تمضى الايام بنا وتتبدل الفصول فبعد الصيف ياتى الخريف وبعد الشتاء ياتى الربيع ومع تغير الظروف المناخية يتغير لون الاوراق..
فنجد الاوراق ذابلة في الشتاء
ونجدها صفراء فى الخريف
ونجدها تزدهر فى الربيع
ونجدها تنمو فى الصيف وكذلك هو حال اوراق عمرنا فبعد ان
ننمو فى صغرنا ونزدهر فى شبابنا نذبل فى خريف عمرنا ولكن هناك اوراق لايجب ان تتغير الوانها على مر السنين
وهى اوراق اخلاقياتنا وقيمنا لانه لو حدث تغير فى لون
الاخلاق والقيم لانهارت المجتمعات..
لذى تخيلت نفسى اتجول فى مكتبة العمر وامسكت بكتاب
الاخلاق وعندما فتحته للاسف وجدت انه عفى عليه الزمن
و اوراقه تغير لونها
فاخذت اتصفحه ورقة بعد الاخرى
فاجد ورقة الايثار وقد تغير لونها فلا يؤثر شخص الاخرين الا اذا
كان له مصلحة معهم ويعلم انه سيحصل من وراء علاقته بهم
منافع اكثر مما يبذلها لهم
ثم طويت الصفحة الى الصفحة التالية
فوجدت ورقة الحياء وقد تغير لونها مما ادى الى فتيات
كاسيات عاريات فى مجتمعاتنا وشباب ليس لديه مروءة او
نخوة يعاكس فى تلك الفتيات ويتمايل بميوعة كالفتيات
ثم ذهبت الى الصفحة التالية
فوجدت ورقة الحب والوفاء وقد تغير لونها فلا نجد الان الحب
فى الله او البذل والعطاء بدون مقابل بل المنفعة والاستغلال
ثم انتقلت الى الصفحة التالية
فوجدت ورقة الاخلاص فى العمل وقد تغير لونها فخسرنا
ازدهار امتنا وتقهقرنا الى عصور التخلف والضياع
ثم قررت ان تكون تلك اخر صفحة اتصفحها
فوجدت ورقة الاسلام فى قلوبنا وقد تغير لونها فاصبحنا لا
نقيم حدود الله ولا ننتهى عند ناهيه فاصبحنا امة ذليلة زالت
هيبتها من قلوب اعدائها
وعند هذا الحد اكتفيت لانه اصابنى الاحباط وقررت ان اغلق
هذا الكتاب الذى تغيرت الوان اوراقه
وقررت ان ابدا فى كتابة اوراق جديدة للاخلاق التى اندثرت
وتغيرت الوان اوراقها واختار اوراق اكتب عليها وانا واثق انها
لن تتغير الوانها
فى هذه المرة
عسى كلمة صدق تيقظ امة
وعسى خلق حميد نعود الى تطبيقه يعلى همة
مما راق لي