السير على الماء
من العادى أن نجد بعض أفراد الناس يسيرون على
الماء من خلال لوح التزلج سواء كان الفرد يركبه وحده من خلال رياضة ركوب الأمواج أو من خلال حبل يمسكه راكب اللوح مربوط بزورق آلى
وأما الخارق فهو أن يسير الفرد بقدميه على
الماء دون أن يغرق أو يقع في
الماء ومن ثم وجدنا في العهد الجديد أن من المعجزات وهى الآيات التي أعطيت للمسيح(ص)
السير على الماء
نجد هذا الحادث يتكرر في أسفار العهد الجديد حيث يقول سفر متى:
"25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ:«إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ:«تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلاً:«يَارَبُّ، نَجِّنِي!». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:«يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32"
وهذه الآية لم ترد ضمن معجزات الله التى أعطاها للمسيح(ص) في كتاب الله وهى :
خلق الطير الحى من الطين بالنفخ
شفاء الأكمه والأبرص
إحياء الموتى
إخبار الفرد وهو واقف بما أكل قبل حضوره عند المسيح(ص)
إخبار الفرد بالمخزونات في بيته من الأكل والشرب والأموال وغير ذلك
وهو قوله سبحانه :
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"
بالإضافة آية ولادته من دون أب كما قال سبحانه :
"قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا"
ومن ثم لا وجود لذلك الخبر في قصة المسيح(ص) في كتاب الله وأما في كتب التراب الكاذب عندنا فإم من اخترعوا الروايات ليضلوا الناس عن دينهم أبوا إلا أن يضيفوها إلى بعض الصحابة وبعض من يسمونهم أولياء الله مع أن الله منع الآيات وهى المعجزات من عهد خاتم النبيين(ص) حيث قال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ومن ثم نجد بعض حكايات المشى على
الماء مثل :
ما رواه الإمام أحمد في كتاب "الزهد" أن أبا مسلم الخولاني مر بنهر دجلة وهي ترمي الخشب من برها فمشى على
الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال هل تفقدون من متاعكم شيئاً فندعو الله عز وجل؟ قال: ورواه الإمام أحمد من طريق آخر وفيه أن أبا مسلم وقف على دجلة ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه ثم ذكر آلاءه ونعماءه وذكر سير بني إسرائيل في البحر ثم نهز دابته فانطلقت تخوض في دجلة واتبعها الناس حتى قطعها الناس إلى الجانب الآخر.
وأما في كتاب البداية والنهاية لابن كثير فنجد روايات عن عبور الناس على الخيل أو بجانب الخيل على
الماء مثل :
" وقد روى البيهقي عنه كرامات كثيرة منها أنه سار بجيشه على وجه البحر ما يصل إلى ركب خيولهم، و قيل إنه ما بل أسافل نعال خيولهم، وأمرهم كلهم فجعلوا يقولون: يا حليم يا عظيم، وأنه كان في جيشه فاحتاجوا إلى ماء، فدعا الله فأمطرهم قدر كفايتهم، و أنه لما دفن لم ير له أثر بالكلية، و كان قد سأل الله ذلك ".
"لما فتح سعد نهرشير واستقر بها، و ذلك في صفة لم يجد فيها أحدا ولا شيئا مما يغنم، بل قد تحولوا بكماهم إلى المدائن وركبوا السفن وضموا السفن إليهم، و لم يجد سعد شيئا من السفن و تعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، و قد زادت دجلة زيادة عظيمة واسود ماؤها، ورمت بالزبد من كثرة
الماء بها، وأخبر سعد بأن كسرى يزدجر عازم على أخذ الأموال و الأمتعة من المدائن إلى حلوان، وانك إن لم تدركه قبل ثلاث فات عليك و تفارط الأمر فخطب سعد المسلمين على شاطئ دجلة، فحمد الله و أثني عليه وقال إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر فلا تخلصون اليهم معه، وهم يخلصون إليكم إذا شاءوا فينا و شونكم في سفنهم، وليس وراءكم شييء تخافون أن تؤتوا منه، و قد رأيت أن تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا، ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم. فقالوا جميعا: عزم الله لنا و لك على الرشد فافعل فعند ذلك ندب سعد الناس إلى العبور ويقول: من يبدأ فيحمي لنا الفراض - يعني ثغرة المخاضة من الناحية الأخرى - ليجوز الناس إليهم آمين، فانتدب عاصم بن عمرو و ذو البأس من الناس قريب من ستمائة، فأمرَ سعد عليهم عاصم ابن عمرو فوقفوا على حافة دجلة فقال عاصم: من ينتدب معي لنكون قبل الناس دخولا في هذا البحر فنحمي الفراض من الجانب الآخر؟ فانتدب له ستون من الشجعان المذكرون - والأعاجم و قوف صفوفا من الجانب الآخر - فتقدم رجل من المسلمين و قد أحجم الناس عن الخوض في دجلة، فقال: أتخافون من هذه النطفة؟ ثم تلا قوله تعالى {وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إلاَ بِإذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤَجَّلاً} ثم أقحم فرسه فيها و اقتحم الناس، و قد افترق الستون فرقتين أصحاب الخيل الذكور: وأصحاب الخيل الإناث فلما رآهم الفرس يطفون على وجه
الماء قالوا: ديوانا ديوانا يقولون مجانين مجانين ثم قالوا و الله ما تقاتلون إنسا بل تقاتلون جنا ثم أرسلوا فرسانا منهم في
الماء يلتقون أول المسلمين ليمنعوهم من الخروق من الماء، فأمر عاصم بن عمر وأصحابه أن يشرعوا لهم الرماح ويتوخوا الأعين، ففعلوا ذلك بالفرس فقلعوا عيون خيولهم، فرجعوا أمام المسلمين لا يملكون كف خيولهم حتى خرجوا من الماء. .....، و قد أمر سعد المسلمين عند دخول
الماء أن يقولوا: نستعين بالله و نتوكل عليه، حسبنا الله و نعم الوكيل، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم اقتحم بفرسه دجله و اقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين، فلا يري وجه
الماء من الفرسان و الرجالة، وجعل الناس يتحدثون على وجه
الماء كما يتحدثون على وجه الأرض، و ذلك لما حصل لهم من الطمأنينة و الأمن"
والغريب العجيب هو أن بعضهم ينسب إلى أحد الأولياء وهو البسطامى قولا يجعل
السير على
الماء يحدث من بعض الكفار ومن المسلمين وهو ما رواه الذهبى في كتاب
السير حيث قال :
"وقال أبو اليزيد البسطامي:
" لله خلق كثير يمشون على
الماء ولا قيمة لهم عند الله، ولو نظرتم إلى من أعطي من الكرامات حتى يطير فلا تغتروا به حتى تروا كيف هو عند الأمر والنهي وحفظ الحدود "
وبالطبع القول تكذيب لآية من الآيات في سورة الإسراء وهى آية منع الآيات وهى المعجزات حيث قال سبحانه :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتكذيب لآية كون الآيات وهى المعجزات وهى الخوارق أي الكرامات تعطى للرسل(ص) فقط دون غيرهم من الناس
يقول سبحانه في المعنى:
" وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله "