يرتبط الاستخدام المُبالغ به، أو إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الصحة النفسية بشكلٍ مباشر، حيث أظهرت الدراسات العلمية بارتباطه بالشعور بالوحدة، وارتباطه أيضًا بالاكتئاب، إضافةً إلى مشاعر سلبية أخرى مثل القلق والحزن، ما قد يؤثر سلبًا في مجمل الصحة العامة للجسم
يحاول كل فرد إظهار النسخة المثالية من سلوكه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنها تعد سبيلًا لإبراز الرفاهية، مثل شراء منزل أو سيارة أو السفر في رحلة، وكل ذلك قد يجعل التعرض لتلك الوسائل سببًا لمشاعر سلبية، مثل الحزن والوحدة، ما يقودنا إلى الوحدة، حيث كشفت دراسة أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من الشعور بالوحدة، نظرًا لأن الوحدة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض، فإن هذا يدل على الآثار الكارثية المحتملة للاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي
أظهرت الدراسات أن الارتباط بين الاكتئاب وخطر مضاعفاته يزداد بازدياد التصفح السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة معدل الوقت والجلسات التي يستغرقها الفرد، حيث تسبب سلوكيات مثل المقارنة بالآخرين، ومشاهدة حياة الآخرين بأفضل صورة إلى محاولة الوصول والسعي نحو المثالية، ما يسبب تأثيرات نفسية شديدة، ويحد من علاقة الفرد بعالمه الخارجي الواقعي، ما يعزز فرص الإصابة بالاكتئاب؛ ولا يقف الأمر هنا فحسب، بل إن الهروب من الاكتئاب قد يبدو في غاية الصعوبة، حيث يحد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الاسترخاء، وبالتالي ازدياد الحالة سوءًا.
محصلة الدراسات العلمية في تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي توصي بضرورة الحد من استخدام تلك الوسائل، وتحديد أوقات معينة دون التأثير في حياتنا اليومية، وكشفت الدراسات عن ضرورة تجنب إجراء مقارنات مستمرة بيننا وبين الآخرين، وهو ما ينتج حقًا عن فرط تصفع وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أبرز النصائح التي تم نشرها ضرورة استبدال الوقت الذي يتم إنفاقه على وسائل التواصل الاجتماعي بإحياء العلاقات الواقعية في المجتمع، لأنها تعود بتأثيرات إيجابية في الصحة النفسية وجودة الحياة.