في نهاية المطاف، فإن ما نفكر به وما نعرفه وما نعتقده لا يؤثر كثيرا. التأثير الكثير يأتي فقط مما نفعله.
كل واحد منا قادر على إنجاز أكثر مما يتخيل. لكننا نهدر وقتنا، ونشتت جهودنا ونصاب بالإحباط. صحيح أننا نحقق بعض الإنجازات، لكنها تبقى أقل بكثير مما في متناولنا. بالمقابل، هناك أناس ينجزون أكثر منا بكثير. فما هي الأسرار الكامنة وراء اخفاق بعض الناس النجاح، وتألق بعضهم الآخر؟
بعد دراسة سلوك المنجزين والمؤثرين، تبين أن السمات الأربع التالية تربط بينهم:
* الانضباط: معظم الناس يعتبرون الالتزام والنظام شيئا مؤلما وحرمانا من الاستمتاع بالحياة، ولكن الحقيقة عكس ذلك. الانضباط هو المدخل الوحيد للحرية. فهو يعني اختيار الطريق والسير بالاتجاه الصحيح الذي نختاره بملء إرادتنا.
* استثمار الملكات والمواهب: المنجزون يستخدمون ما وهبهم الله من أوقات وطاقات ومواهب. يركزون جهودهم على الخطوات الرئيسية والأنشطة الأكثر أهمية. يفضلون تأجيل المتع وينتظرون النتائج بعيدة المدى. لا يستعجلون النجاح ولا يسرقون النتائج ولا يسلقون المهام. يعطون لكل شيء حقه ويخصصون لكل عمل وقته.
* تهيئة الظروف. نحن نستجيب للجو المحيط بنا والمتميزون يخلقون مناخاتهم بأنفسهم. يهتمون بمكاتبهم وبأجسامهم. يرتدون أفضل الملابس ويبقون أدواتهم جاهزة للاستخدام والعمل. كل الناجحين حقا يعملون في مكاتب أنيقة ويعيشون حياة منظمة ومرتبة.
* العمل الشاق. الناجحون جدا يعملون أكثر من بقية الناس. لا تصدقوا مقولات وادعاءات دعاة الرفاهية والإفراط في الاستمتاع بالوقت. فهؤلاء أنفسهم يعملون لساعات طويلة ويبذلون جهودا أكثر من غيرهم. لكن جهودهم لا تنصب على إنجاز العمل بأنفسهم، بل يولون اهتماما أكبر للعلاقات والقراءات والمؤتمرات والإنجازات.
الإنجازات الخارقة تحتاج لخطوات مثل الخطوات الأربع السابقة. فاخط خطوتك الأولى في الاتجاه الصحيح. فهناك دائما اتجاه واحد صحيح: إما أن تتجه إلى أعلى أو إلى أسفل، إلى الأمام أو إلى الخلف، إلى اليمين أو الشمال. وأظنك لن تحار أي اتجاه ستختار.