدم تقسيم الامبراطورية ، ونادوا بأشور بانيبال ملكاً ، على أن يكون " شماس - شم - أوكن " نائباً للملك في بابل .
وقد كشفت الحفريات عن الكثير من الأثار والهياكل التي بناهايمنعآسرحدونيمنعفي كالح ونينوى ونيبور وبابل وغيرها |
|
|
|