يعتبر
المناخ التنظيمي أحد المتغيرات التي تقترن بنجاح المنظمة، وتعمل على تحقيق الأهداف الموضوعة والمخططة فيها. فالجو السائد داخل المنظمة له أثر مباشر على تحقيق الأهداف النهائية التي تصبوا إليها، كما تأتي أهميته في أن له تأثيراً واضحاً على الدافعية والأداء والرضا الوظيفي، بسبب ما يدركه العاملون من طبيعة بيئة العمل، وما ينتج عن ذلك من توقعات وعوائد تعود عليهم اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً.
ويعد
المناخ التنظيمي من العناصر التي استمدها علم الإدارة من علم الجغرافيا، لإضفاء صفة التفاعل والتأثير المتبادل مع البيئة المحيطة، حيث يعبر عن الاتجاهات والقيم السائدة، وكذلك المعايير والمشاعر التي يمثلها الأفراد بشأن المنظمة التي يعملون بها.
التفاعلات التي تحدد
المناخ التنظيمي للمدرسة:
من الأمور الهامة في
المناخ التنظيمي المدرسي، التفاعلات التي تحدث، والتي تتضمن مجموعتين “ثلاثة تمثل سلوك المدير، وثلاثة تفسر سلوك المعلم” وهي كما يلي:
سلوك المدير:
سلوك داعم: يعكس اهتمام المدير، ودعمه للعاملين، ومعاملته بالعدل.
سلوك موجه: سلوك المدير موجهاً وظيفياً، وقلما يكترث لحاجات ورغبات العاملين.
سلوك معيق: بدلاً من تسهيل مهام العاملين يعمل على وضع معيقات في طريقهم.
سلوك المعلم:
سلوك الزمالة: التفاعل الدي يسوده الاحترام والحب والرغبة في مساعدة بعضهم البعض.
سلوك الالتزام: العلاقة شخصية ودودة بين المعلمين، داخل وخارج المدرسة.
سلوك عدم الالتزام: الإحساس بالبعد والانفصال بسبب نقص الدعم والمساندة.
أنواع
المناخ التنظيمي المدرسي
يرى البعض أن
المناخ التنظيمي للمدرسة يحدث عقب تفاعلات لسلوكيات المعلمين والمدير، بحيث يشكلان أربعة أنواع من
المناخ التنظيمي:
المناخ المنفتح: هو
المناخ الذي يسوده جو من الاحترام والتعاون بين العاملين والإدارة، ويدفع نحو الإنجاز وتحقيق المهام، كذلك الالتزام من المعلم نحو الطالب.
المناخ المنغلق: حيث المدير التسلطي، معيق للإنجاز مع المعلمين غير الملتزمين بالأداء، وهو ما اعتبره بعض الباحثين
المناخ الأكثر شيوعاً في المدارس الحكومية، حيث اعتبر المدير معيقاً للعمل، بيروقراطياً، والهيئة التدريسية لا مبالية، مع عدم وجود التزام أو ضبط أو تسامح.
مناخ الالتزام: يظهر فيه المدير منغلقاً غير فعال، لا يحترم الخبرة المهنية، ولا احتياجات الهيئة التدريسية، والطاقم منفتح، ملتزم، مهني، ومنتج رغم الإدارة التسلطية.
مناخ عدم الالتزام: المدراء منفتحون مع معلميهم، داعمون لهم، يسعون لتحقيق الحاجات الاجتماعية للمعلمين، في حين أن المعلمين منغلقين، يميلون إلى فقدان التركيز والنشاط، وانعدام المهنية في الأداء.
في حين أظهرت دراسات أخرى بأن
المناخ قد يقع بين الانفتاح والانغلاق، أي أن يكون مناخاً مستقلاً ذاتياً، أو مناخاً مضبوطاً، أو مألوفاً، أو أبوياً، قد يتدرج بين
المناخ الديموقراطي المشارك، أو الديموقراطي الاستشاري، أو السلطوي الإنساني، أو السلطوي المستقل. وكل ذلك بحسب العلاقة السائدة بين الرئيس والمرؤوسين ومشاعرهم نحو بعضهم، إذ أن كل نوع من أنواع
المناخ يمكن تفسيره بحسب النمط الإداري السائد في المنظمة.
ولقد أكدت الكثير من الدراسات على أهمية
المناخ التنظيمي الإيجابي، الذي يدفع إلى فهم الأفراد لذاتهم وتحقيق نموهم الشخصي والمهني. ومن الصفات التي تميز ذلك المناخ، التكامل بين أهداف المنظمة وأهداف العاملين فيها، وإدراك الإدارة لحاجات العاملين وتوقعاتهم من خلال العمل، مع وجود العدالة في العمل، وكون الأنظمة مناسبة من حيث المكافآت والعقوبات، ناهيك عن ضرورة دعم تطور الأفراد وتقدمهم المهني، مع توافر العلاقات الجيدة مع العاملين، ومع منظمات أخرى وضمان المشاركة الفعلية للعاملين من خلال اتخاذ القرارات، والحفاظ على مرونة البناء المؤسسي وتفويض السلطة لذوي الكفاءة.
نخلص إلى القول بأن
المناخ التنظيمي الإيجابي السائد في المدارس يعمل على خلق جيل من الطلاب ذوي قدرة على الإنتاج والمساهمة في مجتمعهم، لما يحتويه هذا النظام على قيم ومعايير تؤدي بهم إلى الشعور بالدعم الجسدي والعاطفي والاجتماعي، الذي يحث الطلاب بدوره إلى العمل الجماعي من أجل تحقيق رؤية المدرسة، والاعتناء بجميع الجوانب التي تخص المدرسة ابتداء من العلاقات الاجتماعية وانتهاء ببيئة المدرسة المادية.