🔻 صلح الحديبية (2 )
🍃 أحرم الرسول صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة ، وأحرم معه أصحابه ، توجهوا لأداء العمرة ، مسالمين ليس معهم سلاح ، لا يبغون إلا أداء العمرة وزيارة البيت الحرام ، لكن قريشا بمجرد علمها أن المسلمين يقصدون مكة أخذت في الاستعداد للحرب ولم يصدقوا أن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم العمرة ، وعقدوا النية علي صد النبي صلى الله عليه وسلم عن مكة مهما كلفهم الأمر وهكذا كان هذا الموقف من قريش دليلا علي عنادها وصلفها وتماديها في الاعتداء على المسلمين ومصادرة حرياتهم و انتهاك حقوقهم
🍃🌸
🍃ومضي ركب الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق مكة حتى بلغ عسفان (علي بعد يومين من مكة) ، وهناك لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجوا يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فإن هم أصابوني كان الذي أرادوا وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام و آخرين وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فما تظن قريش فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد سالفتي ( أي أموت ) "
🍃 وبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن خالد بن الوليد خرج في خيل لقريش بلغت مائتا فارس طليعة لجيش قريش ، وقد حاول خالد صد المسلمين، فقام بفرسانه إزاءهم يتراءي الجيشان. ورأي خالد المسلمين في صلاة الظهر يركعون ويسجدون، فقال: لقد كانوا على غرة، لو كنا حملنا عليهم لأصبنا منهم، ثم قرر أن يميل على المسلمين ـ وهم في صلاة العصر ـ ميلة واحدة، ولكن الله أنزل حكم صلاة الخوف، ففاتت الفرصة خالداً.
🍃🌸
🍃 ولكي يتجنب الرسول صلى الله عليه وسلم الاصطدام بقريش ومضياً مع الرغبة عن القتال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من رجل يخرج بنا عن طريق غير طريقهم التي هم بها؟"
فسلك بهم رجل من أسلم طريقا وعراً غير الطريق المعهود حتى وصل إلى الحديبية علي طرف حدود أراضي مكة، وهناك بركت ناقته صلى الله عليه وسلم
فقال الناس : خلأت ( بركت ) القصواء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما خلأت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة" ثم قال :
" والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها"
البخاري
ثم زجرها فوثبت به
🍃🌸
🍃ثم عدل عن دخول مكة إلى أقصى الحديبية فنزل على بئر قليلة الماء فاشتكى المسلمون العطش، فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيها فمازال يجيش بالري حتى صدروا عنه (رجعوا منه) فكان تكثير الماء من معجزاته عليه الصلاة والسلام
وعلم الجيش القرشي بنزول النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية فأسرع إلى مكة لحمايتها وليحولوا بين المسلمين وبين دخولها وعسكرت قريش بقواتها علي جميع مداخلها