رواية لم أكن هكذا من قبل ولكن بحبك تاهت عناويني للكاتبة التفاحة الذهبية
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
عنوان (1)...
In the depth of the night, I call your name
You don’t answer and a mystery you shall remain
في عمق الليل أنادي إسمك
لا تجيب وسيبقى لغزا
وقف سيارته قدام إحدى الفلل و إلتفت لها، منزلة عيونها ليدينها اللي شابكتهم ببعض،
قطب حواجبه و هو توه ينتبه لرجفتها، لين ألحين باقية، أخذ نفس، فك حزامه و سحب
يدها من حضنها، حاوط يدها بيدينه بهدوء غير اللي يحس فيه، ما يريد يبين لها أنه
متوتر بدوره، لازم يقوي نفسه عشانها، لازم يوقف بجنبها لو إيش ما يصير اليوم،
أخذ نفس ثاني و بعدها ضغط على يدها بخفة.
رفعت عيونها له بس نزلتهم بسرعة، خافت تبكي، صار لها ساعة تحاول تتماسك،
تتماسك لا تنهار، اللي عرفته اليوم صدمها، كل كلمة اللي سمعتها منه بعدها تدور
في مسامعها، تحس نفسها ضايعة، ما تعرف إيش تسوي بالضبط، تثق في من؟
تروح لمن؟ ما تعرف اللي بتسويه ألحين هو الصح و لا لأ، بس ما عندها إللا
هالطريقة، لازم تواجههم، لازم تطلع كل اللي بقلبها، لهنا و بس..! حست بدمعة
حارة تتدحرج على خدها و تحرقها، رفعت يدها بسرعة و جت بتمسحها بس
يده كانت الأسرع.
مسح دمعتها بهدوء، حط يدينه على أكتافها و دارها له: إيش فيك؟
نزلت رأسها و بصوت مرتجف: خـ.. ـايفة!!
إقترب منها و طبع بوسة هادية على جبينها: لا تخافي، أنا راح أضل معاك!
ما ردت عليه
حاوط وجهها بيدينه و رفع رأسها له: تثقي فيني؟
حركت رأسها بالنفي
إبتسم، ما كان متوقع غير هالرد، إقترب منها مرة ثانية و بهمس: ثقي
فيني بس هالمرة!
رفعت عيونها له و ضلت تشوف في عيونه، ما تعرف إذا بيكون قد كلمته
و لا لأ بس ما عندها غيره، ما عندها إللا تثق فيه: توعدني أنك بتحميني؟
إبتسم لها أكثر ليهديها: أوعدك!
أخذت نفس طويل لتهدي حالها، أخذت نفس ثاني و ثالث و بعدها بعدت يدينه
عن وجهها و لفت تشوف على الفلة: خلينا ننزل!
حرك رأسه بالإيجاب و فتح الباب، نزل، مشى لها و مسك يدها: لا تضعفي له!
غمضت عيونها و هي تتخيل ردة فعله، ما راح يصدقها، ما راح يهتم لأي شيء
بتقوله له، هو متى إهتم فيها ليهتم ألحين؟ طول الوقت كانت غريبة في هالبيت،
تركها عندهم و راح، ما فكر فيها، إستغلها، فتحت عيونها و نزلتهم لليد اللي
ماسك يدها، إستغلها، إستغل كل اللي حوالينها و هي سمحت له، كانت غبية،
فكرت يمكن بهالطريقة بيلين قلبه عليها، يمكن يحبها مثل ما يحب أخوانها،
ما قدرت تفهم أنها غير عنهم، كرهها و لين ألحين يكرهها!! إنتبهت لحالها
و حركت رأسها بسرعة تبعد هالأفكار، ما يهمها، ما عاد يهمها: بحاول!
شبك أصابعه بأصابعها: خلينا ندخل!
حركت رأسها بالإيجاب و زادت من مسكتها على يده: لا تتركني!
لم يدينها لصدره: ما بتركك!
بعد شوي ...
دفنت رأسها في كتفه و صارت تبكي
رفع رأسها له و هو يشوف علامة الأصابع اللي إنطبعت على خدها، نزلت
رأسها بسرعة، رجعت دفنته في كتفه و هي تكتم شهقاتها. قطب حواجبه ب
قوة و رفع عيونه له، أخذ نفس و هو يحاول بقدر الإمكان يكتم غضبه، ما يريد
يسوي شيء يندم عليه بعدين: إرفع يدك عليها مرة ثانية يا عم و ..
قاطعه بصراخ: و إيـــــش؟؟ هــذي، و هو يأشر عليها: هذي جاية لنا اليوم
تتهم أمهــ..
قاطعته بسرعة: مانها أمي.. مانها أمي.. أبدا ما كانت.. هذي..، و هي
تلتفت لها: هذي كانت بتموتني..، و بصراخ: بـتـمـوتــنــــي!!!
حرك رأسه بعدم تصديق، إلتفت لزوجته اللي كانت جالسة على الكنبة، منزلة
رأسها و تبكي، أخذ نفس ليهدي حاله و من ثم رجع إلتفت لها: هذي جزاتها؟
ربتك طول عمرها، ضيعت أيامها عليك و بالأخير أنتي جاية تردي لها جميلها
بهالطريقة؟
رفعت رأسها له و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها: معذورة.. معذورة..، قامت
و صارت تمشي لهم: أنا..، و هي تأشر على نفسها: أنا اللي ما عرفت أربي..
هذي غلطتي.. ما تنلام.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما تنلام!! إلتفتت لها،
شبكت يدينها ببعض و رفعتهم لها: سامحيني يا بنتي.. سامحيني غلطت في
حقك.. غلطت.. في حقـك.. غلطت أني ربيتك مثل أولادي.. غلطت أني
ما فرقت بينكم.. غلطت أني حبيتك مثلهـ..
قاطعتها: كـــذاااااابــة!! أنــتـــي كــذاااابــ..، طاحت على الأرض من قوة الكف
اللي جا لها منه، حطت يد مرتجفة على خدها اللي صار يحرقها، رفعت عيونها
المليانة دموع له: ما.. ما توقعـ..ـت.. غـ..ـير كذي..
: يــا حـيـوااانـــة!! لهنا وصلت عندك؟ تكذبيها؟ تكذبي أمك؟ مشى لها بعصبية،
مد يده و جا بيمسكها من شعرها بس يده منعته، رفع عيونه له و بعصبية: فــكــنـــي!!
هذي يبالها من يأدبها من أول و جديد!!!
تكلم و هو يرص على أسنانه: لا تلمسها!!
فك يده منه بسرعة و بنفس حالته: أنـت مـن لـتـمـنـعـنـي؟؟؟ هـذي بـنــتي قـبـل
مـا تـكـون زوجـتـك! أضـربـهـا، أمـوتـهـا، أسـوي فـيـهـا الـلـي أريـد، أنــت
مـــا دخـــلـك!!!!! إقترب منها مرة ثانية و سحبها من شعرها.
صرخت و هي تتعور من مسكته: آآآآآآآآآآآآآآآآه
فكها من يدينه بسرعة، سحبها و رجعها لوراء، إلتفت له و ............... .
***************************
مسكت شنطتها، رفعتها و صارت تجرها لين باب الغرفة، حطت يدها على المقبض
و لفت تشوف عليه، جالس على السرير، منزل رأسه و حاط يدينه عليه، لفت للباب
مرة ثانية، فتحته و ضلت واقفة شوي تحارب دموعها، يعني خلاص، كل شيء
إنتهى، بتتركه و بتمشي، بتمشي و ما راح ترجع له، هو كان يريد هالشيء، هو
السبب، حرمها من أكثر شيء تتمناه و هي بتحرمه من نفسها، قاسية و هي تعرف
هالشيء بس لازم تقسى لتعاقبه، لازم تقسى لتحسسه بغلطته، تخليه يندم، يندم
و يموت بندمه بس ما راح تسامحه، ما راح تسامحه لو إيش ما يصير! بتقدر؟
تقدر تكون قاسية لهالدرجة؟ ما تعرف بس إذا ما جربت ما راح تعرف، هي أخذت
قرارها و هالمرة ما راح تتراجع، أخذت نفس و أخذت خطوة لبرع الغرفة بس
حست نفسها تنسحب للداخل مرة ثانية، تنسحب لحضنه..!
حاوطها له بأقوى ما عنده، حاوطها حتى يمنعها من الحركة، حاوطها له بخوف،
خايف لأنه يعرف إذا تركها بتروح، خايف لأنه يعرف أنه ضيعها من بين يدينه،
خايف يخسرها، خسر من قبل و ما يريد يخسر مرة ثانية، ما يخسرها هي..!
غمضت عيونها بقوة و هي تتعور من مسكته، حاولت تبعده عنها بس فشلت،
حاولت تفك نفسها منه بس فشلت، فتحت عيونها و بصوت مرتجف: فـ..فكـ..ـني!!
غمض عيونه و زاد من مسكته عليها: لا تروحي!
طاحت دمعة حارة تشق طريقها على خدها و تحرقها، تحرق قلبها: لا.. لا تص..
تصعبها علي أكـ.. أكثر من كذي!
ما رد عليها، دفن رأسه في كتفها و صارت دموعه تنزل، هو مانه قوي، ما يقدر
يتظاهر بالقوة، ما يقدر يمسك دموعه، هو ضعيف و راح يضعف أكثر بدونها،
هي علمته يعيش مرة ثانية، هي علمته يضحك مرة ثانية، هي علمته يحب
مرة ثانية! غلط و هو ما ينكر هالشيء بس ليش مانها راضية تفهم أنه كان
خايف يخسرها، يخسرها مثل ما خسرها ألحين..!
حست بمسكته ترتخي من عليها فحطت يدينها على أكتافه لتبعده عنها بس
حست بدموعه على كتفها فنزلت يدينها، غمضت عيونها و صارت تبكي بدورها،
مانها سهلة عليها تتركه كذي و بهالحالة بس ما عندها خيار ثاني، هو جرحها
جرح مستحيل تقدر تسامحه عليه، مستحيل تقدر تنسى، راح تضل تتذكر، راح
تضل تبكي، راح تضل تتألم، مسحت دموعها بسرعة، راح يشوفها ضعيفة
و بيستغل هالشيء، هي وعدت نفسها و راح تكون قدها، بعدته عنها و لفت
للباب بس مسك يدها.
: لا تـ..روحـ..ـي!!
رجفة صوته قطعت قلبها، تحس أنها بتنهار ألحين، بتنهار و بتضعف له بس
ما يصير، نزلت عيونها ليدينهم و من ثم رفعتهم لعيونه: ما عندي.. ما عندي
سبب يخليني أضل!
: مـ.ـاني كافـ.ـي؟
نزلت عيونها ليدينهم مرة ثانية و حركت رأسها بالنفي: مانك كافي!
إنصدم من ردها، جا بيفتح فمه ليرد عليها بس ما قدر، إيش يقول ما يعرف،
خلاص ضيعها، نزل عيونه ليدها بإنكسار، فكها و ما نطق بحرف!
أخذت نفس، لفت عنه و جت بتمشي بس جمدت بأرضها و هي تحس بيدينها
الصغيرة تتعلق بعبايتها، نزلت عيونها لها بتردد و شافتها مرفعة رأسها لها
و تبتسم إبتسامة هي تعشقها.
تعلقت بعبايتها أكثر و هي تنطق بأول كلماتها: مــامــا!!!
فتحت عيونها بصدمة
إبتسمت أكثر و هي تخبي رأسها في رجلها: مـ.ـامـا!!
صدمتها أكثر، رفعت عيونها له و هي تشوفه منزل عيونه لها و هو بنفس صدمتها،
رمشت عيونها بعدم تصديق و رجعت نزلتهم لها، جت و بكلمة وحدة زعزعت ثقتها
بنفسها، خربطت كل كيانها، بكلمة وحدة خلتها تراجع كل حساباتها، معقولة بتقدر
تسوي اللي هو مانه قادر عليه، بتقدر تـوقـفـهـا..؟
***************************
سحب الشنطة من تحت السرير و فتحها، قام و مشى للكبتات بسرعة، فتحها
و صار يلم ملابسهم و يرميهم للشنطة.
ضل يشوف عليه و هو متكتف و مانه قادر يصدق أنه بيسويها، أخذ نفس،
زفر و صار يمشي له.
سكر الشنطة، رفعها و حطها على السرير، إلتفت له و من ثم لف و صار يمشي
للكمدينة، جا بيفتحها بس يده منعته.
مسك يده و داره له بقوة:
What are you doing
(ماذا تفعل؟)
فك يده منه، لف و فتح درج الكمدينة:
I’ll go to her
(سأذهب إليها)
مسك يده مرة ثانية و داره له:
Why
(لماذا؟)
ما رد عليه، أخذ جوازاتهم بسرعة و سكر الدرج، لف و جا بيمشي بس هو رجع مسك يده
سحبه له و بنبرة حادة:
WHY
(لـمـاذا؟)
فك يده، دفعه عنه و بصوت عالي:
Because I love her
(لأنني أحبها!!)
أخذ نفس:
But she loves him
(و لكنها تحبه هو!)
قطب حواجبه و حرك رأسه بالنفي:
He doesn’t deserve her
(أنه لا يستحقها)
حرك عيونه بملل:
And you do
(و أنت تستحقها؟)
ما رد عليه و نزل عيونه لها، واقفة في إحدى زوايا الغرفة، حاضنة لعبتها
و دموعها في عيونها، أخذ نفس ليهدي حاله، أخذ نفس ثاني و بعدها مشى لها،
نزل لمستواها و صار يمسح على شعرها بهدوء: لا تخافي، بنرجعها، بترجع عشانك!
إقتربت منه، دفنت رأسها في صدره و صارت تبكي
حاوطها له أكثر و صار يمسح على ظهرها ليهديها: أششش، لا تبكي، بترجع!
تعلقت فيه أكثر و بصوت باكي:
I don’t understand you
(أنا لا أفهمك)
إبتسم و بعدها عنه، طبع بوسة هادية على رأسها و صار يمسح دموعها:
Don’t worry, we’ll bring her back
(لا تقلقي، سنرجعها!)
حركت رأسها بالإيجاب و صارت تمسح دموعها بدورها:
I love her
(أنا أحبها)
إبتسم أكثر و سحبها لحضنه:
Me, too
(و أنا أيضا)
أخذ نفس، بعدها عنه، قام و حملها، مشى للشنطة، مسكها و صار يجرها،
إلتفت له و بعدها لف للباب:
We’ll go now
(سنذهب الآن)
حرك رأسه بقلة حيلة:
You’re crazy
(أنت مجنون!!)
إبتسم و لف يشوف عليه:
What’s new in that
(ما الجديد في ذلك؟)
إبتسم غصبا عنه، مشى له و ضمه:
Take care of yourself
(إهتم بنفسك!)
إبتسم أكثر و بعده عنه:
I will
(سأفعل!)
لف مرة ثانية و صار يمشي للباب، جا بيطلع بس وقفه
: Do you think she’ll choose you
(أتعتقد بأنها ستختارك؟)
وقف و سؤاله صار يتردد في مسامعه، ما فكر كذي، معقولة بترفضه، معقولة
بتختاره عليه؟ حرك رأسه بالنفي بسرعة يبعد هالفكرة! خسر من قبل و خسر
كثير، ما يريد يخسرها هي بعد، ما يتحمل هالفكرة، لازم تختاره، لازم تختاره
هو، هي حياتها هنا معاه، ما يصير تكمل مع شخص ما يستاهلها، تكمل مع إنسان
ما جاب لها إللا الحزن و الكآبة، يعذبها و راح يضل يعذبها لو إختارته عليه،
ما يعرف ليش تحبه، تحب إنسان مثله، ما يصير تضيع هالحب عليه، ما يصير
تعور قلبها عشانه، يتذكر دموعها و يحترق، يتذكر شهقاتها و ينقبض قلبه عليها،
هو لازم ينهي هالعذاب، هو الوحيد اللي يقدر لأنه يقدر يفهمها، راح يعيشها الحياة
اللي تتمناها، حياة بوجوده هو و بس..! غمض عيونه و هو يتذكر إبتسامتها،
لمعة عيونها، لمسة يدها الناعم، ريحتها، إشتاق لها، إشتاق لكل شيء فيها،
خلاص ما فيه يتحمل أكثر، هو يريدها له، يريدها في حضنه، هي أكيد بتختاره،
بتختاره لأنه راح يقدر يسعدها، بتختاره لأنه.. يعشقها بكل ما فيها..!
***************************
نزلت رأسها و هي تحس بدموعها اللي صارت تحرق عيونها، حطت يدها على
صدرها و هي مانها قادرة تتحمل هالوجع، كل كلمة و كأنها خنجر تنغرس في
قلبها، بيموتها بكلامه، بيموتها اليوم..!
نزل رأسه و صار يمرر يدينه في شعره بقهر: ماني قادر أبعد صورتكم من بالي..
ماني قادر! إلتفت يشوف عليها: أنا شفتك في حضنه، تعرفي إيش يعني؟
شفت زوجتي.. بنت اللي أحبها في حضن شخص ثاني! أحترق.. و الله أحس
أني أحترق.. كلما أغمض عيوني صورتكم تدور في رأسي.. ماني قادر أتنفس..
ماني قادر.. مسكها من مرفقها و سحبها له: تكلمي!! قولي لي.. ليش؟ لــيــش؟؟
غمضت عيونها بقوة تمسك دموعها، ما راح تبكي قدامه، ما راح تضعف له،
فتحتهم بس ما رفعتهم له: إتـ.. إتركني.. أنت تعورني!
زاد من مسكته عليها: تتعوري؟ و بصوت عالي: تــتــعــوري؟!؟ و أنا اللي أحس
فيه؟ ليش مانك قادرة تحسي فيني ها؟ لـــيــش؟؟
رفعت عيونها له و هي تحاول بقدر الإمكان تكون حادة بنبرتها: قـلـت لـك
إتـركـنـي!!
ضل يشوف في عيونها شوي و بعدها فكها و دفعها بقهر
طاحت على الأرض، نزلت رأسها و نزلت دمعة كسيرة على خدها، ظلمها،
دوم يظلمها، ما يسمعها و يجزم أنها غلطت، معقولة تغلط مثل هالغلطة؟ هـي؟
ليش، ما يعرف هي إيش كثر تحبه؟ إيش كثر تعشقه؟ بعد كل اللي مرت فيه
عشانه، يجي اليوم يتهمها مثل هالإتهام؟ خــيــانــة!!!! ما عنده أي فكرة
إيش كثر يجرحها، يحرقها بكلامه! هو ما يحبها، أبدا ما حبها، هو بس يريد
يمتلكها، خائف أنه إذا تركها بتروح لغيره و هو مستحيل يسمح لهالشيء يصير،
مستحيل..! رفعت عيونها تشوف عليه، شافته يشوف عليها، نزلتهم و مسحت
دمعتها بسرعة، هو ما يستاهلها، هو ما يستاهل هالدموع، نزلت دمعة ثانية
تحل محلها و تلتها دمعة ثالثة و رابعة و خامسة، ما قدرت تمسك حالها أكثر
من كذي، غطت وجهها بيدينها و صارت تشهق.
ضل يشوف عليها شوي بدون أي حركة، تبكي؟ ليش تبكي؟ مانه قادر يفهمها!
يا ترى ظلمها؟ إذا ظلمها ليش ما تتكلم؟ ليش ساكتة؟ ليش تعذبه كذي؟ إيش
فيها هالبنت؟ لوين تريد توصله؟ تجننه؟ أخذ نفس بضيق و نزل لمستواها، حاوطها
من أكتافها و قربها له: كلميني.. لا تضلك ساكتة! قولي لي إيش اللي صار؟
ليش كنتـ... ما قدر يكمل لأنها دفعته عنها.
زحفت على وراء و إستندت بالكرسي: لا تلمسني.. خلاص.. خلاص.. يكفي..
تحملتك.. كثير.. ما فيني.. ما فيني أتحملك.. خلاص.. خلاص.. و بصراخ
: طـــلـــقـــنـــي!!!
فتح عيونه بصدمة: فــ..
قاطعته و بنفس الصراخ: طـــلــقــنــــي!!!
حرك رأسه بعدم تصديق: أنتي.. أنتي إيش تقولي؟
صارت تشهق أكثر: اللي.. سمعته.. طلقني.. طلقني.. تعبت.. و الله ما فيني..
ما فيني.. أنت.. ما راح تحس فيني.. أنت ما.. تحس إللا.. بنفسك.. أناني
و راح تضل.. أناني!!
حرك رأسه بالنفي: أنا أحبـ..
قاطعته مرة ثانية: كـــــذاااااااب!!! أنت ما تحبني.. أنت ما.. تحب إللا نفسك..
إقترب منها و هو يحس بالعبرة تخنقه، سحبها له: أنا .. أحبك! و هو يقربها له
أكثر: أنا أحبـ..
دفعته عنها بأقوى ما عندها، قامت و صارت تحرك رأسها بالنفي: أنت ما تحبني..
أنت.. أبدا ما حبيتني.. أنا الغبية.. أنا اللي حبيتك.. سويت كل اللي يرضيك..
و بالمقابل.. أنت.. أنت بس إستغليتني.. أنت إستغليتني!!
قام و وقف قدامها: أنا..
رفعت يدها بسرعة تمنعه من الكلام: بـس! يكفي.. يكفي!! قالتها و بعدها لفت
و صارت تركض!
نزل رأسه و مرر يده على وجهه بتوتر، رفع عيونه لها و هو يشوفها معطيته
ظهرها و تركض، تركض؟ لوين تروح؟ فتح عيونه و هو توه يستوعب أنها
تركض للشارع، إرتجف قلبه من الخوف، ما حس بحاله إللا و هو يركض عشان
يلحقها.
ما كانت حاسة بحالها، ما كانت تعرف هي إيش تسوي في هذيك اللحظة، وين
تروح، بس كان لازم تبعد، تبعد عنه، ما فيها تتحمل أكثر من كذي، تعبت، تعبت
كثير، لما فكرت كل شيء بيتصلح، إنهدم، هو هدم كل شيء، كل شيء..! صارت
تركض بأسرع ما عندها، دموعها لين ألحين تنزل و قلبها مانه راضي يهدأ،
هو جننها، هو السبب في حالتها، ما كانت مفكرة أن حياتها معاه راح تتعقد لهالدرجة،
ما كانت مفكرة الشخص اللي تحبه يطلع بهالأنانية، ما كانت تعرف أن ثقته فيها
لهالدرجة معدومة، صدمها في كل شيء و هذا هو اليوم جاي يموتها بإتهاماته
الوحشية..! ضلت تركض بنفس حالتها و ما صحاها إللا صوت البوري لإحدى
السيارات، إلتفتت و هي تشوف السيارة المسرعة متجهة لها، جمدت بأرضها
و هي تشوف السيارة بهالقرب منها، ما قدرت تتحرك و لا حتى تصرخ و كأنها
إنشلت، مر شريط حياتها قدام عيونها في ثواني و إختفى، إختفى و إختفى كل
شيء من حوالينها، ما عادت تسمع و تشوف غير هالسيارة، غمضت عيونها
و هي تنتظر الصدمة، تنتظر نـهـايـتـهـا..!
***************************
طاحت المبخرة من يدها، إنكسرت و صار الجمر يحرق السجاد، نزلت عيونها
للأرض و من ثم رفعتهم له و بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟
نزل عيونه للسجاد، رفعهم لها و بعدها لف و صار يمشي للتسريحة: لمي الجمر
بسرعة، ما أريد الغرفة تخترب زينتها، ما اليوم!
رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت.. أنت إيش قلت؟
صار يعدل في كمته و ما رد عليها
مشت له بسرعة، حطت يدها على كتفه، دارته لها و بصوت عالي: أنــت إيـــش
قـــلــت؟؟؟
بعد يدها عنه و ببرود: اللي سمعتيه!
تجمعت الدموع في عيونها: لـ.. لـ..ـيـش؟؟ أنا قصرت معاك بشيء.. غلطت
بشيء؟ أنا سويت لك كل اللي تريده.. صرت لك كل اللي تتمناه.. أنا أحبك..
و أنت.. و هي ترفع عيونها لعيونه: و أنت تحبني!
حرك رأسه بالإيجاب: أحبك بس..
قاطعته بسرعة: بس إيش؟
أخذ نفس: بس ماني قادر أثق فيك!
إنصدمت من رده، إنصدمت من بروده: مانك.. مانك قادر تثق فيني.. فيني..
و هي تأشر على نفسها: أنــا؟!؟
حرك رأسه بالإيجاب مرة ثانية و بنفس أسلوبه: ماني قادر أثق فيك!
نزلت عيونها و هي تحس بدموعها اللي صارت تنزل و تحرق خدها: بس أنا..
أنا بإيش غلطت.. ليش مانك قادر تثق فيني؟ رفعت عيونها له: أنا تركت كل
شيء عشانك.. تركت أهلي عشانك..
قاطعها: إذا أنتي قدرتي تتركي أهلك عشاني عيل بكرة بتتركيني عشان واحد ثاني!
حطت يدها على قلبها بسرعة و هي تحسه يعتصر، كيف قدر يقولها؟ كيف قدر
يقولها بهالسهولة؟ رمشت عيونها بعدم تصديق: أنت..
قاطعها مرة ثانية: ما في داعي لهالكلام ألحين..، و هو يمشي للباب: ما أريد أتأخر
عليها! فتح الباب و جا بيطلع بس لف يشوف عليها: لما أرجع ما أريد أشوفك
في الغرفة، هالغرفة ما عادت لك!! لف و طلع.
ضلت تشوف عليه و هو معطيها ظهره و يمشي، يمشي و لا هامه شيء، يمشي
تاركها في صدمتها، نزلت عيونها و هي تحس نفسها تختنق، تختنق و كأن الأكسجين
إنسحب من حوالينها، حاولت تأخذ نفس بس فشلت، طاحت على الأرض و رفعت
عيونها للباب، راح، ما بقى غير طيفه! نزلت عيونها للأرض، مستحيل يكون اللي
سمعته صح، مستحيل! ما راح يسويها، ما راح يسويها فيها، هي بكابوس،
ألحين بتصحى، بتصحى! حركت رأسها بحزم تقنع نفسها، رفعت عيونها للباب
مرة ثانية، رفعت يد مرتجفة و حطته على فمها تمنع شهقتها، راح؟ رخصها بهالسهولة؟
راح لغيرها؟ كيف يقدر يسويها؟ هو وعدها، وعدها أنها بتضل الوحيدة بحياته،
نسى وعده؟ نسى كل وعوده؟ نساها؟ نـسـاهــا؟ غمضت عيونها بقوة و إستسلمت
لشهقاتها..!
***************************
جلس على السرير بإنكسار و صار يمرر يدينه في شعره بقلة حيلة: ماني عارف
إيش أسوي.. تعبت.. و هو يزفر بقوة: تعبت من كل شيء..
جلست على السرير بجنبه، حطت رأسها على كتفه و صارت تبكي بصمت
حس بدموعها الحارة على كتفه فغمض عيونه، ما هو وعد نفسه و وعدها أنه
ما راح يبكيها؟ ما هو وعدها أنه ما يخلي عيونها تذوق الدموع؟ قدر يوفي
بكل وعوده، لكل الأشخاص بس ما قدر يوفي بوعده لأغلى شخصين في حياته،
أقرب و أحب شخصين على قلبه..! أخذ نفس و فتح عيونه، سعادة هالشخصين
مع بعض مستحيلة، سعادة وحدة منهم دوم تجي على حساب سعادة الثانية، تعب
من كثر التفكير، النوم مجافيه، ما عاد يعرف إيش يسوي، القرار اللي أخذه راح
يعذبه أكثر من هالإثنين بس خلاص، ما فيه يتحمل، ما فيه يتحمل أكثر من كذي..!
حط يده على رأسها و صار يمسح على شعرها بهدوء: أنا آسف..، أخذ نفس
بضيق و زفر: أنا آسف لأننا وصلنا لهنا.. بس حياتنا مع بعض صارت مستحيلة،
أنا ما أعرف من الغلطان أنتي و لا هي..، و هو يحرك رأسه بالنفي: ما أعرف..
بس أنا.. أنا خبرتك من قبل.. أنا ما أتحمل أي شيء يأذيها.. أي شيء يبكيها..
بس ألحين هي صارت تبكي بسببك.. تتأذى بسببك!!
رفعت رأسها له و ضلت تشوف في عيونه بدون أي كلمة، عتبانة عليه، زعلانة منه
و عليه، صدق كذبتها و جاي يرخصها بهالسهولة؟ ليش ما دافع عنها؟ ليش مانه
واثق فيها؟ هي تغيرت عشانه، هي حاولت تكون له كل شيء يتمناه، ما عادت مثل
أول بس عشان ترضيه و ترضيها بس هو مانه قادر يشوف هالشيء، مانه قادر
يصدقها..! نزلت رأسها و حطت يدينها على بطنها، كان اليوم بيكون أسعد يوم
بحياتها، جت لتبشره بفرحتها، جت لتفاجئه بهالخبر بس هو صدمها بإتهاماته،
ما قدرت تنطق بحرف، حاولت بس فشلت، ما كانت تعرف اللي صار بيوصلهم
لهنا، كان ما خبت عليه، كان فضحتها في وقتها بس تأخرت، تأخرت كثير..!
رفعت عيونها لعيونه مرة ثانية و ما تكلمت.
نزل عيونه بسرعة، يتهرب من نظراتها، يعرف أنه ظلمها بس هو مجبور،
يحترق قلبه عليها بس ما بيده شيء يسويه، أخذ نفس و هو يغصب نفسه ليقولها
: أنتي طالـ.. ما قدر يكمل لأنها حطت يدها على فمه بسرعة تمنعه يقولها.
ما تقدر تسمعها، ما تريد تسمعها، هي راضية تعيش بالعذاب معاه بس مانها
راضية تعيش بدونه: لا.. لا تقولها.. ما أسمح لك..
نزل يدها بهدوء غير اللي يحس فيه: مضطر أقولها..
دفنت رأسها في صدره: لا تصدقها.. بس هالمرة.. عشاني.. و هي تبكي أكثر
: عشاني!
حرك رأسه بالنفي و هو يحاوطها له أكثر: ما أقدر أكذبها.. ما أقدر!
تعلقت فيه أكثر: كل.. شيء.. إنتهى؟!؟
غمض عيونه: إنتـ..ـهينا!!
رفعت رأسها له و حاوطت وجهه بيدينها: عطيني.. عطيني فرصة ثانية..
لا توصلنا.. لهنا.. و هي تحرك رأسها بالنفي: ما لهنا..
حط يدينه على يدينها و نزل رأسه: هي ما راح ترضى.. ما راح ترضى علي..
إقترب منها و طبع بوسة حارة على جبينها، بعد عنها شوي و أخذ نفس
: أنا آسف..
رفعت عيونها لعيونه
: أنتي طـالـق!
شهقت و دفنت رأسها في صدره..!
تبع ...