بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
هو على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ، كنيته أبو محمد ، أمه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب ، ولد أبو محمد علي بن عبد الله سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب فسماه عبد الله بن العباس عليًا وكناه بأبي الحسن ، قال له عبد الملك بن مروان لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعاً فغيره بأبي محمد .
الصحابة الذين تعلم على أيديهم
نهل من علم أبيه حبر الأمة، وحفظ عنه، وتعلم على يد أبي سعيد الخدري وأخذ عنه ، ويقول وقد أرسله إليه أبوه هو وعكرمة مولاه ليتعلما منه ويأخذا عنه : انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه ، فأتيناه وهو في حائط له فلما رآنا قام إلينا فقال مرحبا بوصية رسول الله ثم أنشأ يحدثنا فلما رآنا نكتب قال لا تكتبوا واحفظوه كما كنا نحفظ ولا تتخذوه قرآنًا ، وحدث عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر وغيرهم وهو قليل الحديث .
حدث عنه بنوه عيسى وداود وسليمان وعبد الصمد ، وحدث عنه ابن شهاب وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة ، ومنصور بن المعتمر وجملة وآخرون .
عاش في المدينة ، وسافر إلى البصرة والشام وقد أقطعه الأمويون قرية بصقع الشام طريق المدينة تعرف ( بالحميمية) فأقام بها .
رؤى على بن عبد الله بن عباس مضروبًا وهو على جمل مقلوبًا ينادى عليه : هذا علي الكذاب لأنهم بلغهم (يعنى بني أمية وكان هذا في عصر الوليد ) عنه أنه كان يقول : أن هذا الأمر " يعني الخلافة " يصير في ولدى و حلف ليكونن فيهم وقد كان ، وكان علي بن عبد الله هو جد الخلفاء .
كان رحمه الله عالماً عاملاً ، وقال ابن سعد : ثقة إلا أنه كان قليل الحديث ، وقال عنه الإمام ابن كثير: وكان علي هذا في غاية العبادة و الزهادة والعلم والعمل وحسن الشكل والعدالة والثقة .
ذُكِرَ عند على بن عبد الله بن عباس بلاغة رجل فقال إني لأكره أن يكون مقدار لسانه فاضلا على مقدار علمه كما أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله .
وقال : إن اصطناع المعروف قربة إلى الله وحظ في قلوب العباد وشكر باقي .
و زهدني في كل خير صنعته *** إلى الناس ما جوزيت من قلة الشكر
اختلف في وفاته فقيل : مات بالشام سنة ثمان عشرة ومائة ،
وقيل سنة أربع عشرة ومائة ، وقيل سنة سبع عشرة ومائة .
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
الثقات لابن حبان - تاريخ دمشق
- مشاهير علماء الأمصار - ثمار القلوب - روضة العقلاء
- تاريخ دمشق - سير أعلام النبلاء - البداية والنهاية